كلنا قد تابع أو شاهد أو تهادى لمسامعه ما يحدث في المملكة البريطانية الصديقة أو في مدن انجلترا العظيمة و التي
و بخلال مدة قصيرة جدا قد لا تتعدى الأسبوع قد ثارت فيها مدن كبرى خلف توتنهام.. كمانشيستر و ليفربول و غيرهم ولا أريد أن ابحث و احلل في أسباب تلك الثورة و لكن ما يعنيني فيها الآتي ..
فثورة تلك المدن قامت و بدون أي سابق إنذار .. و ثورة قامت بالشباب و الشياب ... ثورة لم تبدأ إلا و خلفت ورائها دمارا اقتصاديا هائلا و حرائق و تكسير و تعد على الأملاك و قتل و دم و صراعات مع الشرطة ,,,وووو
ثورة لم تكد تحبو إلا وضربتها حكومة كاميرون و ما دنا ..على رأسها و بيد من حديد و بدأ الوعد و التهديد و الوعيد..
ثورة لم يتهمها احد بأجندات خارجية ..ثورة ضد الفساد و المحسوبية و البطالة و العطالة ...و أمور لا تهمنا في الشرق الأوسط لأنها لم تقم انتصارا لثورات العرب أو لتحرير الأقصى ؟؟
وأما الشاهد في سردي لأحداث الانجليز .... فلاني أريد مقارنتها مع أحداث أردننا العزيز...
فشعبنا قام منذ شهور و لكنه لم يحرق و لم يكسر و لم يسرق و حتى انه بالأصل قام و لكن لم يثور ..
شعبنا رفع شعارات و رسومات و لوحات و أعلام عبر فيها عن وحدته ولحمته و مطالبه و بدون أقلام...
شعبنا ضرب بالمنقل و السلم و العصا و البسطار و لكن قبلها سقي الماء و العصير ؟؟ فلك أن تحتار..
شعبنا يريد مكافحة الفساد و محاربة المفسدين و الإصلاح السياسي و الاقتصادي .. و الله غني عن العالمين..
أما حكومتنا .. فصرحت بأنها مع الإصلاح ومع الحرية و لذلك اعتقلت و ضربت الصحفيين ... و أنها مع الهيكلة الجديدة لذلك عينت المستشارين...
و أنها ستفك عن الصحافة معصم الحديد فاتوا بقانون المطبوعات و النشر الجديد...
وان مسيرات الشعب كلفت الأمن العام و الدولة الملايين ..و أنها لن تنسى بل ستناضل لإعادة الفار ( خالد شاهين)..
و في النهاية و بالرغم من أن الانجليز حكمونا سنينا.. و قادوا جيشنا سنينا.. و دعمونا و وقعنا معهم الاتفاقيات من تشرشل إلى الاتفاقية الأردنية البريطانية الأولى و الثانية ثم الثالثة و إننا حلفائهم وان معظم قوانين دولتنا مستمدة منهم
و حيث أننا بالنسبة إليهم من العالم الثالث و أنهم هم أهل الحرية و الديمقراطية...
إلا أننا أثبتنا كأردنيين بأننا أهل الحضارة و الحرية و أننا أصحاب مبادئ.. و أهل ولاء و انتماء بحق و ليس مجرد شعارات و مناظرات أمام الإعلام..
و كلمة حق تقال.. وبالرغم من سلحفية سيرورة حكومتنا و عدم رضانا المطلق عن نهجها و انجازاتها التي لا تذكر ومع مطالبتنا لها بالرحيل ..إلا أن دولة البخيت و حكومته بعيد عن كاميرون و حكومته بألف ألف ميل...
ختاما .. أحبائي الكرام فلندعو جميعا...
حمى الله الأردن و الأردنيين ... من عين الانجليز و عين كل الحاسدين