عاش الإصلاح


أول الاصلاح القبول بالتعددية ورفض اللون الواحد،،خشيتي بل ثقتي أن من يدعون الحرص على الاصلاح لا يطيقون تعدد الألوان ، ومن هنا منبع الخشية من أن يسيطر أصحاب اللون الواحد على المشهد العام ؛فتندثر التعددية وتتلاشى الحرية وتترسخ الدكتاتورية المقدسة! وتطمس جميع الألوان بلون واحد هو لون الأحادية !!ومنشأ هذا التخوف عائد إلى سيكولوجيا الضحية المرعبة ،،فعندما يتسلم السلطة من عاش مضطهدا ،مهمشا ،مهشما، هل سيمارس الديمقرطية؟! لأن من يستمع لبعض المعارضين يصاب بالرعب من جرأتهم في إصدار أحكام الخيانة العظمى على الخصوم ،مع التهديد بالويل والثبور وعظائم الأمور!!
• * *
الاختلاف السياسي مع حزب سياسي ذي مرجعية دينية لا يعني الاختلاف مع الدين الحنيف ،فالإسلام لا يتحمل وزر الاجتهادات السياسية لأتباعه، لكن البعض لا يستطيع أو لا يريد الفصل بين الاسلام وبين تصرفات المسلمين، ويحبذ أن يعد نفسه هو الممثل الشرعي والوحيد للدين ، وبطبيعة الحال هنالك من يهاجم الدين تحت مظلة النقد السياسي لحزب أو فصيل سياسي، ومن هنا يصبح جدل الدين والسياسة مؤذيا عندما يقحم الساسة الدين في أتون معركة الاجتهادات البشرية ،وفي محاولات الناس للاجتهاد في أمور معاشهم اليومي !!
• * *
قد نتفهم "ترويج السفارة الأمريكية للوطن البديل "؛فالدولة الأمريكية تعمل لخدمة حليفتها اسرائيل ،لكن غير المفهوم دور الشخصيات السياسية ذات الوزن الثقيل الذين طالما إستثمرت فيهم الدولة الأردنية، وارتقت بهم الى مصاف رجال الدولة، وصنعت منهم شيئا محسوسا، في عملية الترويج تلك، وعليه فالمطلوب إعادة النظر في خط الانتاج الذي أنتجهم ، ويمكن أن ينتج مستقبلا من هم على شاكلتهم !! لكن التعاطي مع كومة الوثائق المنشورة ينبغي أن يكون بحذر شديد ،ونحن نعيش لحظة وطنية وإقليمية فارقة، فهل نرفع الصوت عاليا : يا عمال الوطن خلصونا من "نفايات "ويكيليكس ،وهذا ليس تشكيكا في صحة ما ورد فيها ولكن إصدارا لحكم على المضمون المتهافت والمثير للاشمئزاز فيها ،،فوحدتنا الوطنية وتماسكنا الاجتماعي وسلمنا الأهلي ومحبتنا الأزلية أهم من أساطير النخب ، وعقد مقاولي الوطنية ،وأحلام الصغار والكبار . والعقلاء لا محالة يتوقفون عند الانتقائية في النشر ، والتوقيت المفخخ ،مما يجعلنا نتوجس ريبة وخيفة وننتفض وعيا من هذه "النفايات" !!ولعل عملية إستهداف نسيجنا الوطني من خلال ما ينشر في هذه اللحظة الحرجة هو ما يريبنا ،ويجعلنا نتوقف عند الانتقائية في إختيار نشر الوثائق المتعلقة بشخصيات محددة دون غيرها ،،
• * *
تساؤل قديم جديد :هل من السياسة مكافأة كل من يشتم ويشتم ويتطاول في الشتم !! المبتزون وأصحاب الصوت العالي بل والنشاز يجري مداراتهم وتقديم الأعطيات لهم وتعيينهم في مواقع حساسة، وتوفر لهم المنابر الإعلامية ليكون فحيحهم أكثر أذى، هل اثمرت هذه السياسة شيئا سوى أنهم يكشرون عن أنيابهم في اللحظة الحرجة، وفي التاريخ عظات وعبر، وفي ويكليكس شواهد مؤلمة، !
• * *
عجيب أمرنا ،حقا عجيب ،الكل يطالب بمحاسبة الفاسدين ،،جميل،،لكن ما أن تضيق الدائرة حول أحدهم حتى تنبري قوى وعشائر وأقارب ومناطق وجهات إعلامية للدفاع عنه ،والتظاهر لمصلحته ،وما أن تحوم الشكوك حول شخصية ما حتى يحرد ويحرد معه مئة ألف رجل لا يسألونه لماذا حرد ،والمدهش أننا نستمر في المطالبة بمحاربة الفساد ،،،عاش الاصلاح.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات