مع احترامنا الكبير لتكية أم علي ، ولكنني لم أجد شيء يعبر عن حال التلفزيون الاردني سوى أنه عباره عن تكية ل1700 موظف أردني ، وهنا سوف أعيد ما قاله أحد مدراء مؤسسة الاذاعة والتلفزيون بعد أن تولى ادارتها إذ قال أن هناك 150 موظف في التلفزيون تحت مسمى سائق ، وهناك 300 موظف تحت مسمى عامل حديقة !!.
ويبدو أن كل من يستلم أدارة التلفزيون الاردني يصرح نفس التصريحات ، وكأنهم يتفاجئون بما يوجد على أرض الواقع ، وقبل عدة سنوات كان العمل والانتاج التلفزيوني سرا لايعلمه سوى عدد قليل من أهل الاختصاص ، والأن وبعد أن بلغت عدد المحطات التلفزيوينة الاردنية الخاصة أكثر من خمسة أتضحت الامور بشكل جلي .
إن ادارة محطة تلفزيونية لاتتطلب وجود هذا العدد الكبير من الموظفين والاجهزة والاستوديوهات ، والمذيعين ومعدي البرامج والمخرجين ، وكل هذا الجيش من الموظفين ، بل نجد على ارض الواقع محطات تلفزيوينة اردني تعمل بأقل من 2% من هذا العدد وتنافس التلفزيون الاردني بمحتوى برامجها وتنوعها .
وهنا لابد من الاشارة الى أن هذه التكية لاتكفي أبنائها لقمة عيشهم ونجدهم يتعاملون مع المحطات التلفزيوينة الخاصة بعد انتهاء الدوام وبراتب منخفض من أجل أن يستمروا في العيش ، وخصوصا طاقم المصورين ومهندسي الصوت والاضاءة والمخرجين ، وفي نفس الوقت علينا أن لاننسى قيمة المبالغ التي تدفع لمقدمي البرامج الذين يعملون من بيوتهم ورواتب كبار الموظفين .
ومن أكبر المفارقات في تكية التلفزيون الاردني أنه يمتلك أكثر من عربة بث مباشر ولا نجده يغطي أي اعتصام أو حدث يقع في الاردن من خلال البث المباشر ، سوى الاحتفالات الرسيمة ، ويكتفي بأن يبلغ الجمهور الاردني عن الحدث في المساء ، وكأن الزمان الذي نعيشه يعود لفترة السبعينيات من القرن الماضي ولسنا نعيش في القرن الواحد والعشرين .
وفجاءة ومن علم غيب تقوم الحكومة بدعم هذه التكية ب21 مليون دينار لتجديد الاجهزة وتحسين اداء التلفزيون على مدار سنتين قادمتين !، وهنا دعونا نوجه مجموعة من الاسئلة للحكومة الموقرة وجهازها المالي والاعلامي :
أولا : هل تم القيام بعمل جرد لموجودات التلفزيون الاردني من اجهزة تصوير واضاءة وصوت ومعدات مساندة ، وخصوصا تلك الاجهزة والمعدات التي توجد في المستودعات منذ سنين والتي توجد داخل غرف مغلقة لايعلم بها سوى من يملك مفتاحها ؟
ثانيا : هل بهذه ال21 مليون دينار سيتم شراء عقول وافكار لإعادة الحياة لهذا الجهاز الاعلامي الحكومي ، أم ان حكومتنا والقائمين على الاعلام بها وجدوا أن الحل في إعطاء النقود وانتظار أن يحدث تغيير؟ .
ثالثا: هل سيبقى ال1700 موظف كما هم أم سيتم اعادة هيكلة لهم وإحالة من لالزوم له للتقاعد ؟
رابعا : ما هو حجم النفوذ المناطقي والعشائري المتواجد الان داخل جهاز التلفزيون الاردني وخطوطه الممتده مع الحكومة للحد الذي تم اقرار الدعم في ليلة لايوجد بها ضوء قمر ، وبعد يومين من تصريحات مدير التلفزيون عن حجم المصاريف من الرواتب مقارنة بميزانية هذه الجهاز الاعلامي الحكومي؟
واخيرا وهنا الله فقط هو من وراء القصد ، هل سيتم إحداث تغيير بعد كل ما سبق أم أم ستبقى الامور كما هي عليه إلى أن يغير الله الحكومة بحكومة أخرى ؟