نِيْتُه عاطلة
بعد أن صلّى أبو اسماعين الفجر، ساق بقرته وركب دابته كي يسرح بهما في أرض الله الواسعة. وفي الطريق اعترضه جاره أبو جْعرّان طالبا منه أن يأخذ معه ابنه الذي لم يتجاوز الرابعة أو الثالثة عشر من العمر ليسرح بما يمتلكه أبو جعران من طرش وخراف، فوافق أبو اسماعين على الفور؛ فالجار للجار. وركب ابن أبو جعران وراء أبو اسماعين على الحمارة التي لا تعرف الشكوى أركب عليها واحد أم اثنان فالحالتان سواء!!
وفي الطريق، مدّ الغلام يده صوب جيب سروال أبو اسماعين، فتوجس خيفة ونظر إلى الغلام نظرة شكّ، ولكن ما لبث أبو اسماعين إلا أن تراجع قائلا: اللهم اخزك ياشيطان! فالغلام صغير السن، وما زال تحت العقل. وما أن سارا قليلا حتى عاود الغلام محاولته لسرقة ما في جيب أبو اسماعين الذي التفت إلى الوراء غاضبا، فرأى البراءة والطهر في عيني ابن أبو جعران وهو مسبل جفنيه بخجل. فلام أبو اسماعين نفسه مرة أخرى مناجيا ذاته : بعده تحت العقل، ومش معقول يعرف هيك شغلات. وحثّ أبو اسماعين في السير حتى بعدت القرية عنهما، واختار أرضا معشوشبة ليستريح وتسرح دوابه ودواب ابن أبو جعران في أرض طيبة المأكل والمشرب ووارفة الظلّ.
وحاول أبو اسماعين أن يختلس غفوة ولكن حركات ابن أبو جْعِرّان لا تبشر بخير . وبعد أن يأس القاروط من أن يسرق أبو اسماعين خلسة، لجأ إلى أسلوب آخر؛ فقال: عمو أبو اسماعين، تشلح بنطلونك كي أعلقه لك على الشجرة! فنظر أبو اسماعين بحذر وشكّ متزايد لهذا العرض، ولكنه قال لنفسه: القاروط تحت العقل، وعيناه تقطران براءة وتقوى، ولكن حركاته ونطّاته تثير الريبة، ومع ذلك سأشلح البنطلون وأعطيه إياه، واشوف آخرتها لوين. و ما إن أمسك ابن أبو جعرّان بالبنطلون حتى سرقه بما فيه من نقود وولى هاربا.
فتابع أبو اسماعين الغلام بعينيه وهو في حسرة وندامة.
وقال: الآن، تأكدت أنّ نيته عاطلة.
بعد أن صلّى أبو اسماعين الفجر، ساق بقرته وركب دابته كي يسرح بهما في أرض الله الواسعة. وفي الطريق اعترضه جاره أبو جْعرّان طالبا منه أن يأخذ معه ابنه الذي لم يتجاوز الرابعة أو الثالثة عشر من العمر ليسرح بما يمتلكه أبو جعران من طرش وخراف، فوافق أبو اسماعين على الفور؛ فالجار للجار. وركب ابن أبو جعران وراء أبو اسماعين على الحمارة التي لا تعرف الشكوى أركب عليها واحد أم اثنان فالحالتان سواء!!
وفي الطريق، مدّ الغلام يده صوب جيب سروال أبو اسماعين، فتوجس خيفة ونظر إلى الغلام نظرة شكّ، ولكن ما لبث أبو اسماعين إلا أن تراجع قائلا: اللهم اخزك ياشيطان! فالغلام صغير السن، وما زال تحت العقل. وما أن سارا قليلا حتى عاود الغلام محاولته لسرقة ما في جيب أبو اسماعين الذي التفت إلى الوراء غاضبا، فرأى البراءة والطهر في عيني ابن أبو جعران وهو مسبل جفنيه بخجل. فلام أبو اسماعين نفسه مرة أخرى مناجيا ذاته : بعده تحت العقل، ومش معقول يعرف هيك شغلات. وحثّ أبو اسماعين في السير حتى بعدت القرية عنهما، واختار أرضا معشوشبة ليستريح وتسرح دوابه ودواب ابن أبو جعران في أرض طيبة المأكل والمشرب ووارفة الظلّ.
وحاول أبو اسماعين أن يختلس غفوة ولكن حركات ابن أبو جْعِرّان لا تبشر بخير . وبعد أن يأس القاروط من أن يسرق أبو اسماعين خلسة، لجأ إلى أسلوب آخر؛ فقال: عمو أبو اسماعين، تشلح بنطلونك كي أعلقه لك على الشجرة! فنظر أبو اسماعين بحذر وشكّ متزايد لهذا العرض، ولكنه قال لنفسه: القاروط تحت العقل، وعيناه تقطران براءة وتقوى، ولكن حركاته ونطّاته تثير الريبة، ومع ذلك سأشلح البنطلون وأعطيه إياه، واشوف آخرتها لوين. و ما إن أمسك ابن أبو جعرّان بالبنطلون حتى سرقه بما فيه من نقود وولى هاربا.
فتابع أبو اسماعين الغلام بعينيه وهو في حسرة وندامة.
وقال: الآن، تأكدت أنّ نيته عاطلة.
تعليقات القراء
أكتب تعليقا
تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه. - يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع |
|
الاسم : | |
البريد الالكتروني : | |
التعليق : | |