حيطُنا مش واطي، وقرارُنا جريء. حمايةُ وسيادةُ الأردن خطٌّ أحمر…


كتب: عميد متقاعد حسن فهد أبو زيد

كلُّنا تابعنا ونتابعُ الأحداثَ الجارية؛ فقد وقف الأردنُّ منذ اللحظةِ الأولى، وبيَّن موقفَه من الاعتداءِ الإسرائيليِّ على إيران، وأعلن من خلال وزير الخارجية الأردني، معالي أيمن الصفدي، أنَّ الأردن يُدينُ وبشدّةٍ هذه الاعتداءاتِ الإسرائيليةَ على إيران، باعتبارِها عضوًا في الأمم المتحدة.

وقد تمَّ التنسيقُ والتواصُلُ مع معظمِ وزراءِ الخارجيةِ العرب، بما فيهم وزيرُ الخارجيةِ الإيراني، للتأكيدِ على هذا الموقف.

وحذّر من تداعياتِ استمرارِ هذه الحرب، لأنه باستمرارها ستَجُرُّ العالم والمنطقة، وخاصةَ الشرقَ الأوسط، إلى ما لا يُحمَدُ عُقباه.

وسيتأثَّرُ العالمُ بأسرهِ من تداعياتِ حالةِ عدمِ الاستقرارِ التي ستطغى على العالم، ولا ننسى أنَّ هناك مصالحَ مشتركةً في هذه المنطقة لكثيرٍ من دولِ العالم، بما فيها بعضُ القواعدِ العسكريةِ في منطقةِ الشرق الأوسط.

وإنّ استمرارَ هذه الحرب قد يؤدي إلى توسُّعِها، باشتراكِ دولٍ أخرى، منها بعضُ الدولِ النووية، للوقوفِ إلى جانبِ إيران… وقد أعلنت باكستانُ على وجهِ الخصوصِ هذا الموقف، وغيرها من دولٍ إسلاميّةٍ أخرى.

من هنا، فإنَّ الأردنَّ بذلَ ويبذلُ جهودًا مضنيةً لرأبِ الصدع، من خلال مطالبتِه بالتواصُلِ مع الأمم المتحدة ودولِ العالم، ومؤكِّدًا أن لبّ الصراع في المنطقة هو القضيةُ الفلسطينية، وخاصةً ما يجري حاليًّا في قطاعِ غزة وفلسطين من حربٍ إجراميّةٍ تجاوزت كلَّ حدودِ الإنسانيّة.

وقد أكّد الأردنُّ أنَّ حلَّ هذه القضية، بحصول الفلسطينيين على حقوقِهم المشروعة، والاعترافِ بدولتِهم حسب ما نصّت عليه القوانينُ الدوليّة، هو الحلُّ الوحيدُ لإيجاد شرقٍ أوسطَ جديدٍ، آمنٍ وخالٍ من الصراعات.



أمّا الموقفُ الأردنيُّ الجريء، فيما يتعلقُ بإسقاطِ الصواريخِ القادمةِ من أيّ طرفٍ كان، عبرَ سمائه وأجوائه، فقد أعلن الأردنُّ مرارًا وتكرارًا عن عدمِ السماحِ لهذه الصواريخِ مرورًا بالأجواءِ الأردنيّة، وأَعلمَ الأطرافَ المعنيّة، وأكّد أنّه سيسقِطُها فورًا، بغضّ النظرِ عن مصدرِ قدومها.

لماذا؟ لأنَّ في ذلك اختراقًا سافرًا للأجواءِ الأردنيّة بطريقةٍ مستفزّة، وهذا ما لا يمكنُ السّماحُ به. وفيه تهديدٌ كبيرٌ بوجودِ إمكانيّةِ سقوطِ هذه الصواريخِ على مناطقَ مأهولةٍ بالسكانِ في الأردن، وعلى المباني، وهذا ما لا يقبلُه الأردنُ بالتأكيد، أن يكون هناك تهديدٌ للمواطنين الأردنيّين.

وخاصةً بعد ما ظهرت تقديراتٌ من خبراءَ عسكريّين أردنيّين، بأنَّ هذه الصواريخ قد تُخطئُ مسيرَها ومسارَها، إضافةً إلى احتماليّةِ تغييرِ مسارِها من إلى، وكما بيّنها مديرُ الإعلامِ العسكريِّ للقوّاتِ المسلّحةِ الأردنيّة، أيضًا، ممّا يُشكّلُ خطورةً على المواطنين.

لذلك، فطائراتُ سلاحِ الجوِّ الملكيِّ الأردنيّ، والدفاعاتُ الجويّةُ الأرضيّة، على أهبةِ الاستعداد، وبكلِّ كفاءةٍ وحرفيّةٍ واقتدار، لإسقاطِ هذه الصواريخ، حمايةً لسيادتِنا ولمواطنينا.

وسيبقى الأردنُّ قلعةً حصينةً صامدة، تتحطّمُ على صخرتِها كلُّ قوى الشرّ في هذا العالم…





تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات