خفايا الدور الصهيوني بصناعة 11 أيلول بامتياز


في اليوم التالي لـ 11 ايلول 2001 كتبنا في هذه الزاوية حول الغموض والخبث الذي احاط بالجريمة الارهابية الاكبر والاكثر اثارة في زماننا وقد لاحظنا ان الادارة الامريكية بادرت قبل اقل من ساعة من وقوع الحادث الى اتهام القاعدة بتنفيذ هذه العملية الدقيقة والضخمة والتي تتطلب قوة كبرى تطغى على قوة الولايات المتحدة على ارضها وعلى سمائها.

ولاحظنا ايضا ان امريكا تبنت فرضية ان القاعدة هي التي قامت بهذه العملية وانها ستبذل كل ما في وسعها لاثبات هذه الفرضية وهذا ما حدث فعلا واحتاج الى تليفيقات واكاذيب وتزوير وقد كتبنا عشرات المقالات على مدى العقد الماضي من 2001 الى 2011 لتأكيد استحالة قيام القاعدة بتنفيذ هكذا عملية، وما حدث كان واضحا وهو ان هنالك مجموعة شباب من القاعدة كانوا يعملون تحت سمع وبصر المخابرات المركزية الاميركية وقد اقتضى ترتيب هذه العملية تصفية هؤلاء الشباب ومنهم شخص نجا لكنهم كانوا قد صادروا جواز سفره وهكذا استعملت جوازات سفرهم جميعا لنثبت حجزهم بأسمائهم على الطائرات الاربعة ودليلينا على ذلك هو لو ان هؤلاء كانوا على متن هذه الطائرات لكانت كاميرات المطار قد رصدتهم عند دخولهم لقاعات الانتظار او المراحل السابقة واللاحقة ومنها دخولهم للطائرات وهكذا غضت امريكا الرسمية النظر عن كل المطالبات بان تبرز لهم ولو صورة لواحد من هؤلاء كان في طريقه للطائرة.

طبعا هنالك سؤال لم تجب عليه الجهات المختصة الامريكية وهو هل يعقل ان لا يكون على الطائرات الاربعة اي شخص من جنسية عربية او اسلامية خاصة ان مدينة تسكنها اعداد كبيرة من العرب والمسلمين، واقتضت المؤامرة ان لا يكون اي عربي او مسلم من ركاب تلك الطائرات حتى يحضروا التهمة بمجموعة القاعدة.

ومن المؤسف ان هنالك من لا زال يصدق ان القاعدة نفذت هكذا عملية فاذا كان الامر كذلك فلماذا على مدى عشر سنوات لم تنفذ القاعدة اية عملية نوعية متشابهة او حتى قريبة منها او 1% من حجمها، فالقادر على تنفيذ عمل ما قادر على تكراره خاصة عندما يتعرض لحرب دموية بلا هوادة، وكما هو معروف فقد صدرت كتب ودراسات تؤكد ادارة بوش وقبل اكثر من ستة اشهر من 11 ايلول كانت قد وضعت خططا لغزو افغانستان لغزو العراق وان ما كان يعقبها هو ايجاد المبرر لانطلاقة ما سمي بعد ذلك الحرب على الارهاب التي اتخذت من 11 ايلول ذريعة لما سمي الحرب الوقائية.

في العام 2006 اظهر استطلاع للرأي العام في امريكا ان 38% من الامريكيين يعتقدون ان جماعة اليمين المحافظ المتصهين كانت وراء العملية كما افاد الاستطلاع في 27 دولة في الشرق الاوسط واوروبا ان 71% من الناس في هذه البلدان يؤمنون بان ادارة بوش وجماعة اليمين المحافظ هم وراء العملية.

وهكذا فانه عندما تقع اية جريمة فان السؤال الذي يطرح مباشرة وهو: من المستفيد من هذه الجريمة وما هو ابعد من النزعة الشريرة لجماعة اليمين المحافظ المتصهين فان اسرائيل وحدها هي التي استفادت من هذه العملية ولا نشير فقط لدور مجموعات \"الموساد\" التي نشرت تفاصيل تحركاتهم واتصالاتهم مع بعض من اتهموا بالعملية من القاعدة والذين كانوا كرجال الموساد ايضا يسرحون ويمرحون في طول امريكا وعرضها بشكل علني وبمعرفة الـ \"سي. آي. ايه\".

اسرائيل هي المستفيدة وقد ترتب على هذه العملية بعد اشهر قليلة ان يصل المجرم اريل شارون لحكم اسرائيل وان يضع بوش مخطط تصفية القضية ا لفلسطينية، اسرائيل هي المستفيد من العميلة التي اسهمت في اجهاض الانتفاضة الثانية للشعب الفلسطيني والتي اندلعت في 28 ايلول من العام 2000 احتجاجا على تدنيس الارهابي شارون للمسجد الاقصى عندما كان الشعب الفلسطيني يستعد للاحتفال في 28 ايلول بالذكريات الاولى لانتفاضته وتطوير النوعية عندما وقعت كارثة 11 ايلول التي كانت ركيزة لانطلاقة حرب امريكا ضد المنطقة تحت عنوان الحرب الوقائية والتي انطوت على تآمر خبيث من قبل شارون وبوش لمحاربة المقاومة وتصنيف كل فصائل المقاومة للاحتلال الاسرائيلي بأنها ارهابية وانطبق ذلك على القوى التي حاربت الاحتلال الامريكي في العراق وافغانستان.

11 ايلول كان كارثة ضربت امريكا لصالح اسرائيل ايضا لكنها كانت كارثة رهيبة ضحيتها الامة العربية والاسلامية التي تعرضت الى حرب بلا هوادة على مدى عشر سنوات بكل الاشكال والادوات العسكرية والسياسية والاقتصادية والثقافية في ظل انظمة الحكم الفاسدة المستبدة التابعة امر وهو امر ادت تداعياته من 2001 الى ا نفجار ثورة الغضب والكرامة والحرية والمواطنة والعدل والمساءلة و...و... هذه الثورة التي كانت ردا على عقد من الطغيان والذل والمهانة وقرن من الجمود والظلم وذلك حديث اخر.

rakan1m@yahoo.com



تعليقات القراء

متابع
سيد راكان تلك المقالة الرائعة انما تعبر عن الموضوع الاكثر اهمية في وقتنا الحالي , وهي ما يجب على الدول الاسلامية دراسته وتحليله بدقة وحزم, لكن كيف لنا ان نثبت ما هو واضح وصريح, شخص واحد من اليمين المتطرف قتل ما يقرب من تسعين شخصا في النرويج, لا عجب ابدا ان هؤلاء الشخاص قتلو الالاف في نيويورك وسوف يقتلون الملايين في العالم, ارجو من الجميع قراءة كتاب يد الله -تأليف جريس هالس- كي يفيق المسلمون من اوهام سوف تجلب عليهم الكوارث
11-09-2011 02:05 PM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات