الإصلاح أو الفوضى
لا تكاد وسيلة من وسائل الإعلام تخلو من الحديث الصريح عن الفساد والفاسدين؛ لا بل إنني أكاد أجزم أن الفساد وتداعياته أصبحت الشغل الشاغل ومادة الحديث الأولى لكافة فئات المجتمع الأردني بدون استثناء. وكما يعلم الجميع فإن أشكال الفساد تتعدد وتتنوع وكذلك أساليبه التي لا تخلو من \"الإبداع\" والابتكار. كما أن الفاسدين يمثلون كافة الشرائح والفئات والمراكز وكل يمارس الفساد على قدر موقعه؛ فكلما \"ارتقى\" موقع الفرد زادت قدرته على الفساد بل تنوعت أساليبه وأشكاله. ولا يقتصر الفساد على سرقة أموال الغير فقط، بل أن المساعدة في تلك السرقة أو التستر عليها أو غض الطرف عنها أو الامتناع عن محاسبة الفاعل أو \"تمليصه\" من التهم الثابتة بحقه كلها أشكال من الفساد وهناك الكثير الكثير منها و يضيق المجال عن ذكرها في هذه العجالة ناهيك عن مناقشتها والخوض فيها.
إذن ليس بعيدا عن الواقع القول إن الفساد حقيقة واضحة وضوح الشمس في رابعة النهار،وأن ما ينشر أو يكتب حوله هو غيض من فيض. ولنا كمثقفين وعامة أن نتساءل: هل ما تم اتخاذه من إجراءات يكفي للقضاء على الفساد واستئصاله من جذوره أم أن الأمر لا يتعدى كونه محاولات \"خجوله\" غايتها امتصاص غضب الشارع وتهدئته عبر عرض عينات من الفساد ما كان لها أن ترى النور لولا أن فاحت رائحتها فأصبح لا مفر من إظهارها على الملأ أو لتحقيق مآرب معينة؟ وهل يمكن فعليا القضاء على الفساد أو الحد منه - على أقل تقدير- بالسهولة التي يتصورها البعض؟ كما أنه من الممكن أن نتساءل عن ما يجب أن يتخذ من إجراءات للبدء في مشروع شامل هدفه الإصلاح بإرادة حقيقية وبأيد مخلصة لا تأخذها في الله لومة لائم. وأخيرا علينا أن نتساءل ما هو البديل عن الإصلاح؟ وهو ما أردت التركيز عليه في مقالتي هذه.
من وجهة نظري الشخصية البديل عن الإصلاح هو الفوضى؛ بمعنى أن نعطي الحق لمن ظُلم أن يدفع الظلم عن نفسه بيده وبما يراه من أساليب؛ فيقتل من قتل أباه أو أخاه بيده إذا ما أفلت الجاني من العقاب بسبب الفساد. أو أن يسرق من سرقه أو يظلم من ظلمه، أو يقول لنفسه بما أن الفساد منتشر وأن الفاسدين يسرحون ويمرحون بلا حسيب أو رقيب فلماذا أكون أنا الصالح؟! ولا شك أن التفكير بهذه الطريقة لا يصح من حيث المبدأ ولا يرضاه عاقل لكنه يمكن أن يكون السيناريو المتوقع فبما إذا استمر الحال على ما هو عليه.
وفي المحصلة يتضح أن المطلوب وبإلحاح هو البدء بالإصلاح الحقيقي الذي يلمس الجميع نتائجه على الأرض، لا مجرد \"الجعجعة\" بلا طحين؛ فلم يعد من المجدي تقديم الوعود والنذور بوجود النية للإصلاح بدون أن يلمس الجميع نتائج حقيقية وإجراءات رادعة بحق الفاسدين مهما ارتفعت مكانتهم ومهما تحصنوا بالداعمين والمساندين... وإلا فأبشروا بفوضى لا يعلم سوى الله إلى أين ستودي بنا. وقانا الله وإياكم شر الفوضى والفتن ما ظهر منها وما بطن.
لا تكاد وسيلة من وسائل الإعلام تخلو من الحديث الصريح عن الفساد والفاسدين؛ لا بل إنني أكاد أجزم أن الفساد وتداعياته أصبحت الشغل الشاغل ومادة الحديث الأولى لكافة فئات المجتمع الأردني بدون استثناء. وكما يعلم الجميع فإن أشكال الفساد تتعدد وتتنوع وكذلك أساليبه التي لا تخلو من \"الإبداع\" والابتكار. كما أن الفاسدين يمثلون كافة الشرائح والفئات والمراكز وكل يمارس الفساد على قدر موقعه؛ فكلما \"ارتقى\" موقع الفرد زادت قدرته على الفساد بل تنوعت أساليبه وأشكاله. ولا يقتصر الفساد على سرقة أموال الغير فقط، بل أن المساعدة في تلك السرقة أو التستر عليها أو غض الطرف عنها أو الامتناع عن محاسبة الفاعل أو \"تمليصه\" من التهم الثابتة بحقه كلها أشكال من الفساد وهناك الكثير الكثير منها و يضيق المجال عن ذكرها في هذه العجالة ناهيك عن مناقشتها والخوض فيها.
إذن ليس بعيدا عن الواقع القول إن الفساد حقيقة واضحة وضوح الشمس في رابعة النهار،وأن ما ينشر أو يكتب حوله هو غيض من فيض. ولنا كمثقفين وعامة أن نتساءل: هل ما تم اتخاذه من إجراءات يكفي للقضاء على الفساد واستئصاله من جذوره أم أن الأمر لا يتعدى كونه محاولات \"خجوله\" غايتها امتصاص غضب الشارع وتهدئته عبر عرض عينات من الفساد ما كان لها أن ترى النور لولا أن فاحت رائحتها فأصبح لا مفر من إظهارها على الملأ أو لتحقيق مآرب معينة؟ وهل يمكن فعليا القضاء على الفساد أو الحد منه - على أقل تقدير- بالسهولة التي يتصورها البعض؟ كما أنه من الممكن أن نتساءل عن ما يجب أن يتخذ من إجراءات للبدء في مشروع شامل هدفه الإصلاح بإرادة حقيقية وبأيد مخلصة لا تأخذها في الله لومة لائم. وأخيرا علينا أن نتساءل ما هو البديل عن الإصلاح؟ وهو ما أردت التركيز عليه في مقالتي هذه.
من وجهة نظري الشخصية البديل عن الإصلاح هو الفوضى؛ بمعنى أن نعطي الحق لمن ظُلم أن يدفع الظلم عن نفسه بيده وبما يراه من أساليب؛ فيقتل من قتل أباه أو أخاه بيده إذا ما أفلت الجاني من العقاب بسبب الفساد. أو أن يسرق من سرقه أو يظلم من ظلمه، أو يقول لنفسه بما أن الفساد منتشر وأن الفاسدين يسرحون ويمرحون بلا حسيب أو رقيب فلماذا أكون أنا الصالح؟! ولا شك أن التفكير بهذه الطريقة لا يصح من حيث المبدأ ولا يرضاه عاقل لكنه يمكن أن يكون السيناريو المتوقع فبما إذا استمر الحال على ما هو عليه.
وفي المحصلة يتضح أن المطلوب وبإلحاح هو البدء بالإصلاح الحقيقي الذي يلمس الجميع نتائجه على الأرض، لا مجرد \"الجعجعة\" بلا طحين؛ فلم يعد من المجدي تقديم الوعود والنذور بوجود النية للإصلاح بدون أن يلمس الجميع نتائج حقيقية وإجراءات رادعة بحق الفاسدين مهما ارتفعت مكانتهم ومهما تحصنوا بالداعمين والمساندين... وإلا فأبشروا بفوضى لا يعلم سوى الله إلى أين ستودي بنا. وقانا الله وإياكم شر الفوضى والفتن ما ظهر منها وما بطن.
تعليقات القراء
أكتب تعليقا
تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه. - يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع |
|
الاسم : | |
البريد الالكتروني : | |
التعليق : | |