جراسا -

تشهد محافظة جرش نشاطًا أثريًا ملحوظًا هذا العام ضمن جهود متواصلة لحماية المواقع التاريخية وتعزيز السياحة الثقافية من خلال مشاريع ترميم وتنقيب تدعمها جهات محلية ودولية.

وقال مدير آثار جرش محمد الشلبي، إن المديرية تنفذ هذا العام عددًا من المشاريع الاستراتيجية التي تهدف إلى صون الإرث التاريخي للمدينة وتطوير الموقع الأثري بما يسهم في تنشيط السياحة الثقافية.

وأضاف، أن من أبرز المشاريع الحالية ترميم معبد زيوس ضمن تعاون مشترك بين الحكومة الأردنية والحكومة الفرنسية حيث تعمل دائرة الآثار العامة مع فريق من المعهد الفرنسي لآثار الشرق الأدنى على تنقيبات دقيقة في المعبد تمهيدًا لإعادة بناء الدرج المؤدي إليه.

وأشار إلى أن المرحلة الأولى من المشروع اكتملت نهاية حزيران 2025 فيما تشمل المرحلة المقبلة إعادة بناء الدرج وتوثيق أعمال البعثة الفرنسية التي عملت لعقود طويلة في الموقع، خاصة في منطقة المعبد.

ولفت الشلبي إلى أن الموقع الأثري في جرش شهد هذا العام نشاطًا لعدد من البعثات الدولية من دول، مثل إيطاليا وإسبانيا وهولندا (جامعة لايدن)، وبريطانيا (جامعة ويلز) ضمن امتداد لأعمال بحثية سابقة مما يعزز من فهم تاريخ المدينة.

وبين، أن المديرية تنفذ حزمة من الأعمال بدعم من مجلس محافظة جرش بقيمة تبلغ 150 ألف دينار تشمل ترميم الفسيفساء واستدامة الموقع وإزالة الأعشاب بالإضافة إلى ترميم الجسر الشمالي مشيرًا إلى أن هذه المشاريع أنجزت إلى حد كبير، رغم توقفها مؤقتًا هذا الشهر بقرار من رئاسة الوزراء.

وأشار إلى أن وزارة السياحة والآثار تعمل على مشروع لتأهيل المسارات المخصصة لذوي الاحتياجات الخاصة، حيث تم الانتهاء من الدراسات التفصيلية تمهيدًا للبدء في التنفيذ خلال الفترة المقبلة مما يسهل الوصول إلى الموقع الأثري للزوار كافة.

وأكد الشلبي، أن الموقع استضاف عددًا من الفعاليات الوطنية خلال العام من ضمنها احتفالات عيد الاستقلال ويوم العلم فيما تتواصل التحضيرات لمهرجان جرش للثقافة والفنون الذي يشكل محطة سنوية للاحتفاء بالموروث الحضاري والفني للأردن.

وشدد على أن مديرية الآثار تواصل عملها للحفاظ على طابع جرش الأثري إلى جانب دعم البحوث والتنقيبات وتطوير البنية التحتية والخدمات بما يضمن استدامة هذا الإرث الوطني للأجيال المقبلة.