لماذا تهاجم المسيرات السلمية ؟؟ ومن يهاجمها ؟؟؟


إن المسيرات السلمية حق كفله الدستور وأقرته جميع الشرائع والعقائد السماوية و الدنيوية، وهو أسلوب يعتبر من أرقى اساليب الديمقراطية و أبهى صورها ودليل كبير على الحضارة والتقدم ومؤشر سليم على ارتفاع منسوب الحريات وسقف الديمقراطية والحرية الشخصية ودليل قوي على الوعي السياسي للشعب و تنامي قدرته على التأثير في صنع القرار و مساهمته بشكل كبير في صناعة مستقبله وهو متبع في كافة دول العالم المتحضر و يتم اللجوء إليها في الحالات التي تصاب فيها الحكومات والمؤسسات بالصمم والطرش و عندما تهمل مطالب الشعب وتستخف باحتياجاته وتطلعاته في أي مجال سياسي كان أو عمالي أو طلابي، تأتي كبديل عن فشل الحوار في إيصال هذه المطالب و تهدف الى ممارسة الضغط السلمي على الحكومات والمؤسسات كي تستجيب.
لم نسمع يوماً بأن هذه المسيرات السلمية قد هوجمت في أي دولة في العالم باستثناء الدول العربية و من سار على نهجهم من الدول القمعية، لا بل على العكس فهي محببة و مرحب بها من كل القوى والنخب السياسية و الإعلامية والنقابية والحزبية والتعليمية ومن جميع الأطياف الشعبية من الصامتين قبل الناطقين، فهي وسيلة سلمية منظمة معروفة الأهداف والشخوص تهدف إلى إيصال الصوت دون اللجوء إلى العنف أو الاحتقان والتخزين الذي يؤدي إلى الانفجار والخروج الغير منظم الذي لا تحمد عواقبه ولا تعرف نتائجه ويأتي كرد فعل على حالة من الشعور بالظلم وتزايد الضغوطات و تنامي الاحتقان وفقدان الثقة بأي وسيلة سلمية .
في الدول العربية حيث الوضع مختلف .و في الاردن تحديدا .. لم يهاجمها الشعب فهو يعرف بأنه المستفيد الأول من أي اصلاحات ومن أي مكافحة فساد و من أي حريات و من أي تحسن للأوضاع الاقتصادية والاجتماعية، ولن نقول بأن النظام هاجمها لأن الملك عبر في أكثر من لقاء له بأنه مع التعبير السلمي للشباب و مع إعطاء الشباب فسحة أمل لإيصال صوتهم والمشاركة الفاعلة في الحياة السياسية والحزبية و عدم تهميشهم،كما و وصف حراكهم بالوطني .
إذن من هاجمها ويهاجمها ؟؟؟

1. قوى الشد العكسي المتجذرة في كثير من المواقع المدنية و الأمنية و التي ترى في هذه المسيرات السلميه التي لم تثبت الـ 7 شهور الماضية أنها اقتلعت شجرة، ترى فيها بداية النهاية لسطوتها على مناصب و مواقع الدولة والتي ورثوها وتهادوها وتبادلوها وقايضوها وتقاسموها جيل بعد جيل ويستعدون لتوريثها كل إلى وريثه وبالتالي فإن أي صوت ينادي بالاصلاح وتوزيع المكاسب هو عدوهم، فهاجموها و أساءوا للأردن و شوهوا صورته على القنوات الفضائية وصفحات الجرائد بعدما اعتدوا على صحفيين ومسالمين عزل في وضح النهار ضاربين بعرض الحائط كل التعليمات الملكية الموجهة لهم بضرورة حماية المعتصمين أي كانت مذاهبهم وتوجهاتهم ومطالبهم ما داموا سلميين وهذا ما أثبتته الصور و المقاطع المصورة رغم محاولات بعض ماكينات النفاق التي تستمد طرقها في قلب الحقائق من بعض القنوات العربية الرسمية للانظمة القمعية.

2. قوى الفساد والظلام التي سرقت ونهبت وتاجرت واستباحت وأكلت الأخضر واليابس والتي باعت مقدرات الوطن بأثمان بخسة وتحالفت مع الفاسدين من أصحاب المناصب وتآمرت على الشعب وعلى قوته وماله ومستقبله وجعلوا منه شعباً في مهب الريح وبحكم المباع، فالمديونية والعجز التي أوصلونا لها أبداً لا تتلائم مع شعب عدده 6 مليون يعيش عيشة الكفاف في معظمه تجعل من هذه الدولة تعتاش على المساعدات والهبات الخارجية المشروطة والضرائب والجباية المتزايدة من جيوب المواطنين بشكل رئيس بعدما نضبت مصادرها التي بيعت وسرقت، فبعث هؤلاء ببلطجيتهم المستأجرين والذين لا يملكون في أغلبهم قوت يومهم ولم يبلغوا من التعليم مبادئه من أصحاب الجنح والسوابق والذين لا يتورعون عن ضرب صائم و سفك دمه في شهر رمضان الكريم، أخرجوا قطعانهم سالكين بذلك طريق أحمد عز المصري في موقعة الجمل، حيث ظن بأن حفنة من الموجهين قادرة على اسكات أصوات الحق وصرف النظر عن فساده و النتيجة .... لا صوت يعلو فوق صوت الحق والحراك المقدس نحو تحرير البلد من الفاسدين والناهبين والمستغلين, ( ليس كل أعداء المسيرات بلطجية فمنهم من يعارضها لأسباب يقتنع بها و لكنه لا يأتمر لأوامر الفاسدين ويخرج لضرب إخوته الذين يخالفهم التفكير)

إن كل من يتهم أصحاب الأصوات العالية من المتظاهرين بأنهم مدسوسين وأصحاب أجندة وكل هذه التهم المقلدة المستوحاة من ماكينات التزوير الإعلامية نقول لهم افترضوا ذلك و ليكن صحيحاً افتراضكم بأنهم عملاء و مغرر بهم، إذن لماذا لا تخرجوا أنتم ما دمتم معترفين بحاجتنا إلى الإصلاح ومكافحة الفساد اللذان لم ينطلق قطارهما للآن، فلم نرى فاسداً واحداً خلف القضبان لا بل هارباً و لم نرى أي خطوات ملموسة تعود على الشعب بالمنفعة ولو بعد حين، نحتاج إلى الوقت كي ننجز ولكن يجب أن نبدأ الآن ... أخرجوا أنتم واقطعوا الطريق على من تدعون بأنهم موجهين
أليس الأردن للجميع ؟؟
الا يعم الخير أن حدث و كذلك الشر ؟؟ .....
الم تأتيكم المسيرات بفوائد كثيرة بدءاً بالاطاحة بحكومة الرفاعي مرورا بتعديل قانون الانتخاب انتهاء بتعديل الدستور والذي يكون اخر المكاسب ؟؟
أليس للأردن حق في رقابكم أم أنكم مجرد ضيوف؟؟؟
ألا تهبون لنصرته وتخليصه من هذه العلقات ومن هذه الطحالب وأنتم من تدعون حبه و تغنون به ليل نهار !!!!
أليس لمستقبل أولادكم حق عليكم ؟؟؟
أتريدون توريثهم بلداً منكوباً مفلساً منهوباً يأتمرون فيه لأحفاد من أمروكم وتقلدوا المناصب بالوراثة وتكتبون عليهم مصيراً لا يعلم به إلا الله !!!!
إن من يهاجم لأجل المهاجمة ولا يقدم أي حلول منطقية ولا يسعى للمساعدة ويجلس بعيداً للتنظير وتوجيه الشتائم وتوزيع الاتهامات وصرف الوطنيات.
هو إنسان مفلس ومحبط ولا يملك شيئاً ليقدمه إلا الهراء!




تعليقات القراء

متابع
موافق 100%.

سلمت.
16-08-2011 10:12 PM
لماذا تٌهاجم ؟.
الى م. اكثم الصرايره.
تقول انها مسيرات سلميه.
لقد جانبك الصواب في وصفها ب المسيرات السلميه
لاتها مسيرات استفزازيه والى ابعد الحدود.
اصحاب الاعتصمات لا يمثلون 1% من عدد سكان الاردن.
من خولهم ان ينطقو بأسم ال 99% من الشعب ؟.
يحب ان يقول نريد نحن اصحاب المسيره.
وليس الشعب يريد.
انا لم اخولهم ان يتحدثو باسمي وكذلك بقية الشعب الاردني.
وهذا يعتبر استفزاز الى ال 99% من الشعب الاردني الصامت والذي لا يتفق معهم ان يكونو الناطق الرسمي باسم الاشعب.
عداك عن كثرة المسيرات المسيسه من الخارج
16-08-2011 11:22 PM
أردوغااااان إلى تعليق 2
أخي الكريم:

عجباً لأمرك، لا تنه عن خلق و تأتي مثله، فمن خوّلك أيضاً بأن تتحدث باسم الأغلبية الصامتة، و هنا أود أن أسألك:
1- هل أنت راضٍ عن سلحفائية عمليات الإصلاح؟
2- هل ترضى بأن تـُسحب اللقمة من جوف ابنك و توضع في أفواه الحيتان؟
3- هل أنت راضٍ عن محاكمة الفاسدين أو عمليات تهريبهم؟
4- هل ترضى بأن تضاف الضرائب إلى فاتورة الماء و الكهرباء بلا مبررات؟
5- هل انتبهت لتعديلات الدستور الجديدة و التي تبيح حق التصرف بأراضي الوطن و بيعها؟
6- هل تدفع دينار الجامعة عن طيب خاطر؟ و حين تريد تدريس ابنك في الجامعة تدفع كل ما تملك و ما لا تملك من أجل تدريسه ؟

أخي الكريم: و الله إني ضد الأجندات الخارجية، و الدسائس و إثارة النعرات،، لكن طفح الكيل ، و الحكومة لا تلقي لنا بالاً، و أوشك زرعنا أن يجف و أمطار حكومتنا لم تنزل بعد.

أشكرك أخي الكريم و أشكر الأخ الكاتب على كلماته الصادقة الجريئة.
16-08-2011 11:58 PM
ابو محمد الغلبان
يا عمي ان الذين يهاجمون المسيرات و يتطاولن عليها يورونا كيف سيحاربون الفساد المستشري الذي اكل الاخضر و اليابس ويعملوا على اصلاح القوانين المهترئة بدل الكلام نريد افعال لتغيير الواقع الذي يعيشون به
17-08-2011 12:32 AM
لى رقم 3 تحيه
انا لم اتحدث باسم الاغلبيه الصامته.
انا لم اكون راضيا عن السرسريه ولا عن الفساد.
وانا مع محاكمة الفاسدين. وانا مع محاسبة الحيتان. انا مع رفع فاتورة الكهرباء لانها ضروريه لان التكاليف والوقود ارتفع كثيرا.
ولاكن الان وسيدنا وعدنا في الاصلاح وهو مع محاسبة الحيتان والفاسدون.
ولاكن هل تعتقد ان الامور ستصلح في يوم وليله ؟.
هل تعتقد ان كثرة الاعتصمات فيها فائده ولا خرلب للاردن وتعطيل اعمال البشر ؟.
هل تعلم كم اضاعت هذه الاعتصمات من الدخل القومي من الموسم السياحي ؟.
هل تؤمن بان هذه الاعتصمات اشاعت الفوضى في الاردن ؟.
من حقنا ان نعترض انت وانا على كلامهم ... الشعب يريد.
17-08-2011 06:42 AM
قصه من الواقع. من مغترب
كان شخص عنده خلل يعني اهبل.
لحقوه اولاد الحاره صارو يطقطقو وراه في حدايد وحجاره وطبعا يسمعوه مسبات غير مستحبه.
زادت ملاحقة الاولاد له بشكل يومي لاكن هو ساكت.
لغاية احد الايام طلعت عصبيته ونفذ صبره. حاول مع الاولاد طالبا منهم ان يكفو عن ملاحقته بكل ادب.
ولاكنهم زادو عن الاول بل صارو يلمسوه .
قرر ان يضع حدا لهم وعندما خرج من بيته كالعاده لحقه الاولاد وضايقوه. فأخذ عصا وبداء يدافع عن نفسه بل وضرب الاولاد وكل من وصلته العصى.
بدائو الاولاد بالصراخ والبكاء وذهبو الى اولياء امورهم باكيين وشاكيين الرجل الاهبل الذي ضربهم.
ذهب اولياء الاولاد الى مغفر الشرطه وحررو شكوى ضد الرجل ارهبل.
النتيجه دعاه القاضي الرجل الى المحكمه هوايضا والاولاد واوليائهم.
سئل القاضي الرجل هل ضربت هولاء الاولاد.
اجاب الاهبل القاضي..صلي على النبي يا سيدي.
اجاب القاضي اللهم صلي على النبي.
سائله القاضي ثانية.
هل ضربت هولاء الاولاد؟.
اجاب الاهبل. زيد النبي صلاه يا سيدي.
اجاب القاضي اللهم صلي على النبي.
سائله القاضي هل ضربت هولاء الاولاد ؟.
اجاب الاهبل صلي على النبي يا سيدي القضي.
وهنا غضب القاضي بل واستشاط غضبا وصرخ على الرجل الاهبل قائلا ولك يا حيوان وشتم القاضي الاهبل....؟
وهنا تكلم الرجل الاهبل قائلا يا سعادة القاضي.
انت غضبت من كلامي ومن الصلاه على النبي. لو كنت مكاني وهؤلاء الاولاد يصفقون ورائك في قطع حديديه ويشتموك ما كنت تفعل لو كنت مكاني ؟.
وهنا توقف القاضي قائلا انا اسف يا ابتي ومك كل الحق ان تضرب كل من يؤذيك.
بل وامر القاضي في سجن اولياء امور الاولاد مع اشد الانذارات لهم.

وهن ماذا سيكون جواب الحكومه اذا نفذ الصبر.
لعلها تكون عظه الى اصحاب الاعتصمات والاجنده
ارجو النشر
17-08-2011 07:54 AM
أردوغااااان إلى تعليق 6 / مغترب
هل قصتك محاكاة للواقع الذي نعيشه؟؟
و إن كانت كذلك
فهل الحكومة هي من يقوم بدور الأهبل في هذه القصة؟؟!!

إن كانت كذلك،، فالعوض في وجه الكريم.
17-08-2011 11:33 AM
د احمد عواد
شكرا اخي اكثم على هذه المقتاه الرائعه و التي لم تخرج عن مسارك الوطني الرائع في الكتابه و الذي تلتزم به و تتخذ منه نهجا لك .............كتابات في مكانها تحاكي واقع ملموس مؤلم وفقك الله و سدد خطاك .زنعم للمسيرات الحضاريه و لا لتكميم الافواه باسم الامن و الامان و الاتهامات الفارغه بالاجندات و العماله و الارتباطات الخارجيه التي يستقونها كما قلت اخي من محطات و اذاعات النفاق
17-08-2011 11:50 AM
الى اردوغاااان من مغترب
اذا كان هذا مفهومك ونفسيرك ؟.
فعلى المعلقين امثالك السلاممممممم.

كما قالو .... وذهبت مثلا مثلا مثلا.

والذي لا يتعلم من اخطاء من قبله فعليه السلام.
على اية حال دمت صديقا.
وتقبل احترامي
18-08-2011 12:57 AM
نور القضاة
تحليل رائع يا أستاذنا الكريم .
وأضيف هنابتوضيح ما هو المقصود بنعمة الأمن والأمان التي منَّ بها النظام والحكومة الرشيدة على المواطن الاردني...
وحتى تكون مواطناً أردنياً وطنياً ومنتمياً بإمتياز فعليك أن :
-تسكّر ثمك ولو انداس عليك كل يوم من قبل أبسط موظف بالصحة او بأي دائرة.
-وأن تلهث حتى الرمق الأخير وتبيع الإرث المتواضع "قطعة الارض" إذا فيه طبعاًا وتتسلف من البنوك حتى يحصل ابنك على التعليم الذي هو حقه.
-ان تسكت وتحمد الله على الإستقرار حتى لو شاهدت السارقون المارقون الماردون على القانون يستحمون بالحليب وأنت لا تجد شربة ماء لأولادك لأشهر.
- ان تبقى تطبّل وتزمّر لموكب الكبار وتركض وراءهم لتحيّي إنجازاتهم العظيمة وقد إهترأت قدماك من الشوارع المهترئة المتهالكة الضيقة.
منْ يُهاجم الإعتصامات هم فئتين إما أصحاب الولاء الأعمى والذين وصفتهم قبل قليل أوكما ذكرت يا سيدي قوى الشد العكسي التي تسعى للحفاظ على سلطانها وإرثها وأموالها التي سرقتها من خزينة الدولة وليس بدافع الولاء للوطن وإنما الولاء للكرسي والثروة والجاه.
22-08-2011 03:12 PM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات