الملك وترمب… قوة الشرعية وشرعية القوة!


جراسا -

اكثم الخريشة - في خضم الأزمات المتتالية التي تعصف بالمنطقة، يبرز موقف الملك عبد الله الثاني، كأحد أبرز المواقف العربية الداعمة للقضية الفلسطينية، وخاصة في ظل التصعيد الأخير في غزة. إن التزام الملك عبد الله الثاني بالصف العربي تجاه غزة يعكس رؤية استراتيجية قائمة على مبادئ العدالة والإنسانية، حيث يسعى جاهدًا لتوحيد الجهود العربية لمواجهة التحديات التي تواجه الشعب الفلسطيني.

في خطوة إنسانية بارزة، أعلن الأردن عن استضافة 2000 طفل من غزة لتلقي العلاج، مما يعكس التزام المملكة بتقديم الدعم الإنساني في أوقات الأزمات. هذه المبادرة ليست مجرد عمل إنساني، بل هي تعبير عن الروابط العميقة التي تجمع الشعبين الأردني والفلسطيني، وتؤكد على ضرورة تقديم العون والمساعدة للمتضررين من النزاعات.

ومع ذلك، فإن الموقف الأردني يتطلب أيضًا خطة عربية متكاملة، مدعومة من الدول الأوروبية، لضمان تحقيق الأهداف المنشودة. إن الوحدة العربية في هذا السياق أمر حيوي، حيث يجب على الدول العربية أن تتجاوز سياسة الاستفراد التي اتبعها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب. فالتاريخ أثبت أن الانقسام العربي لا يؤدي إلا إلى تفاقم الأزمات، بينما الوحدة والتعاون يمكن أن يحققوا نتائج إيجابية.

لقد كان الملك عبد الله الثاني واضحًا في انتقاده لسياسة القوة التي يتبناها ترامب، حيث يتحدث الأخير بلغة القوة و"شرعية القوة"، بينما يؤكد الملك عبد الله على أهمية "قوة الشرعية". إن هذا الاختلاف في المبادئ يعكس عدم ارتياح الملك عبد الله تجاه السياسات الأمريكية التي تفتقر إلى الوعي السياسي، والتي قد تكون مدفوعة بطموحات ترامب للحصول على مزيد من الصفقات، مما يجعل تصريحاته مجرد أدوات للمساومة.

من الغريب أيضًا أن نرى كيف أن الموقف الأمريكي غالبًا ما يسبق الموقف الإسرائيلي في أحلامهم، ليأتي بعد ذلك تبني إسرائيل لهذه الأفكار. هذا الأمر يثير تساؤلات حول مدى استقلالية القرار الأمريكي في الشرق الأوسط، ويعكس عدم التوازن في التعامل مع القضايا العربية.

في الختام، يبقى موقف الملك عبد الله الثاني رمزًا للالتزام العربي بالقضية الفلسطينية، ويعكس الحاجة الملحة لتوحيد الصف العربي وتبني خطة شاملة مدعومة دوليًا. إن العمل الجماعي والتعاون بين الدول العربية هو السبيل الوحيد لتحقيق السلام والاستقرار في المنطقة، بعيدًا عن سياسات الاستفراد والمساومة.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات