من "وحل" الحمير


ما زالَ الحِمارُ يَحتلُّ مكانةَ مرموقةَ بيننا على أعلى مستوى و ما زلنا نحنُ نُكنُّ لهُ كُلَّ تقديرٍ و احترام فهو جُزءٌ من موروثنا الذي رافقنا مُنذ ابعد تاريخ وأنا كمعظم أبناء هذا البلد الطيب كنت ذات يوم أملك حمارا استعنت بهِ لنقل مواد البناء خلال بناء بيتي عام 1991 حيث اشترينا قطعة ارض في منطقة "أبو القيقب" في مغاريب السلط تُطلُّ على فلسطين ونتيجة لاقتناء هذا الحمار دَخلتْ إلي قاموسي مفردات جديدة منها على سبيل المثال لا الحصر "حا...هيش...حلس...مسلة...والأهم نخش" وعملية "النخش" هي عملية معقده للغاية على عكس ما تبدو للوهلة الأولى و سأحاول جاهدا أن أصفها لكم :
وصفها : هي عملية وخز جسم الحمار بجسم صلب مدبب غير جارح (مثل المسلة) وهي ابره طويلة تستخدم لخياطة "الحِلس" وهو سَرجُ الحِمار يُستعاضُ أحياناً عن "المسلةِ" بعودٍ خشبيٍ صغير صَلب .
مكانُها : إذا فَردنا جسمَ الحمار على المستوى الديكارتي ستقعُ إحداثيات مكان "النخش" عند تقاطع التقاء يديّ الحمار مع رقبتهِ من جهةِ الظهرِ .
استخدامُها : تُستخدم عَمليةُ "النخش" كإجراء تحفيزي للحمار للتحرك بشكل أسرع و بالاتجاه المطلوب وذلك من خلال الضغط على مكان "النخش" الذي يبدو انه نقطة التقاء نهايات عصبيه في جسم الحمار ، فبمجرد وخز تلك المنطقة تستثار أعصاب الحمار فيندفع مسرعا إلي الأمام في محاوله للهروب من الألم . عند هذه النقطة تشعر تماما كما يحدث في سيارات " البي ام " حيث تشعر عندما تدوس بدالة البنزين أن هناك بخاخ إضافي قد اشتغل وتشعر أن الحمار فتح "بخاخات" إضافية للعمل وتستمر هذه الاندفاعة حسب شدة الوخز وحسب شدة المؤثرات الصوتية التي يُطلِقُها صاحب الحمار مثل "حا..." لكن يجب أن لا تََنسى انك تتعامل مع حمار وليس سيارة فلا يَصلح أن تبقى ضاغِطا على ظهرهِ ولا أن تَتركُهُ لفترةٍ طويلةٍ دون (النخش) لأنه يعود للتباطؤ بعد فتره زمنية معينة تطول أو تقصر وكأنه يستجديك أن " تنخشه " لتشعر انه " أبيش فايده " .
لست متأكدا من المقاربة ولكني ما زلت متأكدا من أن الحمار موجود لدينا في اعلي المستويات وانه بحاجه (لنخشه) ليتحرك بالسرعة المطلوبة والاتجاه الصحيح، احد الوزراء بعد أن أقيل يُصرح انه كان يُطلب منه تمرير شحنات طعام فاسدة، لا اعرف ما الذي " نخشه " ثم تأتي ثورة إحدى الأعيان احتجاجا على الفساد وأنا منذ خلقت و أنا أرى أنها كانت إما وزيرة أو عين ولكن حتى تكشِفَ عن حجم الفساد الذي تعرفهُ هي كانت بحاجه إلي (نخش) لتَندفع بالاتجاه الصحيح .
مصفوفة الشعب والحكومات و" النخش "... وتبادل الأدوار .
أخي عبدالله الرمامنه علاج الربو الذي اخترعته وأنت تبحث عن حل لمعاناة زوجتك وأم أطفالك وقاموا هم بسرقته لن يسجل باسمك ولن تحمل عبوات العلاج الذي أحببت أن يُشفي الناس اسمها الذي عشقته أنت ، لأن الحمار ما زال موجودا بأعلى أعلى المستويات .
رئيس اللجنة التحضيرية لإتحاد الكتاب الالكترونيين الأردنيين / تحت التأسيس
qusainsour@yahoo.com



تعليقات القراء

الجلاد
نشكرك على المقال , ونرجو منك التوسع في مجال الحمير واذا امكن ان يكون هناك مقال ثابت يشرح وضع الحمير في الاردن . ونرجو ان يتم الاستعانة بخبراء بتصنيف انواع الحمير والسلوك التنظيمي والاجتماعي لها وانصحك ان تقراء مقال الاستاذ عبدالهادي المجالي في الراي والرد علية من جمعية الحمير الاسبوع الماضي.

وبما انة اصبح هناك العديد من الكتاب تجرؤ على الحديث بشان الحمير فلابد ان نصل الى مرحلة مسألة البغال وهذه بداية في الاصلاح.

اذكر عام 1980 عندما درسنا توجيهي ضمن المنهاج المقرر في اللغة الانجليزية كان قصة مزرعة الجيوانات . وهناك كتاب عميق جدا اسمة الحيوان للجاحظ .

نهنئك انت والاستاذ عبدالهادي المجالي وجمعية الحمير في الاردن على جرأتكم الادبية بنخش موضوع حساس وخطير وكان محرما الحديث فية وهو الحمار .

وارجو ان تنتبه الى شعار الحزب الجمهوري والحزب الديمقراطي في امريكيا وان ترى ايهما يملك الفيل وايهما يملك الحمار والمرحلة المتقدمة من الديمقراطية التي وصلوها.

يقال بان احدهم تغزل بحمارة وقال لها ( هيش ياحبيب هيش ).
22-09-2011 11:14 AM
محمد النسور
فعلا انت عبقري لكن اكمل مشوارك في البحث عن صفات الحمير الحميدة وغير الحميدة .

ارجو ان تكون لك نظرة ثاقبة في ......
22-09-2011 01:40 PM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات