المتقاعدون العسكريون ، وقضية على الهواء


المتقاعدون العسكريون تحية لهم وقد باتوا يعبرون يوميا عن واقعهم المؤلم وعلى كل المنابر بالكثير من الكلمات ... بزفرات يبتلعونها مـع جرعـة الشاي والقـهوة والدخان ..وبعيون ملأتها الدموع والأسى وهـم يتحدثون عن معاناتهم وفقرهم فهل من يجيرهم ؟
المتقاعدون العسكريون لم يأتوا من كوكب آخر، لقد ولدوا من رحم الأردن، وطنهم الغالي الذي أقسموا يوم اختاروا طريق الشرف أن يفدوه بالمهج والأرواح، وأن يكونوا السياج المنيع له ، تجسدت بهم كل معاني المواطنة التي قبضوا عليها بجمر الصبر وهم يتمثلون مباديء الشرف العسكري الذي ما يزالون يحافظون عليه ،
المتقاعدون العسكريون شريحة سهرت يوم نام الآخرون ، رضوا بالقليل يوم انشغل الآخرون بالبزنس وجمع المال وشراء الأراضي والقارات ، باتوا يجترون الآمهم وهم يلملمون شتاتهم وبقاياهم لمجابهة تحديات الحياة ويريقون ماء وجوههم على عتبات المؤسسات الخاصة، حراساً وبوابين وأذنة وسواقين ، وليس هناك من يرحم أوضاعهم أو يجيرهم مما هم فيه ,
في لقائه مع برنامج قضية عل الهواء، لمحطة جوسات بين رئيس اللجنة التحضيرية للمتقاعدين العسكريين المقدم المتقاعد محمد الصعوب أن تهميش وإهمال هذه الفئة وهم يطرقون كل الأبواب، واستثنائهم من الهيكلة الأخيرة للرواتب وتجاهل مطالبهم لهو دليل من الحكومة على إنكار دورهم وطمس لسيرتهم وعنوان على ممارسة الظلم جهاراً نهاراً عليهم وعلى أابنائهم،
يؤمن المتقاعدون العسكريون ايمانا قاطعا لا يعتريه أدنى شك ويعرفون أن جلالة الملك بين في أكثر من مرة أن أية زيادة تطرأ على رواتب العاملين يجب أن تشمل المتقاعدين، وهذا توجيه من جلالتة لأنه يعرف أكثر من الحكومة ما آلت إليه أوضاعهم، ويعرفون أيضا أن الديوان الملكي العامر هو بيت الأردنيين جميعاً وأن صدر البيت لهم، ويدركون جيداً أن إنصافهم ومساواتهم مع زملائهم هو بعينه محاربة للفساد والمفسدين وإحقاق للحق وإبطال للباطل وحافز للآخرين على الجد والإخلاص وعدم مد اليد للمال العام ،
عقيد متقاعد بثلاث سنوات أقدمية بينه وبين زميله ثقاعد بعده بشهرين 400 دينار، معلولية لقدماء المتقاعدين الذين حاربو في القدس و ما زالت آثار جراحهم على أجسادهم ، معلوليته دينار ونصف ، وآخرون تتجاوز معلوليتهم 1000 دينار، ويخرجون ويتعينون مستشارين ب 2500 دينار، وكيل أول تقاعده 400 دينار، وعقيد قديم تقاعدة 280 دينار، الكل يتساءل ما الذي ارتكبه هؤلاء من أخطاء حتى يمارس عليهم كل هذا الظلم الفاضح بحقهم وحق أبنائهم ،ولماذا هذا التمييز في التقاعد ولمصلحة من، لماذا الإصرارعلى إذلالهم ومحاربتهم في لقمة عيشهم ، واستثنائهم من الهيكلة ، صرحت الحكومة أن الهيكلة مشروع وطني بحت، لماذا لم يشمل هذه الشريحة الوطنية،
لكن المتقاعدين العسكريين تربوا على منظومة مثل وتقاليد وقيم وسمو أخلاق كونت في مجملها شخصيتهم العسكرية المتكاملة سلوكاً وانضباطاً واحترافاً وخلقاً ، كان الإخلاص والتفاني في أداء الواجب في سبيل الوطن ونكران الذات شعارهم وعنوانهم ، جسدها المتقاعد العسكري قولاً وعملاً داخل وخارج حدود الوطن وهو يحمل تحت لواء قيادته الهاشمية أنبل صفات الإنسانية.
كانت حياتهم أكثر بكثير من كونها وظيفة أو وسيلة لكسب العيش، لقد كانت عبارة عن تضامن النفوس الطامحة في اندفاعها نحو هدف سام ، كانت مجموعة من الفضائل العسكرية المتمثلة في التدريب والتضحية والرجولة والشجاعة والتقشف والصبروالتحمل والنزاهة وروح الجماعة، يعيشونها يوميا ويجسدونها في سلوكهم ، فيما الآخرون منشغلون بالحياة والبزنس والسفروجمع المال وتأسيس الشركات وبيع وشراء العقارات والأراضي، لم يعرف المتقاعدون العسكريون هذه الأشياء تركوها لأصحابها وانصرفوا الى حياتهم العسكرية فقط !!!
مبادئ الولاء للوطن وقيادته تتعالى لديهم فوق كل الإنتماءات الأخرى ،... لا يعرفون إلا ولاءً واحداً هو الولاء للأردن وطناً لكل أبنائه ، ولقيادته الهاشمية. لقد بدأوا مسيرتهم فعلياً في الجيش حين أقسموا أن يقوموا بواجبهم كاملاً حفاظاً على علم بلادهم وذوداً عن وطنهم ، وفي طليعة قسمهم المحافظة على قيم الشرف العسكري والإلتزام بتقديم مصلحة الوطن على المصلحة الشخصية . هؤلاء هم المتقاعدون العسكريون .
أصبحوا الآن نسيا منسيا ، لا يسأل عنهم أحد، حياتهم حيرة وعيشهم ظنك ونظرات المجتمع تلاحقهم وتشفق عليهم ، وجههم الوضاء بالكرامة والأنفة والكبرياء إندثر وانمحق مع وقائع زمن التقاعد وبؤسه وحيرته الدائمة ، زمن مراهقة الأولاد وزيادة متطلبات الحياة التي لا تنتهي . باتوا يستغيثون \\\" وابخيتاه \\\" لكنهم مصرون أن يبقوا على قيد الحياة تنبض قلوبهم حباً للوطن وقيادته ، ومصرون أن يبقوا على ذات القسم الذي أقسموه ، يسعون لتربية أبنائهم على ذات القيم التي تربوا عليها ، خرجوا في الوقت الضائع فضاعوا معه في زمن اللامعقول زمن الفساد الذي بات في الحليم حيران .
المتقاعدون العسكريون ألف تحية لهم، إنهم ..كنز لا تعرف قيمته إلا عند مجالستهم والإستماع إلى تجربتهم . المتقاعدون القدامى مسحوا الدموع بأيديهم ، عبدوا الطريق بعرقهـم وأوجـدوا الحاضر بكفاحهم ومهـدوا الطريق إلى المستقبل بعزيمتهم وإصرارهم، زرعوا فأكلنا ، لا يجوز سحب البساط مهما بلغ الثمن من تحت أرجلهم وإنكار دورهم المشرف ،
إنهم يستحقون من يقف معهم ويغيثهم من واقعهم المؤلم إكراما لدورهم واحتراما لإنسانيتهم في زمن تعددت فيه الوجوه وغربت فيه شمس الحقيقة،
كانوا جسراً عبرت عليه الاجيال المتعاقبة التي تبوأت أعلى المراتب في الدولة الاردنية.
staani@uop.edu.jo



تعليقات القراء

محمد الجبوري
انة ليحز في قلب كل اردني ان يتعمد........ تجاهل مطالب المتقاعديين العسكريين ............, ( وزمان الشقلبة ). كما انة لمما يؤسف لة تخلي رفيقهم بالسلاح رئيس .......... عن زملاءة بهذا الصلف والاستخفاف. ان ثقتنا في القائد الاعلى كبيرة وسيعيد للمتقاعديين العسكريين ثقتهم بانفسهم,ومعنوياتهم التي امتهنها البعض عامديين وستكون الغلبة لرجال الاردن الذين كانوا ولايزالون فزعة الوطن ورأسة العالي ورؤوس الذين تخلوا عن المتقاعديين...........
26-09-2011 02:30 PM
ابو محمد العبادي
اقسم بالله العضيم انه يوجد مجموعه من المتقاعدين العسكريين مقدم وراءد وملازم عدد3 وعشرون ضابط صف مسؤل عنهم موضف مامعه صف خامس لماذاهاذا لان الحياه صعبه جدا نسال الله ان يسترنا
26-09-2011 05:10 PM
ziadmn
كلنا امل في سيدنا سيدالبلاد ان ينصف هذه الفئه من المواطنين والذين مهما وصل بهم ضيق الحال فلن يغير ذلك شيئا من ولائهم لمليكهم المحبوب وانتمائهم لوطنهم الغالي .

تحياتي للاخ الاستاذ الكاتب.

حفظ الله اردننا الغالي وحفظ الله قائدنا وسيدنا ابا الحسين المعظم.

زياد عبابنه
26-09-2011 07:24 PM
احمد الدهني
شبعنا تحيات للمتقاعدين بدنا مساواه وعداله لقد طفحت الكيول جميعا .
26-09-2011 08:51 PM
مقدم متقاعد
قد أسمعت اذ ناديت حيا ولكن ------لا حياة لمن تنادي
27-09-2011 07:10 AM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات