الثورات العربية أسقطت بعض الحكام العرب الواحد تلو الآخر ، وبذلك أثبتت هذه الثورات العربية فشل السياسات الأمريكية في الشرق الأوسط. ومنذ اندلاع الثورات العربية أدركت الولايات المتحدة تراجع دورها ؛ فأخذت تنشط وسرعان مااستعادت دورها بالتدخل في ليبيا وسوريا واليمن. وتحاول ترويض الانتفاضات في الشارع العربي ووضعها في اطار الفوضى الخلاقة ، ومن ثم اعادة ترتيب أوضاع المنطقة ضمن النفوذ الامريكي والصهيوني.

وبالرغم من التطور الحالي حول ديون امريكا وخشية نهاية عصر الهيمنة الأمريكية عالميا ، وانشغال ادارة اوباما بمحاولات ايجاد آليات لحل أزمة سقف الديون ؛ فان دور امريكا سيتأثر في المعونات التي تقدمها لبعض الدول.

لقد اوجدت الدول الاستعمارية نظما وقوى عربية مرتبطة بمشروع الهيمنة ، وقد ساعدها في الخمسين سنة الماضية قوى عربية ضد تطلعات الأمة العربية في الحرية والوحدة. وتسعى الدول الاستعمارية وعلى رأسها الولايات المتحدة الى تمزيق دول المنطقة وتشجيع مكوناتها العرقية والطائفية والمذهبية والجهوية على الانفصال.
وقد ساهمت الدول الاستعمارية في نشر الفساد في هذه الدول بكل اشكاله على النحو التالي :

الفساد الاداري.. لنهب ثروات الشعوب والقائم على أساس تفشي المحسوبية والارشاء والارتشاء ؛ فيصل المستفيدون الى المراكز السياسية والاقتصادية والاجتماعية ، واحيانا يتم توريث المناصب.

الفساد السياسي .. الذي يفسد الحياة السياسية كتزوير الانتخابات على سبيل المثال.

الفساد الاقتصادي.. الذي يهدف الى التشريع بتكديس ثروات هائلة في أيدي قلة قليلة من المفسدين الاقتصاديين.

الفساد الاجتماعي .. الذي يستهدف مجالات التعليم والصحة والسكن والعمل ، وجميعها تتصف بنهب جيوب المواطنين.

الفساد الثقافي .. الذي يؤدي الى افساد القيم الثقافية الموجهة لمسلكية الانسان.

ان مايخشاه المواطن العربي ان تتحول المنطقة العربية الى صراعات طائفية ومذهبية واثنية .. وهذا ماتريده اسرائيل. أما ما تريده أمريكا هو انهاء الصراع العربي الاسرائيلي وتحقيق التطبيع العربي الشامل مع الكيان الصهيوني في ظل ترابط أمني واقتصادي وتجاري وانبثاق شرق أوسط جديد.

اما بالنسبة لنجاح الثورات .. فانها ترتبط بتوفر قيادات مخلصة وأهداف واضحة وبناء تنظيمي سليم تخرج جميعها من رحم الثورة .. اذا كتب لها النجاح وتفويت الفرصة على امريكا واسرائيل في الهيمنة عليها.