حماية المقاومة الباسلة بمشروع سياسي


التوصل لمشروع لوقف النار تقبله حماس وترفضه اسرائيل ستحصل المقاومة على غطاء عربي ودولي، وسيكون بيد الدول العربية تصعيد ضغطها، ويمكن للأردن متسلحا بهذا الحلّ أن يصل حتّى الى تجميد كامل العلاقة مع اسرائيل، وليس استدعاء السفير فقط.

في المقابل اذا ظهر مشروع تقبله اسرائيل وترفضه حماس ستملك اسرائيل الغطاء لمزيد من البطش فوق ما فعلت من مجازر بحق الأطفال والنساء، قال عنها الرئيس التركي، وقد خرج عن طوره، انها لن تبقى من دون حساب.

ستلعب المقاومة الباسلة في وجه التوغل الميداني دورا حاسما في السباق مع العدوان الإسرائيلي، الذي يريد فرض حقائق جديدة على الأرض قبل وقف النار، لكن يجب المسارعة بأقصى وقت لبلورة مشروع عربي قادر على استقطاب موقف دولي. وقد باتت ملامح الخطّة الاسرائيلية في حدّها الأدنى واضحة وهي تقطيع القطاع ومحاصرة مدينة غزّة ثم فرض شروط  ووضع يعود بالقضيّة الفلسطينية خطوات إلى الوراء.

إنه لخطأ جسيم الموافقة على قرار لوقف اطلاق النار فقط على أن تتبعه مفاوضات، فهذا يفتح فقط على الخطّة الاسرائيلية التي تريد اضعاف حماس مع استمرار مشاغلتها بالحصار تارة والنار تارة مستفيدة من تصنيفها دوليا كمنظمة ارهابية. لا يجوز وقف النار من دون انسحاب اسرائيلي ووقف نهائي للحصار.

يمكن تحقيق ذلك والحصول على دعم دولي بتقديمه ضمن حزمة متكاملة تكون نقاطها الرئيسية:

1- وقف اطلاق النار وانسحاب القوات الاسرائيلية الى ما وراء الحدود.

2- حضور دولي فوري لمراقبة  التهدئة والتزام الجانبين بها، وتنظيم عمليات الغوث والمساعدات واعادة البناء.

3- انهاء الحصار بصورة كاملة والالتزام بعدم القيام بأي اجراء مثل قطع امدادات الكهرباء والوقود.

4- عودة القطاع كجزء من السلطة الفلسطينية بتثبيت بعض رموز هذه الشرعية، مثل الحضور على المعابر كخطوة أولى، ثم باستعادة مشروع الوحدة الوطنية الفلسطينية كاملا، كما كان مخططا له في حوارت القاهرة.

إن الاتفاق سلفا على النقطّة الأخيرة يدعم المطالبة بالنقاط السابقة ويقوي الموقف العربي والدولي، ويعزل الموقف الاسرائيلي الذي يراهن على الموقف الدولي السلبي من حماس لفرض شروطه، وما يروجه بأن الحرب هي على حماس، وليست على شعب القطاع.

ان هذا التوافق الفلسطيني العربي يوفر حماية ومظلّة لحماس ولشعب القطاع ويضمن انهاء الحصار والعزلة، وقد اعلن الرئيس عبّاس ان السلطة لا تقبل العودة بالقوّة الى غزّة أو من خلال الاحتلال. ولذا يجب التوقف عن كيل الاتهامات وتعميق الشقاق، فمصلحة حماس وشعب القطاع هي التلاقي الفلسطيني على خط وخطّة في مواجهة الاحتلال.

يجب ملاحقة اسرائيل على جرائمها التي لا تسقط ولا تطوى بوقف النار. يجب إعادة القضيّة الفلسطينية برمّتها إلى الصدارة وإعادة المشكلة إلى أصلها وهي استمرار الاحتلال، والتنكر لحقوق الشعب الفلسطيني، وإلاّ سيكون اليوم التالي لوقف النار هو كما يريد الاحتلال اللئيم، مرحلة نزاع محلي طويل حول سلطة حماس "الارهابية" المحاصرة، أمّا حطبه ووقوده فعذابات اهل غزّة ومعاناتهم.

jamil.nimri@alghad.jo

 



تعليقات القراء

وعي وطني
انت لاتحكي.. لو سمحت
10-01-2009 02:35 PM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات