صحفي الحكومة


كثيرون هم من ينتظر المسؤول حتى ينهي حديثه المكتوب والمنممق والجاهز على اخر السنجه والذي تجاهل فيه الاعلان عن الخفايا والاسرار والارقام التي لايود ان يوصلها ذاك المسؤول الى اذن المستمع وقبل ان ينهي تكون الورقه التي قرات ان كان لم يتسلمها قبل القراءة قد دست في جيبه وانطلق كالسهم بالسبق بالوجبة الساخنه والجاهزة والتي ماعليه الا تذييلها باسمه ان لم يبني عليها ماتمليه عليه المزاجية والمحسوبية والمكاسب والمنافع المشكله والمتنوعه وعلاقته بذاك المسؤول
ويظل السؤال
لماذا يحضر الإعلامي الاجتماعات والمؤتمرات والندوات, التي يترأسها المسؤولون على اختلاف مستوياتهم ومواقعهم ؟ إذا كان حضورالاعلامي لمؤتمر او ندوه او محاضرة او مؤتمر صحفي يقتصر على كتابة أو تسجيل مايلقنه اياه المسؤول مكتوبا او غير مكتوب وتعداد المجتمعين أو المؤتمرين والمهام التي يشغلونها, فالأجدى والأفضل أن تحل آلة التسجيل مكانه لأنها الأقدر على التقاط مايقال دون زيادة أو نقصان.
والمؤسف أنَّ بعض المسؤولين ينظرون إلى الإعلامي على أنه آلة تسجيل, وأن قلّة من الإعلاميين يقبلونَ على أنفسهم أن يكونوا كذلك لقاء نيل الرضى والحصول على مكاسب شخصية تحوّل الصحفي إلى مأمور مأجور وتحرفه عن قيم وأخلاق المهنة, وتبعدهُ عن الدور المنوط به,والمسؤولية الملقاة على عاتقه, والأمانة الواجبة عليه. فيحجب الحقيقة عن الناس ويقدّم المعلومة التي يريدها صاحب الأمر حتى ولو لم يكن هو نفسه مقتنعاً بها
وغالباً ماتأتي مظهرة لنشاطات المسؤول وكفاءاته وقدراته الخارقة التي لم يسبقه أحدٌ إليها ولن يملك مثلها من يأتي بعده سيما وأنَّه طفرة قلّ نظيرها في زمنٍ قلّت فيه الطفرات وكثرت الهفوات. الأمر الذي يلغي دور الإعلامي وحضوره الفاعل والمؤثر وبدلاً من أن ينقل مايسمعه من هموم الناس, ومايراهُ من تقصير هنا أو هناك, ومايلمسه من فساد في هذه الدائرة أو تلك ويحاور أصحاب القرار ضمن رؤية واضحة تسهم في سد الثغرات والقضاء على السلبيات وإيجاد الحلول السريعة لقضايا ومتطلبات المواطنين, والتركيز على الأفعال لا الأقوال, وعلى الإنجازات لا الخطب والوعود المعسولة. يجهدُ نفسه في تلقّف أخبار المسؤول وإبرازها كحدث هام ومفصلي في تاريخ المحافظة أو المنطقة أو المديرية التي يتواجد فيها هذا المسؤول.‏
وشيئاً فشيئاً تتحوّل الصحافة من \" صحافة مسؤولة إلى صحافة المسؤول\" وللأسف الشديد إن بعض المسؤولين يؤثرون هذا الإعلام ويبذلون جهوداً حثيثة لهذا التحوّل الخاطئ الذي لايؤدي في النهاية إلا إلى الخراب والتسويف وطمس الحقائق والالتفاف على الواقع والمصداقية. لذلك تراهم يغيّبون الإعلاميين الأكفياء ويكتفون بمجموعة من المسوّقين والكتبة الذين يتقنون فن الإطناب والتطنيب.‏
وفي الوقت الذي يجب أن تكون كل الأبواب مفتوحة بينهم وبين الصحفيين, وكل جسور التعاون ممدودة, نرى عكس ذلك تماماً لدرجة أنَّ المسؤول قد يمكث في محافظة أياماً إن كان ضيفاً, وشهوراً أو سنين, إن كان مقيماً دون أن يكلّف نفسه عناء اللقاء بالإعلاميين والتحاور معهم, والاستماع إلى آرائهم, والبحث معهم في معطيات المرحلة, ووضع استراتيجية عمل يستطيع بموجبها الإعلام أن يكون عين الدولة والمجتمع وأذنهما ولسانهما الناطق بالحقيقة. والفكر الخلاق الفاعل والمنفعل في أية عملية إصلاحية أو بناء من شأنه أن يترك آثاراً إيجابية على المواطن ويسهم في رفد مسيرة التطور بعوامل النجاح والانتقال من النظرية إلى التطبيق.‏
وباختصار شديد عندما نريدُ للإعلام التطور والشفافية ومواكبة الحدث والدخول إلى فكر وقلب المواطن علينا أن ننظم العلاقة بين المسؤول والإعلامي ونبنيها من جديد على قاعدة المصلحة العامة أولاً, واحترام القيم والمبادئ التي يقوم عليها الإعلام ودعم مسيرته قولاً وفعلاً بما يضمن استقلاليته وحريته وارتقاءه إلى المستوى المأمول.
pressziad@yahoo.com





تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات