وسقط الصنم الثالث


عُدنا أيتها الأصنام والعود أحمد ... عُدنا بعد ستة أشهر ضننتي أننا سئمنا ويأسنا، لكننا عُدنا وليست الجمعة وحدها موعدنا ! أفليس الأحد والاثنين أيضاً ؟ عُدنا وليست الميادين والطرقات وحدها ملتقانا ! وإنما السهول والجبال والوديان كذلك... ومرة أُخرى هي إرادة الشعوب التي لا تُقهر، ونهج (محمد بو عزيزي) رسول السياسة العربية الحديثة ... سقط الصنم الثالث ... وأحد العشرة المبشرين بجده ! وخرزة أُخرى من فرط المسبحة العربية! ... سقط (مُعمر الجُرذافي)، ومن قبله (شين العابدين) و (حُسني لا بارك الله فيه)، ومن بعدهم أصناما أُخرى ؟؟؟

ستة أشهر والقذافي وأسرته يراهنون على جنونهم، بأنه سينصرهم، وسيُبقي لهم دكتاتوريتهم التي زادت عن أثنين وربعين عاما، ستة أشهر عمل فيها القذافي على جمع مرتزقة إفريقيا، ليقتل شعبه دون تمييز، ستة أشهر والقذافي ينعق بخطاباته البائسة (خطابات جنون العظمة)، ظنا منه أن الشعب الليبي مقتنعاً بأوهامه وهذيانه، ستة أشهر من الكر والفر في السهول والجبال والوديان، من أجل الخروج من سجن التخلف والدكتاتورية والجنون، الذي عاشه الليبيون ما يزيد على أربعين عاما، ستة أشهر أعاقت على الشعوب العربية المضي في مسيرتها، حتى باتت أحوال ليبيا ذريعة المتذرعين من الأنظمة العربية وماسحي جوخها، وقولهم في ذلك لمن يطالبون بالإصلاح والتغيير: أتريدون أن يجري في بلدنا ما يجري في ليبيا؟ لكن النتيجة واحدة مهما اختلفت الأساليب والمدة أيتها الأصنام ! انه السقوط الذي لا مفر لك منه !
من لم يسقط بالميدان سقط بغيره تعددت الأساليب والسقوط واحد

أن الأوان لأن تشرق شمس ليبيا، كما أشرقت شمس شقيقتيها تونس ومصر، لتبدد ظلام أربعين عاما من التجهيل والتخلف والرجعية التي ذاقها الليبيون من نظام القذافي، أن الأوان لأن ينعم الليبيون بملياراتهم المهدورة على جنون القذافي وأبنائه، المليارات التي صُرفت على شراء الأسلحة القديمة المعطوبة ... المليارات التي دُفعت تعويضات لضحايا (لوكربي) وغير لوكربي مما اقترفته يد القذافي في نوبات هذيانه، المليارات التي وزعت على عشرات الأحزاب والجماعات في أنحاء العالم، ظناً من القذافي أنهم ماضون على دربه ومقتنعون بضلالته ... المليارات التي أُنفقت على القصور، والتماثيل، والراقصات في النوادي الليلية الأوربية وفي باب العزيزية، أن الأوان للشعب الذي ثلته حافظ للقرأن بأن يعبد الله كما هو دين الله، لا كما زيفه القذافي وحاربه يوم جمع الناس وصلى بهم الظهر ثلاثة ركعات، قائلاً: أأتوا لي بأية من القرأن تقول أن صلاة الظهر أربعة ركعات، ويوم أحرق كتب السنة مانعاُ الاقتداء بنهج رسول الله.

سقط الصنم الثالث ... سقط عميد الحكام العرب وملك ملوك إفريقيا كما يوهمه عقله ... وسقط الزعيم ذو أطول فترة حكم في العالم ... وسقط معه الكتاب الأخضر، بل الكتاب الأحمر، وما أحمر من ذلك كتاب ! وسقط (إسراطين/الكتاب الأبيض) الذي يروج فيه القذافي لاندماج الدولة الفلسطينية بدولة الاحتلال الإسرائيلية، ورأيه في ذلك، هو أن تؤخذ نصف كلمة إسرائيل ونصف كلمة فلسطين، وتدمجا في كلمة واحدة؛ لتكون اسم لدولة واحدة يعيش فيها الفلسطينيين والإسرائيليين ! ... قُتل كيف قدر !

قُم يا عمر المختار وبارك أبناءك الثوار، الماضون على دربك، درب الثورة والاستقلال والتحرر، طوبى لكم أيها الثوار، وطوبى لليبيا بكم، وطوبى لبنغازي التي احتضنتكم، ، ولكتائب عسكركم الذين أنظموا لكم، وطوبى لجامعاتكم التي خرجتكم، بل أنتم الآن أصبحتم جامعة للثورة، تُدرس أصول الثورة والتحرر والكفاح من أجل الحرية ! لقد علمتمونا الصبر مع الثورة، وعدم الخوف واليأس من أنظمتنا المستبدة، مهما بلغت من الوحشية والقمعية. سوف لن تغيب عن مخيلتنا صوركم ومشاهدكم الرائعة أيها الثوار الليبيين، وسوف لن ننسى مدنكم وقراكم التي تنقلتم بينها خلال ثورتكم، فستضل بنغازي، وطرابلس، وراس لانوف، ومصراته، والزنتان، وتاجوراء، والبريقة، وبن جواد، وغيرها من مدنكم وقراكم، أسماء نتذكرها ونرددها كم نتذكر ونردد أسم القدس وبغداد، وكما نردد (سيدي بو زيد) مدينة مختار تونس !

أيتُها الأصنام : كدت أن تركني وتطمئني بعد ستة أشهر من اللوعة في ليبيا واليمن، وظننت أننا سنعود محبطين مهزومين إلى بيوتنا ... لا ! أنها ثورة لن تبقي ولن تذر من الأدران التي علقت بجسد الأمة العربية، فها أنتم تسقطون (العقلاء والمصابون بالشيزوفرينيا) منكم دون استثناء، وها هي ثورتنا مستمرة في ليبيا واليمن وسوريا، والحبل على الجرار

أيتها الشعوب العربية .... أيتها الشعوب المقهورة .... أيتها الشعوب التي أذلت .... استبشري وبشري .... لا قهر ولا ذل بعد سقوط ثلاثة من أصنامك ! .... سيري في طريقك وفقك الله .... إنا ماضون في مسيرتنا لإسقاط جميع الأصنام ....أيتها الشعوب العربية .... السلام عليك يوم ولدت (محمد بو عزيزي) ... والسلام عليك يوم أسقطت بن علي ومبارك والقذافي .... والسلام عليك يوم تبعثين لإسقاط الصنم الرابع !

Ahmad.rababah@kermalkom.com



تعليقات القراء

واللة احترنا يا قرعة من وين نبوسك
بس بس نو
28-08-2011 10:19 PM
مين هاظ
ما ظل علينا غيرك ....بتعرف حمزة منصور
28-08-2011 10:28 PM
اللة الوطن الملك
اللة الوطن الملك
28-08-2011 10:29 PM
رووح نام
نوما هنيئا لك
28-08-2011 11:17 PM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات