العودة الى المدارس ام نحو الافلاس التربوي


ان الغرض الوحيد من التعليم هو تطوير العقل السليم والسعي نحو حسن الخلق والسلوك

والسؤال الذي يجب أن يسأله كل تربوي محب لوطنه وأهله ويرغب في أن يرى بلده في مصاف الدول المتقدمة هو: هل تعليمنا الحالي هو الأفضل؟ وهل يؤدي المطلوب في مجالي التربية والتعليم ولماذا بقينا متأخرين وغيرنا يتقدّم؟ هل يساهم التعليم في تزويد شبابنا بما يحتاجونه من مهارات التفكير والنقد والنشاط العقلي والبدني؟ وهل يؤهلهم لخوض معترك الحياة في ضل الربيع العربي, هل يعلِّمهم التعليم مبدأ التسامح والحوار بالتي هي أحسن؟ كل هذه الاسئلة تقودنا الي الخروج من الأزمة الأخلاقية التي تعيشها منظومتنا التربوية

لن يـتأتى الحل من خلال استيراد قيم مقطوعة الصلة بالاسلام وحضارته وثقافته ,ولن يتحقق كذلك بتبني الصيغ الخطابية و الوعظية , وانما بالرصد الواعي لمكامن الخلل , و استلهام الرؤية التصحيحية من رصيد الأمة الديني و الأخلاقي , وهوما يتطلب جرأة في القطع مع القيم المستوردة !!التي برزة مؤخرا في مناهج التربية والتعليم

ومن هنا يجب على وزارة التربية والتعليم اعتماد مادة التربية الأخلاقية او \"التربية على القيم\" كمرتكز ثابت في الإصلاحات التربوية يحتم علينا أولا تحديد مرجعية المنظومة الأخلاقية المراد تمريرها , هل هي مرجعية إسلامية صرفة , أم مستحضر هجين يتداخل فيه الديني مع الفلسفي و الحقوقي ,ويتحكم في دواليبه السياسي و الايديولوجي ؟! فالدعوة الى إكساب قيم كالتسامح و الانفتاح على الآخر و الحق في الاختلاف هي دعوة يلفها الغموض و اللبس في ظل تناسل بؤر التوتر على امتداد العالم العربي وتنامي الوعي بأشكال الغزو الفكري و الثقافي ,والرفض المتزايد لمظاهر الكراهية و الغطرسة التي يسم بها الغرب سياسته ومواقفه تجاه كل ما هو عربي و إسلامي . كما أن إقبال المتعلمين على الوسائط المعرفية الجديدة التي أفرزتها الثورة التكنولوجية , وما رافقها من تحرر نسبي لوسائل الإعلام يثير الشك حول جدوى هذه القيم , و يحد من فاعليتها في التأثير على سلوك ومواقف المتعلمين
من هنا علينا مراجعة نظامنا التعليمي والعمل على تجديده لتأسيس اقتصاد معرفة فعلي. والدعوة للاهتمام مجددا بالبعد الاخلاقي وإدماج ما اصبح يعرف عالميا ب\"التربية على القيم

ولعل التصدي للمشكلات الأخلاقية هي الخطوة الأولى ومن ثم تكون الخطوة الثانية وهي اعادة دور تأهيل المعلمين بما لا يقل عن سنتين قبل دخول المعلم الي الغرفة الصفية وهذة خطوة اساسية وهامة لانها تضمن مستوى احترافي عال بين الأساتذة والمعلمين وبذلك سيصبح

التدريس أكثر المهن رقيا وتقديرا حتي لو لم يكن الأعلى أجر



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات