زعران سياسة


مرة تلو مرة تطل علينا وكالة رويترز على لسان تقريرها الذي أوردته تعقيبا على التعديلات الدستورية، حيث تصف الأردن بأنه((الدولة التي يبلغ عدد سكانها 7 ملايين يتكونون من سكان قبليين اعتادوا الأفضلية في الوظائف الحكومية وأغلبية من أصل فلسطيني)).
ولنبدأ بالقبيلة التي يحرص مدير مكتب الوكالة على الحط من شأنها بين فترة وأخرى؛ هذه القبيلة ياهذا هي أشرف مؤسسة اجتماعية في البلد، وفيها تخرج الأكاديميون والمتعلمون والمهنيون والمتميزون الذين يديرون البلد بما فيه. العشيرة يا هذا كيان اجتماعي مترابط بأواصر القربى والمحبة وحسب علمنا أنها أشرف من شراذم الزعران الذين امتهنوا البصق في الصحون التي لعقوا منها حتى انتفخت كروشهم وهم في السلطة، ولكنهم بعد أن غادروا مناصبهم أخذوا يكيلون القدح والذم للبلد الذي أطعمهم من جوع وكساهم من عري وآمنهم من خوف بعون الله تعالى. العشيرة والقبيلة يا هذا ترعى الودّ وتقدّر (راعي الأوليّة) وتحفظ هذا الجميل مدى عمرها، وأما الزعران يا هذا فإنهم يقتنصون أول فرصة سانحة للانقضاض على ( راعي الأوليّة) هذا، ليعضوا يده عضّ الكلاب المسعورة.الأردنيون يا هذا قوم يعتزون بعشائرهم وأسرهم مثلهم مثل أي شعب يفتخر بماضيه المشرف، ويسعى إلى بناء حاضره ومستقبله برؤى وخطوات من وحي مصلحته لا مصلحة من ينعق بالإصلاح وهو شرّ المفسدين والفاسدين.
والملحوظة الأخرى في ما ورد هي الزور والتزوير المقصود والذي يروج له في الادعاء بالأغلبية الفلسطينية في الأردن؛ وهذا مجال لتناوله في أكثر من زاوية.؛ فإن كان الأخوة الفلسطينيون هم الـأكثرية فعلا، فهذا دليل على أن هذه (القبائل) الأردنية لم تفكر في يوم ما بالنسب المئوية، بل كانت تفكر دوما بالنسب والمصاهرة والأخوة بين الشعبين. كما أن هذا دليل أيضا على أنّ الأقلية الأردنية كما تدعي، آثرت على نفسها واحتملت ما يمليه عليها واجبها الشرعي والأخلاقي في احتضان اللاجئين والنازحين فقسموا الكسرة والبئر بينها وبين الأكثرية التي تدعيها وغيرك كذبا وزورا ولغاية في نفس كل أزعر صار لصوته رنينا وجرسا في الإعلام. إن هذه الأكثرية المزعومة يراد لها أكثر من هدف مسموم؛ فهي ركيزة لمبدأ وزير الإعلام النازي اكذب واكذب واكذب حتى يصدقك الآخرون. كما أن هذا الزعم الكاذب يوحي للغرب بأن الوطن البديل جاهز بسكانه ومؤسساته، ومن هنا نجد هؤلاء يسعون حثيثا إلى السيطرة على مجلس النواب من خلال زيادة أعداد أزلامهم ممن يؤمنون بألاعيبهم ومخططاتهم، وبالتالي السيطرة على السلطة التنفيذية بالأغلبية البرلمانية ليقولوا لمهندسي السياسة الغربية والصهيونية أن الأردن جاهز بنوابه وحكومته وشعبه للوطن البديل أو على أقل تقدير بأشباه الوطن البديل. ويرد هنا سؤال بطعم العلقم والدفلى؛ هل سيصبح الأردن في يوم ما- لاسمح الله ولا قدّر- مشروع وطن بديل للأخوة العراقيين الهاربين من جحيم القتل والاغتصاب وهدر الكرامة التي جلبها مثل هؤلاء الأدعياء المنادين بالنسب والحقوق المنقوصة التي نسمعها من أفواه كريهة الرائحة استظلت تحت بلوطنا وبعد أن استفاقت حاولت قطع الشجرة وأخذت تنعق نعق البوم هنا وهناك يتباكون على أحوال بني جلدتهم يتاجرون بمآسيهم ببناء الأبراج في دبي، والسمسرة بأسهم في بار أو كازينو أو ماخور، أو يحيكون المؤامرات لبعضهم بعضا.
نحن الحراثين من أردنيين وفلسطينيين، اتركونا في حالنا نعيش معا بعيدا عن مشاعركم النجسة التي تبثونها باستمرار من خلال لافتاتكم وتقاريركم وندواتكم، وإن ارتضيتم على قلة عددكم وطنا بديلا لفلسطين فهناك الوحدات والبقعة وعزمي المفتي وغيرها من مخيمات فلسطينية وتجمعات ما زالت تحتفظ بصرة من تراب فلسطين ومفتاح سيعود ليفتح البيت المهجور والمسروق في يوم ما بعد أن نكنس دروبنا ونمهدها إن شاء الله.
اعلموا يا زعران السياسة أنى كنتم ومهما كنتم وأينما كنتم أن فلسطين لن تقزّم إلى منصب في هذه الدولة أو تلك، ولن تحوّل كذلك إلى بندقية مأجورة تنتقل من يد فاسد إلى إبط فاجر إلى شيك مغامر، فلسطين حلم ورمز غير صالحة للتجارة والمقامرة والكمسيون. واعلموا يا زعران السياسة أيضا أن الحروب تخلف وراءها خاسر ورابح، أما الفتنة الداخلية فالكل فيها خاسر.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات