بين تغول المسؤول واللامبالاة ؟!قصر الجد المؤسس في خطر؟!


حين دخلت جحافل الثورة العربية الكبرى مدينة معان عام (1920) دخل النور الهاشمي لباحة القصر الذي أصبح رمزا للحرية ومنطلقا لتغيير وجه التاريخ ...فالقصر الذي يقع في بوابة معان الجنوبية جاءت حجارته عام (1900)م مغموسة بعطر الحرية وهي تتنسم الحرية القادمة عبر الصحراء لتبعث في شباب الأمة العزم والقوة على نسج خيوط العباءة الأردنية الزاهية وتدخل القصر التاريخ من أوسع أبوابه جراء ما تم من إحداث في بواكير الثورة والمتمثلة في ولادة الدولة الأردنية الجامعة التي زرعت بذور خير جاءت ملبية لطموح المواطن والمسؤول ...فبعد عتمة وسواد داكن جاءت ليلة مقمرة معطرة بشذى الكبرياء الهاشمي الذي توشح بعطر النبوة لتلد في باحات القصر الثقافة الأردنية عبر أول صحيفة أردنية والتي حملت اسم الحق يعلو وكذلك ولادة الجيش الأردني المصطفوي وولادة السياحة الأردنية عبر اتخاذ القصر فندقا سياحيا سياسيا لاستقبال الوفود العربية وزوار البتراء الأثرية لترتسم معالم القصر عبر مكنون وعبقرية فذة ترجمها الجد المؤسس الملك عبدالله حين أخذ على عاتقه نشر العلم والثقافة ضمن شريعة إسلامية سمحة لتترك بصمات الجد المؤسس نواة خير حين أمر بإنشاء الإفتاء للقوات المسلحة الأردنية عام(1944)م والذي عهد فيه لأبن معان البار الشيخ عبدالله العزب..ليبقى القصر شامخا ورمزا للكبرياء الأردني والعزم الأكيد لبناء دولة عربية أردنية قوية في ارض عزيزة وشحها التاريخ الإسلامي بأوسمة عز وفخار...ففي عام (1979)م عمدت وزارة السياحة الى ترميم مبنى القصر بمبلغ (13.000) ألف دينار وتم تعيين حارس يستقبل الزوار للتمتع بعبقرية المكان الى ان تم تعييني مديرا لمديرية سياحة محافظة معان عام(1983)م حيث اتخذت عدة خطوات شخصية لإدخال القصر لدائرة الضو عبر محاضرات ومعارض تحكي تاريخ الثورة ومنجزات الوطن على كافة الأصعدة ... وفي عام (1992) على ضوء زيارة طلابية من جامعة مؤتة للقصر تم اجتماع ثلاثي ضم الدكتور نعمان الخطيب عميد شؤون الطلبة في جامعة مؤتة والأستاذ مصطفى الخشمان وأنا تولدت فيه رغبة أكيدة لترميم القصر وإظهار مكانته في تاريخ الأردن المعاصر .. لتتولد عن الاجتماع لجنة عليا برئاسة عطوفة رئيس جامعة مؤتة الدكتور عبدالرحمن عطيات وعضوية دوائر ومؤسسات ذات علاقة تمخض عنه رصد مبلغ(160.000) ألف دينار جاءت موزعة بين عدة مؤسسات ووزارات لتسجل وزارة الأشغال العامة وشركة الفوسفات الأردنية وشركة البوتاس اليد الطولى في مجمل المبلغ لتتجلى قدرة الأردني الشهم في صناعة المجد عبر ثلة من الإخوة أعضاء اللجنة الوطنية ليلبس القصر عباءة ضافية وتعود إليه الحياة من جديد أثر افتتاحه متحفا بمسمى متحف الجد المؤسس الملك عبدالله بن الحسين حيث شملت أعمال الصيانة والترميم الكثير من أجزاء القصر ومما زاد المشهد روعة تمكن اللجنة الخاصة من جمع المقتنيات من جمع الكثير منها والتي لها علاقة بالمكان والإنسان ليشرفنا جلالة الملك المرحوم الحسين بن طلال عدة مرات دافعا عجلة الإبداع بابتسامة رضا لتبدع جامعة مؤتة في ادارة القصر والتي عكفت على ضمان الحياة والديمومة لتقديم الخدمات بتقنية عالية لتشرق شمس العزة ضمن معايير الانتماء والوفاء حين تسلم معالي الدكتور عادل الطويسي رئاسة جامعة الحسين بن طلال ليتم إعادة إدارته لمعان عبر جامعة الحسين التي سخرت كل شيء لنجاح وديمومة الأداء بأعلى المستويات ليصبح القصر محجا ثقافيا لكل شرائح المجتمع وزوار الأردن من كل الأقطار علاوة على الزيارات المتكررة للأسرة الهاشمية الماجدة وعلى رأسها جلالة المغفور له الملك حسين رحمه الله وجلالة الملك عبدالله الثاني أمد الله في عمره وفي غمرة المجد تقرر تخصيص خمسة ملايين لتوسعة وتطوير المشروع ليكون شاملا ومركز إشعاع لتاريخ الأردن المعاصر وفعل الهواشم الموشح بالمجد وذلك عام(2004)م ليصبح بذلك دور جامعة الحسين هامشيا بعد ولادة اللجنة الميتة والتي تعثرت وأبقت القصر ليومنا هذا يئن تحت وطأة التخاذل ليحكم على المشروع بالسجن ضمن دائرة الامسؤولية والتنصل من الواجب الوطني لنستنطق التاريخ بلسان الحق ليجاوب بلا خجل أو وجل (هناك أمر ما تتحطم عليه مسيرة المشروع في غياب كامل للجنة وولادة جملة واحدة هي: الموضوع أكبر منا لترتسم معالم الحسرة على وجوه الشرفاء وتطمس معالم العتمة وجوه من شاركوا في بقاء القصر حبيس بلا ذنب.



تعليقات القراء

ابن معان

كفاك تملقا وتسلقا ونفاقا
14-09-2011 06:56 AM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات