غريبٌ أمر وزارة التعليم العالي الأردنية , إنّها تَتحدد بعقلية الارتجال والتسويف , والتخبط , وعدم القدرة على اتخاذ القرارات , في الوقت المطلوب , والسرعة المطلوبة , وفق المتطلبات الضرورية .
حيث تسير الأمور لديها بمنطق العجز عن التخطيط , واستباق المشاكل الممكنة , وإيجاد الحلول للطارئ منها , فمن المحزن الدورانُ حولَ أنفسنا بدون أن نجد الحل الأمثل لأوجاعنا • ولكنْ لا أدري , ما السر وراء أجراء امتحان للطلبة العائدين من اليمن , والذي يقدح بمصداقية وزارة التعليم العالي ؟ لأن من الطلبة من هو مبتعث من قبلها , ويفترض أن تكون لديها الثقة المطلقة بالجامعات التي يبتعثون أبناءنا إليها , أليست هذه الجامعات عضو في اتحاد الجامعات العربية والأجنبية ؟
إنَّ المصيبة التي حلت على كاهل الطلبة وأولياء أمورهم , أنهم وصلوا إلى حقيقة مفادها : أن هذه الجامعات ليست على قدر من الكفاءة , باعتراف وزارة التعليم العالي ضمنا, وإلا لماذا هذا الامتحان ؟ في الوقت الذي استثني منه طلبة السنة الرابعة وما بعدها , بحجة واهية عليهم لا لهم , فلَم تطبق عليهم قوانين النقل , كما مطبق على الجامعات الأردنية الذي يجيز النقل بين الجامعات الأردنية , شرط أن يكون معدل الطالب في الجامعة التي يُنقل منها جيد ودرس 50% من الخطة الدراسية في تلك الجامعة ، وإنما طبقت هذا فقط على الطلبة من ذوي السنوات المتقدمة الأولى والثانية والثالثة , وذلك لقياس عطاء هذه الجامعات , أليس هذا هو التناقض بعينه ؟ وكأن وزارة التعليم العالي هي صاحبة الولاية على هذه الجامعات التي ترتبط معها باتفاقيات ثقافية , لتقوم بتقييمها .
فماذا سيكون موقف تلك الجامعات المُشَكك بها من جامعاتنا ؟ أليس في ذلك إساءة لتلك الجامعات , وللطلبة للذين لا يزالون على مقاعد الدراسة , و لخريجيها الذين يشغلون مواقع كثيرة في وطننا العزيز ؟ إذن فما ذنب هؤلاء الطلبة يا وزارة التعليم العالي ؟ ألستم أنتم وحدكم من يتحمل المسؤولية ؟ , ألستم المسؤولين عن مصير هؤلاء الطلبة ؟ وهم ضحاياكم . لماذا لم يطبق هذا القرار على الطلبة الأردنيين الذين عادوا من الجامعات العراقية2003 ؟
أما يؤلمكم ويشجي نفوسكم , مرأى هؤلاء الحيارى , وهم يصارعون دهرهم الغاشم الذي رميتموهم بقاصمته , فنزل عليهم نزول البلاء ؟ أما يهزُّ قلوبكم ويَنمي حماستكم ؟ أن أبناءً لكم قد أحاط بهم الهم ُّمن كل جانب وسامهم ألوان العذاب , أما في قلوبكم رحمة ؟ كيف لكم أن تهنؤوا بطعام أو شراب أو حياة ؟ وأبناؤكم يتسربلون بلهيب الحرقة والأسى على مستقبلهم المجهول , فالمسلم يفرج عن المسلم , قال النبي – صلى الله عليه وسلم – ( المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه ومن كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته ، ومن فرج عن مسلم كربة فرج الله عنه كربة من كربات يوم القيامة )
اللهم إنا نسألك الفرج العاجل لأبنائنا الطلبة المنكوبين , اللهم فرج همّهم وهمّ اسرهم , وفك أسرهم , ونفِّس كربتهم يا أرحم الراحمين .

Montaser1956@hotmail.com