مِن عُّمقِ الظلام


جراسا -

عَروبْ سَواعيِّر

لم أكن أعلم أن للحزنِ أبوابََا ، حتى فُتِّحَت أبوابَ حُّزني في مكانٍ مهجورٍ عالقٍ بينَ الصمت و الصوت ، بينَ الحضور و الغياب ، بينَ الموت و الحياة ، أراقِّبُ شخصََا يحمّل إسمي و عمري و جميع إمتيازاتي ، شخصََا كأنما أعرفّه ينظر إليّ بأسفٍ و يأسٍ في آنٍ واحد ، يشرح لي عن الضيفِ الثقيل الذي يشدّه نحو القاع ، ضيفٌ يسكن زوايا روحّهِ المُّظلمة بينَ البدايات التي تومّض كالبرق و النهايات التي تُثقل كالغروب حتى تتحول أيامه إلى نسخٍ متشابهة لا نسخة تشبه الآخرى . الأيام جميعها أحد ، الصباحات نفسها ، الشروق بلا غروب ، حتى الأماكن بلا عابرين .

تَعرفتُ على وجهٍ آخر للحياة تتساقط فيه الأمنيات و تَغرق فيهِ الأحلام - قطار الموت على قيّدِ الحياة - تفقد نفسك تدريجيََّا دون أن تلاحظ ، تارةََ تشعُّر بكل شيء و تارةََ لا تشعر بأي شيء ، ثم تستيقظ يومََا مُّدركََا أن هذا كُّله لم يَكن حُلمََّا و أنك لم تَعُد نفس الشخص ، هل تَعّي معنى أن يركُّض الإنسانُ مارثونََا كاملََا ثم يفقد إهتمامه عند أخر عشرين مترََا ، حتى يغدو غريبََّا أمام نفسّه التي تُّحدّق به ولا تَعرِفّه؟



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات