القيادات الميدانية مطلب جماهيري ام ترف سياسي
ان المتتبع للحركات الشعبية المطالبة بالاصلاح التي ظهرت على الساحة يلاحظ كل يوم ولادة لحركة او مجموعة جديدة وكأنه اصبح تقليد يتسابق عليه الكثيرين وما سرعان ان يولد نجد انه يتم ايداعه في الخداج لاكنمال نموه والذي يحتاج الى العناية المركزة ليكتمل نموه الا ان الامكانيات الغير متوفرة تأتي بنتائج عكسية غير متوقعة.وسرعان ما يندثر هذا التجمع ليأتي من بعده تجمع جديد وعلى نفس النمط السابق الا انه وعلى الرغم من كل المعوقات التي تقف في طريق انجاز المشروع الوطني الذي يضم جميع مناطق الوطن تتسارع الدعوات للقاءات مشتركة ويبداء الكل يدرك مدى خطورة هذا التشرذم وترتفع اصوات الشرفاء منادية بتحمل المسؤولية الوطنية.
من هنا تأتي الحاجة الملحة للتفكير باسلوب يخرجنا من هذه الدوامة ويرتقي بنا الى عمل متزن وفعال فنحن الان بحاجة له اكثر من اي وقت مضى. فالمرحلة الحالية تتطلب جمع هذه الحركات وهذه المجموعات في اطار واحد يرتكز على قواعد عريضة تلتقي حولها الاغلبية . مع الاخذ بعين الاعتبار الظروف الخاصة التي يتميز بها المجتمع الاردني وحتى نتمكن من فهم هذا المجتمع لا بدّ من الوقوف عنده طويلا من أجل إعادة ضبط مساره واختبار إلى أي مدى هو في الطريق السليم..
نحن نعلم جميعا ان قوى الفساد والقوى المدافعة عنه تمتلك من الامكانيات والوسائل الكافية لافشال كافة التجمعات وعندها الخبرة الكافية في الدخول الى هذه التجمعات وتخريبها من الداخل كما فعلت مع كافة الاحزاب السياسية على الساحة ونجحت بذلك واستطاعت ابعاد الاغلبية عن الانتماء الى هذه الاحزاب لا بل جعلت هذه الاحزاب غير قادرة على اثبات وجودها على الساحة وحولتها الى هياكل حزبية تقليدية ترفضها قواعدها الجماهيرية التي يفترض ان تكون رصيدها الداعم الامر الذي يتطلب افراز قيادة ميدانية وطنية تستوعب الحراك الاجتماعي وتشخص السلبيات في كل جوانب الحياة يكون ولائها صادقا للوطن ويرتكز عملها على انقاذ الوطن من الجهل والتخلف والفساد بكل اشكاله وتعمل جاهدة من اجل وحدة الشعب وتوفير العيش الكريم والغد الافضل الذي تحفظ فيه كرامة المواطن وإشاعة روح المواطنة . وتوفير فرص العمل . وضمان الحريات وحقوق الإنسان من خلال نظام ديمقراطي يضمن هذه الحقوق لكل أبناء الوطن .
ان تجريد الوقائع من إطارها يحرفها ويمنعنا من فهمها.. فما حدث كان انفجارا لشحن هائلة من الفساد ومن الغيظ والحرمان واليأس. هذا من ناحية، ومن ناحية ثانية اندفاع الجماهير في حالة شديدة من المقت والغضب متأثرة بالربيع العربي الذي بدأت دائرته تتسع لذا فان غياب التأطير كفيل بتوفير مناخ للسلوك اللامسؤول، فضلا عن احتمال تسرب عناصر مخربة من تيارات مختلفة تستغل التحرك لتحقيق مآرب خاصة وتصفية حسابات أو توريط بعض الأطراف وإلباسها التهمة.
وهنا لا بد من طرد بعض الوساوس التي قد تراود البعض حول وعي الجماهير وفاعليتها مغترين بما يروجه ادعياء الاصلاح الذين يشيعون صورة زائفة عن ارادة الجماهير معتقدين بانهم بنجاحهم في شرذمة العمل قادرين ان يمرروا مخططاتهم.ومشاريعهم وكما. اغترّ بذلك غيرهم حينما اعتقدوا انهم قادرين على اخماد هذه الشعلة ولكنهم فوجئوا بما قلب موازينهم في مناسبات كثيرة. ولذلك فإنه حري بهم بدل أن ينهالوا على الجماهير تحقيرا وترذيلا واتهاما أن يراجعوا أنفسهم، هل كانوا في مستوى طموحات الجماهير فحملوا بصدق وشجاعة قضاياها أم هم مترددون لم يحسموا أمرهم بعد.
إن المراقب المحايد فضلا عن المواطن لا يملك إزاء قوة الاندفاع الجماهيري لهذا التحرك الذي اكتسح في طريقه كل أدوات القمع المادية بعد أن اخترق ببصره النافذ وحسّه المرهف كل الغيوم الداكنة المضللة سوى التساؤل الى متى سنبقى هكذا ندور حول انفسنا نساند هذ ا التجمع او ذاك نبارك ونستهل خيرا بكل خطوة نرى فيها بصيص امل لابراز قيادة ميدانية وطنية شريفة .
فالى كل المخلصين الشرفاء اقول ان المرحلة الحالية تتطلب ان تترفعوا عن الخلافات الفكرية وانتم مطالبون من باب الواجب الوطني ان تلبوا المطلب الجماهيري الملح وان تخطوا خطوة عملية فنحن بحاجة الى عمل ولسنا بحاجة الى التنظير ولا بد من ان يسخر العمل لخدمة الوطن والشعب . لا للمصالح الحزبية والفئوية الضيقة. وان نترفع عن اية خلافات جانبية من اجل هذا الوطن لانه اكبر منا جميعا.
فنحن في مرحلة تتطلب من كل الشرفاء المخلصين التكاتف والتعاضد لابراز قيادة ميدانية وطنية تجمع في اطارها كل الاتجاهات التي تؤمن باستقرار هذا الوطن وانجاز تحولات جذرية فالامر لا يقتصر على بناء مؤسسات سياسية أو انتخابات أو تعددية حزبية، بل هي أيضاً تحولات عميقة في بنية المجتمع وفي الثقافة السياسية السائدة وبالتالي هي عملية بناء وتأسيس تبدأ بالإنسان أولاً،
إن القائد الميداني هو الذي تعيش الجماهير في وجدانه تماما مثلما يعيش الوطن فهو جزء من كل وهو مبادر في كل الظروف وهو الشعلة التي تنطلق لتضيء دروب النضال
وان الغياب الفعلي لوجود القيادة الميدانية المؤهلة الحازمة والقادرة على تولي مهام إدارة شؤون التجمعات الجماهيرية يتيح الفرصة للعناصر وللقوى الانتهازية استلام زمام الأمور وانطلاقا مما سبق ؛ فلا عجب أن تجتاحنا بين الحين والآخر هستيريا فوضى سياسية قد تؤخر بشكل او بآخر انجاز الاهداف التي نطمح لتحقيقها .
فهل تقبل النخبة فكرة المصلحة الوطنية، والفصل بين الطموحات الفردية والجماعية؟
ان طبيعة المرحلة التي نعبر اقليميا، والظروف الاقتصادية والاجتماعية الاردنية الصعبة والدقيقة التي نواجه تتطلب من القوى الوطنية كلها تغليب المصلحة الوطنية العليا على المصالح الفئوية الضيقة، والابتعاد عن الترف السياسي في هذه المرحلة الحرجة، وإبداء المزيد من الواقعية والعقلانية .
من هنا فان هذا الحراك الشعبي اذا لم يتم تنظيمه بطريقه منظمه ومعلنه وواضحة الاهداف والمطالب واختيار نخبة من الشخصيات الوطنية المعروفة بتاريخها الناصع واسمائها المعروفة والمعلنة على الملاء لتقود الحراك وتنسق ما بينها وتوزع المهام وتتفرغ لهذا الحراك من خلال هيئة وطنية جامعة لكل فئات المجتمع غير ذلك لن نجني الا الفشل.
wahsheh@googlemail.com
ان المتتبع للحركات الشعبية المطالبة بالاصلاح التي ظهرت على الساحة يلاحظ كل يوم ولادة لحركة او مجموعة جديدة وكأنه اصبح تقليد يتسابق عليه الكثيرين وما سرعان ان يولد نجد انه يتم ايداعه في الخداج لاكنمال نموه والذي يحتاج الى العناية المركزة ليكتمل نموه الا ان الامكانيات الغير متوفرة تأتي بنتائج عكسية غير متوقعة.وسرعان ما يندثر هذا التجمع ليأتي من بعده تجمع جديد وعلى نفس النمط السابق الا انه وعلى الرغم من كل المعوقات التي تقف في طريق انجاز المشروع الوطني الذي يضم جميع مناطق الوطن تتسارع الدعوات للقاءات مشتركة ويبداء الكل يدرك مدى خطورة هذا التشرذم وترتفع اصوات الشرفاء منادية بتحمل المسؤولية الوطنية.
من هنا تأتي الحاجة الملحة للتفكير باسلوب يخرجنا من هذه الدوامة ويرتقي بنا الى عمل متزن وفعال فنحن الان بحاجة له اكثر من اي وقت مضى. فالمرحلة الحالية تتطلب جمع هذه الحركات وهذه المجموعات في اطار واحد يرتكز على قواعد عريضة تلتقي حولها الاغلبية . مع الاخذ بعين الاعتبار الظروف الخاصة التي يتميز بها المجتمع الاردني وحتى نتمكن من فهم هذا المجتمع لا بدّ من الوقوف عنده طويلا من أجل إعادة ضبط مساره واختبار إلى أي مدى هو في الطريق السليم..
نحن نعلم جميعا ان قوى الفساد والقوى المدافعة عنه تمتلك من الامكانيات والوسائل الكافية لافشال كافة التجمعات وعندها الخبرة الكافية في الدخول الى هذه التجمعات وتخريبها من الداخل كما فعلت مع كافة الاحزاب السياسية على الساحة ونجحت بذلك واستطاعت ابعاد الاغلبية عن الانتماء الى هذه الاحزاب لا بل جعلت هذه الاحزاب غير قادرة على اثبات وجودها على الساحة وحولتها الى هياكل حزبية تقليدية ترفضها قواعدها الجماهيرية التي يفترض ان تكون رصيدها الداعم الامر الذي يتطلب افراز قيادة ميدانية وطنية تستوعب الحراك الاجتماعي وتشخص السلبيات في كل جوانب الحياة يكون ولائها صادقا للوطن ويرتكز عملها على انقاذ الوطن من الجهل والتخلف والفساد بكل اشكاله وتعمل جاهدة من اجل وحدة الشعب وتوفير العيش الكريم والغد الافضل الذي تحفظ فيه كرامة المواطن وإشاعة روح المواطنة . وتوفير فرص العمل . وضمان الحريات وحقوق الإنسان من خلال نظام ديمقراطي يضمن هذه الحقوق لكل أبناء الوطن .
ان تجريد الوقائع من إطارها يحرفها ويمنعنا من فهمها.. فما حدث كان انفجارا لشحن هائلة من الفساد ومن الغيظ والحرمان واليأس. هذا من ناحية، ومن ناحية ثانية اندفاع الجماهير في حالة شديدة من المقت والغضب متأثرة بالربيع العربي الذي بدأت دائرته تتسع لذا فان غياب التأطير كفيل بتوفير مناخ للسلوك اللامسؤول، فضلا عن احتمال تسرب عناصر مخربة من تيارات مختلفة تستغل التحرك لتحقيق مآرب خاصة وتصفية حسابات أو توريط بعض الأطراف وإلباسها التهمة.
وهنا لا بد من طرد بعض الوساوس التي قد تراود البعض حول وعي الجماهير وفاعليتها مغترين بما يروجه ادعياء الاصلاح الذين يشيعون صورة زائفة عن ارادة الجماهير معتقدين بانهم بنجاحهم في شرذمة العمل قادرين ان يمرروا مخططاتهم.ومشاريعهم وكما. اغترّ بذلك غيرهم حينما اعتقدوا انهم قادرين على اخماد هذه الشعلة ولكنهم فوجئوا بما قلب موازينهم في مناسبات كثيرة. ولذلك فإنه حري بهم بدل أن ينهالوا على الجماهير تحقيرا وترذيلا واتهاما أن يراجعوا أنفسهم، هل كانوا في مستوى طموحات الجماهير فحملوا بصدق وشجاعة قضاياها أم هم مترددون لم يحسموا أمرهم بعد.
إن المراقب المحايد فضلا عن المواطن لا يملك إزاء قوة الاندفاع الجماهيري لهذا التحرك الذي اكتسح في طريقه كل أدوات القمع المادية بعد أن اخترق ببصره النافذ وحسّه المرهف كل الغيوم الداكنة المضللة سوى التساؤل الى متى سنبقى هكذا ندور حول انفسنا نساند هذ ا التجمع او ذاك نبارك ونستهل خيرا بكل خطوة نرى فيها بصيص امل لابراز قيادة ميدانية وطنية شريفة .
فالى كل المخلصين الشرفاء اقول ان المرحلة الحالية تتطلب ان تترفعوا عن الخلافات الفكرية وانتم مطالبون من باب الواجب الوطني ان تلبوا المطلب الجماهيري الملح وان تخطوا خطوة عملية فنحن بحاجة الى عمل ولسنا بحاجة الى التنظير ولا بد من ان يسخر العمل لخدمة الوطن والشعب . لا للمصالح الحزبية والفئوية الضيقة. وان نترفع عن اية خلافات جانبية من اجل هذا الوطن لانه اكبر منا جميعا.
فنحن في مرحلة تتطلب من كل الشرفاء المخلصين التكاتف والتعاضد لابراز قيادة ميدانية وطنية تجمع في اطارها كل الاتجاهات التي تؤمن باستقرار هذا الوطن وانجاز تحولات جذرية فالامر لا يقتصر على بناء مؤسسات سياسية أو انتخابات أو تعددية حزبية، بل هي أيضاً تحولات عميقة في بنية المجتمع وفي الثقافة السياسية السائدة وبالتالي هي عملية بناء وتأسيس تبدأ بالإنسان أولاً،
إن القائد الميداني هو الذي تعيش الجماهير في وجدانه تماما مثلما يعيش الوطن فهو جزء من كل وهو مبادر في كل الظروف وهو الشعلة التي تنطلق لتضيء دروب النضال
وان الغياب الفعلي لوجود القيادة الميدانية المؤهلة الحازمة والقادرة على تولي مهام إدارة شؤون التجمعات الجماهيرية يتيح الفرصة للعناصر وللقوى الانتهازية استلام زمام الأمور وانطلاقا مما سبق ؛ فلا عجب أن تجتاحنا بين الحين والآخر هستيريا فوضى سياسية قد تؤخر بشكل او بآخر انجاز الاهداف التي نطمح لتحقيقها .
فهل تقبل النخبة فكرة المصلحة الوطنية، والفصل بين الطموحات الفردية والجماعية؟
ان طبيعة المرحلة التي نعبر اقليميا، والظروف الاقتصادية والاجتماعية الاردنية الصعبة والدقيقة التي نواجه تتطلب من القوى الوطنية كلها تغليب المصلحة الوطنية العليا على المصالح الفئوية الضيقة، والابتعاد عن الترف السياسي في هذه المرحلة الحرجة، وإبداء المزيد من الواقعية والعقلانية .
من هنا فان هذا الحراك الشعبي اذا لم يتم تنظيمه بطريقه منظمه ومعلنه وواضحة الاهداف والمطالب واختيار نخبة من الشخصيات الوطنية المعروفة بتاريخها الناصع واسمائها المعروفة والمعلنة على الملاء لتقود الحراك وتنسق ما بينها وتوزع المهام وتتفرغ لهذا الحراك من خلال هيئة وطنية جامعة لكل فئات المجتمع غير ذلك لن نجني الا الفشل.
wahsheh@googlemail.com
تعليقات القراء
أكتب تعليقا
تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه. - يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع |
|
الاسم : | |
البريد الالكتروني : | |
التعليق : | |