إيران: احتجاجات تعم البلاد وتعثر نووي يفاقم الغضب الشعبي


جراسا -

دخلت الموجة الجديدة من الاحتجاجات الشعبية في إيران يومها الخامس، متوسعة إلى 93 مدينة في 27 محافظة إيرانية، في ظل أزمة اقتصادية خانقة، ومأزق سياسي يتفاقم، بسبب الغموض الذي يكتنف مفاوضات طهران النووية مع الولايات المتحدة.


إضراب شامل يشل قطاع النقل
منذ 22 مايو، يخوض سائقو الشاحنات الثقيلة إضرابا عاما أدى إلى شلل شبه كامل في قطاع النقل الداخلي، بعد أن توسعت رقعته لتشمل عشرات المدن في محافظات رئيسية، منها طهران، وأصفهان، وخوزستان، وفارس، وكرمانشاه، وكردستان، وأذربيجان.

ويحتج السائقون على ارتفاع تكاليف التشغيل، وتضاعف أسعار قطع الغيار والزيوت، إضافة إلى تقليص حصة الديزل الحكومية، وتدني الأجور، وتفشي الفساد، وسوء البنية التحتية.

وقد أعلنوا توقفهم الكامل عن تحميل البضائع في مراكز التوزيع، ما وضع ضغوطا غير مسبوقة على اقتصاد منهك بالفعل.

"ثورة الخبز" تشتعل في المحافظات
بالتوازي، تشهد عدة مدن إيرانية خلال شهر مايو مظاهرات لخبازين غاضبين من ارتفاع أسعار الدقيق والمواد الأساسية، وسوء توزيع الحصص الحكومية، وفشل نظام الدعم الإلكتروني المعروف باسم نانينو.

وأكد المحتجون، أنهم يضطرون لشراء الدقيق من السوق الحرة بأسعار مضاعفة بسبب فساد شبكات التوزيع، وغياب الرقابة، ما يهدد استمراريتهم في العمل.


تحذيرات من انفجار
يرى محللون، أن ما تشهده إيران اليوم يتجاوز الطابع القطاعي، ويعكس حالة غضب شعبي متصاعد قد تتحول إلى انفجار اجتماعي إذا استمر غياب الحلول الجذرية.

المحللة السياسية ليلا جمن‌ خواه، أوضحت أن الاحتجاجات لم تعد معزولة، بل باتت تمس قطاعات تشكل العمود الفقري للاقتصاد، محذرة من أن الثقة الشعبية تتآكل بسرعة.

وأضافت، أن "الفشل المستمر في التوصل إلى اتفاق نووي يخفف العقوبات يزيد من احتمالية تحول الحراك الاجتماعي إلى احتجاجات أوسع وأكثر شمولية".

وقال المحلل السياسي وجدان عبد الرحمن، إن تصريحات رئيس البرلمان بشأن تداعيات الإضرابات تعكس إدراكا رسميا لحجم التهديد، موضحا: "استمرار شلل النقل، وتزايد الدعم الشعبي للمحتجين، قد يؤديان إلى أزمة اقتصادية أكثر عمقا، ويفتحان الباب أمام انضمام قطاعات أخرى كالصحة والكهرباء إلى الإضراب".

وحذر عبد الرحمن من أن تعثر المفاوضات مع واشنطن، إذا استمر، قد يشعل موجة جديدة من الاحتجاجات تتجاوز البعد المعيشي إلى الطابع السياسي.


رسائل الحكومة
وفي محاولة لاحتواء الأزمة، نفى رئيس شركة توزيع المنتجات النفطية، وجود أي خطة لفرض أسعار متعددة للديزل، مؤكدا التزام الحكومة بتأمين احتياجات السائقين بالسعر الحالي.

وفي البرلمان، دعا رئيسه محمد باقر قاليباف لجنة الهندسة المدنية إلى التحرك السريع لمعالجة مشاكل القطاع، من ارتفاع أسعار القطع إلى ضعف آليات التوزيع.

بدوره، حاول الرئيس الإيراني، مسعود بزشكيان، تهدئة الأجواء، قائلا إن "إيران لن تموت جوعا إذا فشلت المفاوضات مع واشنطن"، داعيا إلى التكاتف الشعبي وإتاحة المجال أمام النخب للعمل على حلول.




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات