فاتورة الفساد


سمعنا مؤخرا عددا من الإشاعات حول رفع محتمل لمجموعة من السلع التجارية، و هو ما نسمعه كل مرة قبل أن تقوم الحكومة بخطوة مماثلة، أما هذه المرة فالسلع المذكورة تمس حياة كل مواطن أردني كالخبز الذي تريد الحكومة إصدار بطاقات لمستحقي الدعم الحكومي الذي سيتم رفعه عن باقي شرائح المجتمع و كأنه قد بقي هناك شرائح في هذا المجتمع، و أما تحديد مستحقي الدعم من خلال هذه البطاقات فيتم من خلال اللجان الحكومية المستنيرة التي أوصلت الوطن إلى رفاه اقتصادي و اجتماعي استوجب رفع الدعم عن الخبز ! ! ! ! ! ! !
إضافة إلى الخبز فان سلعة أخرى قد تم رفع سعرها بالفعل هي الكهرباء، التي لا يستغني عنها بيت في وطننا العزيز، بالإضافة إلى الحديث عن رفع سعر اسطوانة الغاز على الرغم من الأسعار التفضيلية التي يحصل عليها الأردن من خلال الأنبوب المصري رغم تعديل الاتفاقية مؤخرا، و هذه السلع بالذات تؤثر بشكل رئيسي و كبير في أغلب السلع في السوق الأردني و التي بالتالي سينالها زيادة في الأسعار هي الأخرى، و هو ما يثقل كاهل المواطن العادي الذي بالكاد يسد رمق أسرته في ظل تدن للرواتب و ارتفاع في الأسعار أصلا.
و كل هذا و غيره يتحمله المواطن الأردني نيابة عن الدولة ممثلة بالحكومة لضعف الحكومة في مكافحة الفساد المستشري في هذا الوطن و خوفا ممن يعدون رموز للدولة الأردنية و ما هم إلا عصابة من لصوص تطاولوا على وطن و آن أوان اجتثاثهم و القضاء عليهم، و بدلا عن هذا تطلب الحكومة من المواطن البسيط تسديد فاتورة الفساد لسد ديون الوطن التي تخطت الخمسة عشر مليار، فان كانت الحكومة لا تعرف أوكار الفساد فالشعب يعرفها وكرا وكرا و هو على أهبة الاستعداد للانقضاض على هذه الأوكار بمن فيها من فاسدين و مفسدين ففي هذا الشعب أشراف باستطاعة دوس هؤلاء الأنجاس بحوافر خيلهم الأصيلة، فان كانت الحكومة تلقي بالحمل على كاهل الشعب كالعادة فان الشعب غير مستعد لتحمل تبعات الفساد أكثر مما احتمله سابقا، فلقد بلغ السيل الزبى و طفح الكيل و ما عاد واقعنا قابلا السكوت على ما يحصل فالوطن أعز بكثير من أن يخذل فلقد خذل كثيرا فيما مضى، فلقد نهب هذا الوطن أمام أعين أبنائه دون أن يحركوا ساكنا إلى أن أصبح العجز لدينا ما هو عليه اليوم، و استمتع حينها الفاسدون بصمتنا و عاثوا كما يشاءون فسادا و سرقة من مقدرات هذا الوطن العزيز من خلال ما أسموه برنامج التحول الاقتصادي نحو الخصخصة ( مشروع النهب و الغب الاقتصادي ) فهم لا يتوقعون أصوات تعارضهم و هم أصحاب الأمر و النهي في هذا الوطن، و لكن ليس بعد اليوم فعلى الجميع أن يعرف أن هذا الشعب الأبي قد وصل إلى درجة من الوعي تمكنه من الدفاع عن مقدرات هذا الوطن ضد مطامع كل حاقد فاسد داخله أو حتى خارجه، كل هذا و يخرج علينا في كل يوم رمز من رموز الفساد و قد لبس ثوب التقى و الورع و الخوف على الوطن محملا كل من أتى بعده مسؤولية العجز و الفساد ألا إنهم جميعا سواء و ألا إننا مقتصون منهم جميعا طال الزمان أو قصر.
yasermaadat@yahoo.com



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات