حتى لا ننسىْ .. توثيق جرائم العدوان ومحاكمة المجرمين


برغمِ صعوبةِ نسيان ما حدث ويحدث في فلسطين العزيزة من فظائع وجرائم ومحارق للأبرياء والنساء والأطفال أصحاب الأرض والحق على أيدي "عصابات" الصهاينة الذين لم يرتقوا كثيراً عن مستوى عصابات الإجرام، وبرغمِ عمق الجراح الغائرة في الكرامةِ العربية والغيظ الذي سكن قلوب الناس ما يكفي للقضاء على كل صهيونيّ مهما طال عليه الزمن، ورغم انفتاح الصراع مع الصهاينة اليهود المجرمين على كل الاحتمالات، لكن الزمن قلاّب، وقد تتأكلُ الذاكرةُ وتنسى الأجيالُ ولا تورّث الآلام.

إزاء احتمالٍ كهذا -رغم كونه ضعيفاً، لكنه غير مستبعد-، على الأمة أن تنهض من جراحها فربما يكون الخلاص قد اقترب. وأياً ما ستكون عليه نتيجة هذه المعركةِ التي ندعو الله بنصرةِ أخواننا المجاهدين في غزّة، فلا بد أن يعكفَ نفرٌ من هذه الأُمةِ على توثيق "المحرقة الصهيونية في فلسطين" بالصور والصوت وشهادات الشهود الذي كٌتب لهم النجاة منها،  مواساةً للضحايا وتخليداً لتضحياتهم وحفظاً للتاريخ الذي حدث ويحدث ونقلاً لعذابات الأُمة لأجيالٍ ستأتي بعدنا ربما ستكون أفضلَ منّا وأقدرَ على صونِ الأرضِ والعِرضِ والدماء والكرامة. هذا التوثيق سيكونُ مُفيداً لإثباتِ الجرائم يوم يُحاكم القتلةُ والمجرمون أمام عدالةِ الأرضِ قبلَ أن يُردوا إلى عالمِ الغيبِ والشهادة، ويبؤوا بالخُسران المبينْ.

لقد أجرم الصهاينة بحق الإنسانيّةِ عموماً والفلسطينيينَ واللبنانيينَ والعربَ خصوصاً ولا بُدَ أن ُيحاكموا أمام العدالةِ الدوليّة – وفقَ ما يُمكنُ فعلُه حاضراً ومستقبلاً فلا تقادمَ لجرائمِ الحرب والعدوان، ولا تقادمَ للجرائمِ ضد الإنسانيّة، ولا تقادمَ لجرائمِ الإبادة الجماعية التي تعرّض ويتعرّضً لها شعبُ فلسطين.

ولا بد – أيضاً - أن يُحاكم الصهاينةُ أمامَ التاريخ والأجيالِ القادمةِ محاكمةً عسيرةً بتوثيقِ جرائمهم والمحرقة الكبرى التي ارتكبوها على مرِّ العقود الماضيّة والتي ما زالوا ماضيّن بإرتكابها في غزّةَ اليوم، وسط صمتٍ دوليّ وعربيّ مُخجل وغضبٍ جماهيريّ غيرِ مسبوق. ولعلنا - في ذلك-  نستفيدُ من تجربة أعدائنا الصهاينة أنفسهم بتوثيقِ ما أسموه بـ "المحرقة" وإقامةَ "متاحفَ" لها لإبتزاز العالم بها وحشد التعاطف معهم رغم ما يدورمن جدل حول مصداقيّة المحرقةِ بحقّهم، وثبوت المحرقة التي ارتكبها الصهاينةُ بحق الأبرياء.

* بِشارة للصابرينَ في غزّة ولأبناء أمتنا العظيمة
بسم الله الرحمن الرحيم: "وَقَضَيْنَا إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الأَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوّاً كَبِيراً (4) فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ أُولاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَاداً لَّنَا أُوْلِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُواْ خِلاَلَ ۚ الدِّيَارِ وَكَانَ وَعْداً مَّفْعُولاً (5) ثُمَّ رَدَدْنَا لَكُمُ الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ وَأَمْدَدْنَاكُم بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَجَعَلْنَاكُمْ أَكْثَرَ نَفِيراً (6) إِنْ أَحْسَنتُمْ أَحْسَنتُمْ لِأَنفُسِكُمْ ۖ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا ۚ فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الآخِرَةِ لِيَسُوؤُواْ وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُواْ الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُواْ مَا عَلَوْاْ تَتْبِيراً (7) صدق اللهُ العظيم.



تعليقات القراء

ذاكرة
بعدنا تحت الضرب صرنا ناسيين
10-01-2009 08:46 PM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات