الصواريخ المستعربة


قرأت وسمعت عن تهديد بصواريخ سكود المستعربة للأرض الأردنية, إذا صدقت بعض الروايات الإخبارية. الرواية لم تكذب من مصدر مسؤول ! عن ما نقل من تهديد لجنرال الاستخبارات السورية "آصف شوكت" بقصف المدن الأردنية. خبر مثير لثقافة الأردنيين الوطنية كما القومية, ويتنافي مع ما وثق في دستورهم من "أن الشعب الأردني جزء من الأمة العربية". حقا إنها مهزلة ما بعدها مهزلة, وعبث بالتاريخ والجغرافيا أن يهدد الأردن بالقصف بالصواريخ تحسبا لتطورات أزمة سورية الداخلية, التي لم يحسن الجنرال وزملائه وقيادته في دولة حماة الديار إدارتها. عجبا" لهذا الزمان العربي الرديء, فلقد شاهدت من على الشاشة الصغيرة صواريخ سكود القذافية اللبية تسقط على الشعب العربي الليبي, والذى وضفه سيادة العقيد المختبئ بأن شعبه الليبي في القمة. وقبلها بسنوات كنت قد رأيت بأم عيني آثار قصف صواريخ سكود اليمنية لعدن ومقر الحزب الاشتراكي المدمر بفعلها, يوم أن حولت الصواريخ العابرة للقارات لقصف ما بين مدن اليمن السعيد ومن ثم إلى صواريخ عابرة للحارات ما بين أحيا مدينة عدن (القلوعة والتواهي والمعصم وأبين) في المدينة. وشاهدت من على شاشة التلفاز صواريخ سكود العراقية وهي تتساقط على الرياض وغيرها من المدن العربية. وسمعت عن صواريخ القاهر والظافر المصرية التي دمرت في قواعدها في الساعات الأولى لعدوان الخامس من حزيران في العام 67 من قبل عدو الأمة إسرائيل. إنها صواريخ أشبه بمدافع التبن العربية كما سماها أجدادنا في الماضي القريب أو صواريخ عيد شم النسيم كما كان يحلو لرئيس مصر السابق- المحبوس على ذمة التحقيق- تسميتها. لقد حلمنا بهزيمة إسرائيل بفعل صواريخ سكود التي تمتلكها جيوش عربية فوجدنا أن صواريخهم معدة حصرا لحماية كراسيهم فحسب, حين تنتفض شعوبهم بفعل فساد إدارتهم. الصواريخ التي تمتلكها سوريا وغيرها قد تكون وبال عليهم مثلما كانت وبال على العراق وأهله, وعلى القذافي ومليشياته وشعبه, فنحن أمة لا تحب الصواريخ العبثية ولا نتفاءل بتخزينها, وقد لا يأتي الزمان والمكان المناسبين لاستخدمها, وقد تستخدم تلك الصواريخ ضد الشعوب, ليس لتخويفهم فحسب, وإنما لقتلهم وربما إبادتهم في الزمان والمكان الذي يقرر فيه حاكم عربي: أن شعبه- بعضه أو كله- يحاول شق عصى الطاعة على حكمه المديد. سنقول لمن يهددنا قولا واحدا, ليس فيه لبس ومواربة, أنه قد أتى بطريقة غير مشروعة بعرف وسنن الشعوب الحرة ! ونقول أيضا ألا بعدا لكم ولتلك الصواريخ الهمجية, كما بعد عنا مبارك وبعد زين العابدين ! وسيشفى غليل الأمة عندما يختفي شبح العقيدين معمر وعلي وكل أصحاب الصواريخ العربية المختبئة ومعهم من يهدد أبناء جلدته بها إلى غير رجعة, إن صحت رواية تهديدهم لنا, بشتاء من صواريخهم المعربة على مدننا. ونقول أخيرا, سيبقى الربيع العربي يقض مضاجع اللئام من عتاة الحكام على أرضنا, وان غدا لناضرة قريب.



تعليقات القراء

بسام القضاه
ابدعت ياسيدي == وحما الله الملك والاردن بقوة وعزيمة رجالها
05-10-2011 01:43 PM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات