فضفضات المساء


رولا المغربي
خلال اجازه عائليه في احد فنادق البحرالميتِ ، لفت نَظري وجود مجموعات سياحيه لما يُطلَق عليهم ب (عرب ال48) لوهله راودني سؤال : لماذا لم يُطلق عليهم (مواطنو ال 48)؟؟؟ لماذا كلمة (عرب) أهي الرغبه في اثبات الهويه؟؟ أم من باب التمييز العنصري ؟؟ ام من باب التفرقه والتحيز؟؟ام من باب
الاستفزاز السياسي؟؟؟
يبدو أنّ السياسه لها مدلولها في التسميات للايحاء بالهويه والانتماء!!! من أطلَقَ عليهِم ذلك اللفظ؟؟؟ ماذا كان يقصد ؟؟ وهل رحّبوا بالمصطلح ام ان ذلك يزعجهم؟؟ عرب مايُعرف بال٤٨ هم العرب الباقون الذين لم يغادروا اراضيهم في فلسطين بعد نكبة ال٤٨.
عندما احتلت اسرا ئيل فلسطين عام ٤٨ تهَجَّرَ ما يقارب ٧٥٠٠٠٠ فلسطيني ، بينما تبقى حوالي ١٥٠٠٠٠ الف فلسطيني لم يغادروا مدنهم وقراهم داخل الأراضي التي كانت تُعرف في حينها ب(اسرا ئيل)بعد ال ٤٨ ، يعيش اغلبهم في:الجليل (الناصره، عرابه ،مجد كروم ،…).
المثلت(ام الفحم،طول كرم ،..).
أما الساحل :(عكا، حيفا، يافا،الرمله،اللد،..).
هم فلسطينيون وعرباً اقحاح لكنهم يعيشون داخل حدود الدوله الجديده بنظامها وقوانينها وإدارتها وحمايتها وهويتها . لكن فُرِضَ عليهم وضع جديد بقوانين جديده وهويات جديده فتم اعطائهم جوازات سفر اسرائيليه(هويات اسرائيليه).هذا الوضع الظاهري الذي تحاول اسرا ئيل إظهاره للعالم بأنهم مواطنون يتمتعون بحقوق مساويه لحقوق (الي هود) لكن على ارض الواقع هم لايتمتعًون بحقوق متساويه فالتمييز ضدهم واضح وكبير ،في كل المجالات(الصحيه والتعليميه والوظيفيه والاقتصاديه وتخطيط المدن واعظمها السياسيه)العرب في هذه المناطق يعتبرون مواطَنَتِهِم مفروضه عليهم باختصار (هم يعيشون صراع هويه).هم يفضّلون تسميتهم ب(فلسطينيو ال ٤٨) او (فلسطينيو أراضي ال ٤٨). لكنهم لا يحبون تسميتهم ب(عرب ال٤٨).
عادةً ما يلجأ الإعلام الاسرائيلي بالحديث عنهم بمصطلح (مُواطِّنوا إسرا ئيل العرب) للإيحاء للمستمع انهم جزء من دوله موحّده بدون نمييز قومي .
مصطلح (مواطنوا ال ٤٨) مصطلح أكثرُ إسرائيلية (كطابع سياسي) ففيه اعتراف ضمني بالدوله الإسرائيليه كمصدر للهويه والانتماء.
قادني الفضول (السياسي) للسؤال إن كان مصطلح عرب ال ٤٨ يريحهم ام يزعجهم فدارَ حديث بيني وبين سائحه اكّدَت انهم مجبرون على تلك الهويات والجوازات للدرجه التي يخفون فيها جوازاتهم وهوياتهم اثناء الترحال لشعورهم بعدم الانتماء لهذه الهويات.
لكن ما يتعمد ان يغفل عنه الاعلام هو ذلك الشعور الوجداني لديهم الذي برفض الاحتلال وممارساته ، فالحرب على غزه زادت من الفجوه بين المُجتَمَعين فممنوعٌ عليهم الإعراب عن غضبهم لمايحدث في غزه ،ممنوعٌ عليهم التحد بالعربيه اثناء ادائهم الوظيفه فعلى الجميع التحدث بالعبريه التي يتقنها العرب تماماً كالعربيه فاللغه العِبريه يتمً تدريسها في المدارس العربيه كماده اجباريه بالمقابل هم يتعلمون ويتحدثون العربيه بالفصحى والعاميه.
مهما عاش العرب في دوامة الهويات لكن سيبقى الانتماء الوجداني عربياً عربياً عربياً ، ومهما حاول الاحتلال لملمة الهويات التي كُتِبَ عليها:الجنسيه ؛ اسرائيليه لكنه لن يستطيع شراء الانتماء لأنّ الأرض عربيه عربيه عربيه .
تحاول اسرائيل افتعال زعزعات جيوسياسيه لكن بقاء (فلسطينيو ال٤٨ ) سيبقى الضمان الوحيد لفشل تلك الزعزعات.
الأرض (عربيه )والمواطنون هم (فلسطينيو ال٤٨).



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات