اللاجئون الفلسطينيون في الأردن وحق العودة .


د إعلام حمزة الشيخ حسين.

نسمع بين فينة وأخرى عن تصريحات لقادة الصهيو أمريكي عن وطن بديل للفلسطينيين في بلادنا وكأن الأردن تابعة لهم وتقع تحت سيادتهم .

ويعني ذلك بأن يتم تجنيس الفلسطينيين ومنحهم الجنسية الأردنية الدائمة ، ومنحهم كامل الحقوق للمواطن الأصلي وتبوء مراكز متقدمة فيها حكومياً واقتصادياً وثقافياً وتجارياً واجتماعياً تمهيداً لإنسجام تام وصهره في المجتمع الأصلي لذلك البلد لكي يتم نسيان بلادهم الأصلية لكونهم تم إيجاد أرض جديدة لهم ،ويتمتعون بنفس الحقوق من الدرجة الأولى مع السكان الأصليين.

هذا الأمر يعني في حال حصوله واقعياً ضمن خطط صهيو أمريكية معدة مسبقا. بأن الذي هجر من بلاده على يد الصهاينة والماسونية العالمية لن يرغب مستقبلاً في العودة إلى بلاده التي تعاني من تخلف في البنية التحتية والإقتصادية والتجارية بسبب الأحتلال الطويل الإسرائيلي لها وعلى مدة طويلة من الزمن ، ولهذا لن يعود هذا اللاجئ لوطنه ، وبالتالي لن تجبره أي قوة في العالم على العودة وخصوصاً بعد إمتلاكه كافة المستلزمات القانونية التي جعلته مواطن أساسي في البلاد التي هاجر إليها وتبوءه مناصب في الصف الأول والثاني والثالث في هذه الدولة أو ذاك .وبهذا فأن الحلم الصهيوني بخلق واقع جديد لمن طردهم من أرضهم سوف يتحقق لهم .

بالعودة إلى ما تقدم فإن إسرائيل هي الرابح الأكبر من تهجير سكان فلسطين للأبد وعدم عودتهم إلى ديارهم طوعياً ، وكان هناك طرح بأن يتم تعويضهم مالياً لإسقاط حق العودة لهم لكن اليوم سقط هذا الطرح فواقع الحال يقول لا داعي للتعويض المالي لهم بما أن هناك ارتياح تام على الواقع الجديد للمهجرين قسراً من فلسطين في بلدانهم الجديدة.

إن الحكومة الأردنية طالبت على منابر الأمم المتحدة وقف التصريحات الأمريكية والإسرائيلية التي تطالب بأن يكون الأردن هو وطن بديل للاجئين الفلسطينين في الأردن ،

لكن هذا لا يكفي فيجب على فلسطيني الشتات في العالم وخصوصاً في امريكيا المطالبة بقوة دون فتور بحق العودة وعدم إسقاطه في كافة الظروف التي تمر بها القضية الفلسطينية وإلا كيف سوف ترضخ إسرائيل لمطالب الشعب الفلسطيني الشقيق في الداخل والخارج بحق العودة .

سمعنا منذ فترة تصريحات سياسية عربية مفادها أن الأردن للأردنيين، وفلسطين للفلسطينين ، ولن يتم القبول بتهجير فلسطينيين إلى مصر والأردن من غزة ، حسناً لكن هذه التصريحات تعني أنه تم إسقاط حق عودة الفلسطينيين في الأردن وسورية ولبنان إلى فلسطين حيث تم أعتبارهم مواطني لهذه الدولة ضمن المادة ألأولى للدستور ولن يتم حصولهم على حق العودة لبلدانهم الأصلية وهذا مخالف للقانون الدولي.

إن إسرائيل تريد من الدول العربية القبول بالوضع الحالي أرض إسرائيل التي أحتلتها من العرب هي لإسرائيل للأبد ، ومن تم تهجيرهم قسراً منها لن يعودوا إليها للأبد ، وعليه فإنهم يروجون لفكرة الوطن البديل للفلسطينيين هو الأردن والذي ترفضه تماماً الأمة العربية قاطبة .

نتمنى من كافة أدوات الإعلام العربية أن تقوم بدور فاعل في الساحة الدولية لفضح مخططات إسرائيل بتذويب حق العودة للفلسطينيين الذين ضحوا بالغالي والرخيص في سبيل أن يروا يوماً بلدانهم المحتلة من إسرائيل نصرة للحق العربي أمام إسرائيل.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات