لم اجد شيئ في حياتي يجبرني على الانحناء اكثر من مرض ست الحبايب الا ما لمسته في الكادر الطبي والتمريضي بمستشفى( الملك عبدالله المؤسس ).......انحناء جعلني مأسورا بين نظراتهم واهتمامهم منقطع النظير بالمرضى ،....رغم الفاجعه وتبعثري بين ارتفاع حرارتها وانخفاض قوة الدم في جسدها .....ونفاذ مخزونها من الصفائح ....جعلوني بانسانيتهم اصمد ...واتوقف عن البكاء .....

فرغم ساعات العمل الطويله ، وطلبات المرضى اللا متناهية ، واستفسارات الاهالي المتكونه عند نتيجة كل فحص ، الا انهم يبدعون في رسم البسمه على الوجوه الثكلى .

لم يسبق لي ان عرفت مهنة التمريض حتى ابحر بها كما انا الان ، فلطبيعة الظرف الصعب الذي الم بي خلال الفترة الماضية ، الامر الذي جعلني اختلط بشكل مباشر ومكثف مع الكادر الطبي والتمريضي ، ليس اختلاط سطحي بل تعايش على مدار الساعه ، فجميعهم يعملون ضمن منظومة واحده دون كلل او ملل ، فهنيئاً لكم انسانيتكم وهنيئاً لكم مهنتكم الاسمى .

هي انسانيتهم صبغت عليهم طابع الصديق للمريض قبل المعالج ، حوار هادر هادئ سلس مع كل مريض تخطى الحقن ، حتى تناسى المرضى انين الوجع ........يا الله ما اجملها من لحظات يصمت فيها كل شيئ ، وتتوارى نبضات الاجهزة ، ولا يبقى مدوياً سوى صوت الدعاء لهم بتجوال يجوب كل الغرف والممرات .

حمائم بيض تدوس وجعا كبل المرضى .....وريحانا يفوح عطرا غطى رائحة المعقمات ............اعود وانحني وردا في طريقهم نحو امي ........انحني سنديانا يظلل جباههم العالية .......انحني ياسمينا يعطر اكمامهم.

maenalfarhan@yahoo.com

استمحكم عذراً الدعاء لكل المرضى ، اللهم رب الناس ، اذهب الباس ، اشف انت الشافي ، لا شفاء الا شفائك ، شفائا لا يغادر سقماً .