هلْ نحنُ بحاجةٍ إلى مزيدٍ مِنْ إعدادِ عُدةٍ وطولِ مدةْ


... تمر البلاد العربية اليوم بمخاض ليس بيسير , ولكن سينتج عنه ولادة حرة أبية , من أم شعبية , وأب صاحب إرادة أبية .
فالمجتمع الأردني , صاحب ما يقارب المائة عام من الأستقلال , والبناء , وصنع الرجال , وإنتاج العقول , إلا أنه ما يزال يرزح تحت قوانين هي من تراثيات الأمم المتقدمة , التي منحناها الحضارة , فسبقتنا , حتى سادت علينا , في الوقت التي كانت هذه الدول تجعل من القائد إله , فلم يكن يحلم يوما من الأيام أو يسمح لجد الرئيس الأمريكي أوباما بالمرور من أمام البيت الأبيض أو حتى النظر إليه , بحكم لون بشرته , وها هو الآن حفيده سيد العالم , فلقد طبقوا قول النبي صلى الله عليه وسلم فعلة , فقال النبي صلى الله عليه وسلم لا فرق بين عربي وعجمي إلا بالتقوى , و بالفعل لقد ساد سيدنا بلال بن رباح بلاد الشام , بعد أن كان عبدا مملوكا عند أبي بن خلف , فكانت هذه الدول المتقدمة عنا الآن دساتيرهم تعفي القائد من أية تبعية , وغير مسؤول قضائيا عن أية أفعال أو أعمال يقوم بها , بأعتباره منزه من العلل والأخطاء . ويقول الله تعالى بحق نفسه ()لا يسأل عما يفعل وهم يسألون)) ( 23 ) ) سورة الأنبياء

يقول القرطبي بالتفسير : لا سائل يسأل رب العرش عن الذي يفعل بخلقه من تصريفهم فيما شاء من حياة وموت وإعزاز وإذلال ، وغير ذلك من حكمه فيهم; لأنهم خلقه وعبيده ، وجميعهم في ملكه وسلطانه ، والحكم حكمه ، والقضاء قضاؤه ، لا شيء فوقه يسأله عما يفعل فيقول له : لمَ فعلت ؟ ولمَ لم تفعل ؟ يقول جل ثناؤه : ) وهم يسألون) : وجميع من في السماوات والأرض من عباده مسئولون عن أفعالهم ، ومحاسبون على أعمالهم ، وهو الذي يسألهم عن ذلك ويحاسبهم عليه ، لأنه فوقهم ومالكهم ، وهم في سلطانه
.فلسان حال دساتيرالدول المتقدمة قديما تقول, أن قاداتهم آلهة في الأرض, فهم لا يخطؤون. وفي هذا إشارة الى الأستخفاف بالعقول , هذا من ناحية , ومن ناحية أخرى , يدل على سخف عقول الشعوب حقيقة . فهل نحن بالأردن لا نستطيع أن نتكيف مع الملكية الدستورية ؟ !
فالملكية الدستورية في معناها المستقر في العالم , هي الدولة التي يأخذ دستورها بالنظام البرلماني(أي النيابي) ويرأسها ملك , بحيث تفصل نصوص هذا الدستور بين السلطة و الملك , بعبارة أخرى , فإنه يشترط لقيام الملكية الدستورية , وجود رئيس دولة يملك و لا يحكم , وإنما الذي يحكم هو مجلس تشريعي منتخب من الشعب, تنبثق عنه حكومة تحصل على ثقته , من أجل أن يكون وجودها وممارساتها لسلطانها وجودا وممارسة دستورية , وذلك تجسيدا لمبدأ أن الشعب هو مصدر السلطة .
فهل مازلنا بحاجة الى مزيد من اعداد عدة وطول مدة , تصل على رأي رئيس الوزراء الى 30 عاما وربما أكثر ؟



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات