ماذا يريد الملك


في الاردن يحدث الان أولى خطوات الاصلاح وبوادر التصحيح تلوح في الأفق, وما هلي الا مجرد بضع خطوات وانتظام في الحراك الشعبي الوطني الحر حتى تتحقق الغايات ونبدأ عهدا جديدا في الاردن نتجاوز فيه السنين العجاف التي مررنا بها مرغمين ودون اختيار ولا مشاركة منا, نعم لنكن واضحين ولننظر لما يجري حولنا في الأقطار الشقيقة وانه ما عاد هناك مستحيل اذا الشعب يوما أراد الحياة والحرية والتغير, لذلك وحتما لا بد ان نكون ملتزمين بنهج سليم وصحيح لتحقيق أردن حر ديمقراطي وطن نحكمه نحن أبنائه دون وصاية من احد او استفراد من جهة دون باقي الشعب والوطن, ما كان سابقا زمان ولى وذهب واليوم نريد ما أراده الأشقاء من حولنا, نريد ان نحكم ونملك ونبني الاردن شركاء متساوون طامحون نحو الأفضل دوما, فما عادت سياسات الأصنام تجدي نفعا ونظرية الدولة التي تبنى على هيكلية شخصية رجل واحد هي الدولة الدخيلة اليوم, الدولة التي لا تعيش فوق سياسات دول الارض أبدا في هذا الزمان الجديد القادم.
في الاردن لا نريد نكون محطة جديدة في سلسلة المحطات التي مرت بها المنطقة, حين قالوا ان مصر ليست كتونس وان اليمن ليس كمصر ولا ليبيا كاليمن ولا سوريا كليبيا, فهل نحن مُقبلون على ان الاردن ليس كسوريا, نعم لننتهي من هذه الأوهام والأكاذيب فالأردن مثله مثل مصر وتونس واليمن وليبيا وسوريا فكلنا شعب عربي طامح للحرية والكرامة وقيادة نفسه بنفسه, فكلنا عشنا سنوات القحط والقهر والظلم والاستبعاد سوية وان كانت ثورة فلتكن ايضا سوية.
من يقف في طريق الشعب؟؟؟
لقد سقطت معاقل كثيرة في الاردن وهدمت حواجز أكثر ولم يبقى الا القليل, اليوم نتكلم بكل صراحة وجراءة, اليوم نكتب فلا نسال الا في مصلحة وطننا, اليوم لم نعد نخاف من رقيب ولا حسيب حين تكون مصلحة الاردن همنا وغايتنا, اليوم نعلن أرائنا بكل صراحة ونرفع أصواتنا بكل جلادة وقوة, لهذا حين ألمحت انه ما بقي الا بعض معاقل وقليل من سدود حتى يتحقق المراد وننعم بوطن أجمل وأكثر منعة وقوة, هذه المعاقل التي تتمثل في بعض من فاسدين يخشون انكشاف أمرهم وحكم الشعب عليهم, بعض من متوهمين من بني وطني لا يعلمون الحقيقة كاملة, بعض ممن أصبحوا ملكين أكثر من الملك نفسه معتقدين ان هذا هو ما يريده الوطن منهم او حتى الملك نفسه, وبقي ايضا أهم موقع لا بد ان ينتظم ويصلح وهو مؤسسة العرش الملكي نفسها, وحاجتها لثورة على نفسها لتصويب أوضاعها وتصحيح مسارها, فمن غير المعقول ان الكل يخطئ ويحتاج الى تصويب الا مؤسسة العرش معصومة والعياذ بالله, فكل ما يتحكم به البشر هو قابل للخطأ والانحراف حتما.
هي دعوة الى مؤسسة العرش كلها من اجل الاصلاح و التصويب و من اجل استمرارهم معنا ضمن نسيج الدولة الاردنية الواحد المنظم, فهم ليسوا الاردن وحدهم وكأنه بدونهم لا أردن وهذا ما يرتكز عليه بعض من قيادات الدولة المتوهمين الجاهلين او الطامعين, الوطن لا يبنى على شخص ولا على فئة, بل هم ونحن وبقية أركان الدولة نكون الوطن الأغلى والأروع الاردن العظيم الحبيب, ندعوهم بكل قوة ومحبة ان أصلحوا فنحن نريدكم ونتمنى ونعمل من اجل بقائكم واستمرار حكم الهاشميون بصفاء ونقاء دون خلل في نسيجهم و دخلاء في منظومتهم "وأهل مكة اعلم بشعابها".
ماذا نريد في الاردن؟؟؟
نريد ان ننهض من جديد ونكتفي مما لبسنا في غير مصلحتنا, نريد ان يفهم الجميع وعلى رأسهم جلالة الملك والحكومة ان الاردن يكون أولا مع بيتي أولا وولدي أولا, كفانا جهلا وظلما لأنفسنا و وطننا, كفانا المسيرات المليونية المؤيدة, كفانا نعيقا وترديدا لما سمعناه في الساحة الخضراء البائدة ساحة الشهداء الباقية الشاهدة, في الشام وقف الجنود اما الشعب يصرخون بالروح بالدم نفديك يا بشار ورد الشعب بالروح بالدم نفديك يا شهيد, تعلموا فتلك من الله آيات وعبر.
هي ابسط الامور نريدها, نريد ان نحكم ونتحكم بدولتنا بأنفسنا, دون وصاية من احد او جعل احد يفهم أكثر من غيره ويملك أكثر من غيره, نريد نوابا نختارهم لا مزورون منتقون, نريد مجلس أعيان يُختار وفقا لشروط واليات معينة وليس وفقا لرغبات شخص واحد حتى لو كان جلالة الملك نفسه او مستشاريه او "الدينصورات الأمنية", نريد ان نقرر كيف تكون سياستنا الخارجية والداخلية وإدارة شؤوننا المالية, نريد عندما نحصل على منحة نفط من الكويت نعلمه بها ونتصرف بها كما نريد لا ان تباع وتحول أموالها الى حسابات خارج الوطن, نريد ان يعلم الجميع ان الشعب فيه من الإمكانيات ما تؤهله ليحكم نفسه, فماذا يملكون وأبناء العشب لا يملكه من علم وفهم وقدرة ومحبة بل نزيد عليهم محبة وانتماءا, نريد وطنا بلا هبات ومكارم موسمية مخجلة.
الكل يريد, وأنتم يا جلالة الملك ماذا تريدون؟؟؟
نريد ان نعرف كيف ترون أنفسكم والأردن؟؟, ماذا تريدون لكم ولنا وللأردن؟؟, وكلنا واحد له دوره وله حقوقه وعليه واجباته الوطنية؟؟؟, لا نريد لجان تقرر ولا مؤتمرات تحدد, فهذا ملك وليناه أجدادكم ومن سيخلفكم من دمكم ولحمكم, كيف ترون الاردن يا جلالة الملك وكيف ترون دوركم ؟؟ اضرب مثلا بنفسك وال بيتك وال عون يحتذى به وابدأ من نقطة الصفر لديكم أصلحوا ان الله يحب المصلحين, والله ما علمنا ان الشعب الاردني كله اتفق على أمر كما اتفق هذه المرة على ان الوضع لم يعد يحتمل وان التغير حتمي, ولنسعى نحو أردن أشرق نهتم فيه بأمور اخرى, تقدموا ال عون فان لم يكن تقدمكم هذا وقته فمتى سيكون ؟؟
لتكن الرغبات والأمنيات والكلمات فعلا ظاهرا بائنا يكون لكم على مدى التاريخ شاهدا, فلقد مللنا كثر الأقوال وتبدل الحروف وتشكيلاتها, لا نريد لجانا ولا حوارا بل نريد عملا وفعلا, وهذا عهدنا يتجدد دوما مع تراب الاردن وقادته ان دقت ساعة التغير وزفت بشائر الاصلاح والتحسين, أننا كلنا جند مخلصون نصرخ بكل ثقة:" بالروح بالدم نفديك يا أردن", الاردن الوطن الشعب الملك من أيهم بدأت فكلهم واحد, لن ترهبنا "الديناصورات الأمنية" ولا الديناصورات الاقتصادية ولا حيتان الأجندات الخاصة, لن يرهبنا كل من يظن بنفسه القوة وانه دائم, سنهدم أوكارهم فوق رؤوسهم فهذا تراب احتضن أجدادنا وسيحتضننا وأولادنا من بعدنا, فهو الأغلى دائما أبدا ومن اجله وحده كله ترخص الأرواح.
نحن الان أيها الملك الهاشمي مستعدون جاهزون أكثر من أي وقت سبق, ولكن الركب لن يسير الا ان رفعت الراية, راية الاردن الوطن, راية المستقبل الآمن المؤمن, لن تجدون حولكم حين تدق ساعة الجد الا من كانوا أصلا حول أجدادكم حين وقفوا فوق رمال الاردن وأعلنوا دولة اردنية هاشمية في وقت سقطت كل دول بني هاشم من حولنا , هي بضع حواجز يا جلالة الملك لن تعجزنا ولن توقف طموحنا وتهدم أحلامنا, ونعلم كما تعلمون ان التضحيات مقبولة ومتوقعة وأنها أساس كل بناء حضاري مستقبلي ناجح, قالها وصفي ونعيدها من بعده:" لا وطن بلا تضحيات" و مهما قدمنا فحب الاردن سيجعلنا قادرون على تقديم المزيد, وسيبقى الاردن وانتم القادة من نسل أجدادكم وستبلع الرمال أحلام من ظنوا أنهم قادرون على إنهائنا و بئس ما يظنون.
فهل أنتم مستعدون يا جلالة الملك؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

هذا بعض من حلم أتمناه حقيقة ولا مستحيل, اجتهدت اختصاره بحكم المساحة في عالم النشر والكتابة ولنا عودة ان شاء الله.
واقبلوا إخوتي كل الاحترام
حازم عواد المجالي
Hazmaj1@gmail.com



تعليقات القراء

ابو يزن
صدقت اخي الكريم فما زال في الحياة فسحة من الامل وما زالت الفرصة سانحة للتغيير ولقبول التغيير .. اما الركون والسكون واللامبالاة فهي ستؤدي الى ما لا يحمد عقباه والدليل ما حدث في مصر وتونس وليبيا وسوريا واليمن ..التغيير قاد قادم فمن يمهد له الطريق ويمشي معه فهو ناجي اما من لا يراه ويقف ضده فسيجرفه امامه
12-09-2011 12:52 AM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات