جراسا -

وليد شنيكات - تسود حالة من الاحباط والاستياء الشديد بين أوساط الطلبة الأردنيين في الجامعات السورية من فشل الحكومة في ايجاد حل لأزمتهم التي دخلت الآن في مرحلة مقلقة للإهالي والطلبة, تماما مثلما يحدث للطلبة الأردنيين في اليمن وليبيا.

هناك حوالي 204 طلاب أردنيين يدرسون في مختلف الجامعات السورية معظمهم عاد بعد تردي الأوضاع الأمنية والمعيشية مما يفرض على الحكومة تدخلا عاجلا لإنقاذ مستقبل وحياة هؤلاء الطلبة وبالتالي قبولهم في جامعاتها بدلا من حالة الترقب والانتظار, فمنذ أسابيع ووزارة التعليم العالي تؤكد بأن قبولهم في الجامعات الأردنية بات مضمونا غير أنها مسألة وقت ليس أكثر, وهو ما جعل الطلبة ينتفضون على حالة الاسترخاء التي تطغى على الحكومة, بينما مستقبل الطلبة مهدد.

تؤكد المعلومات الواردة من وزارة التعليم العالي أن القرار الأكاديمي بشأن قبول هؤلاء الطلبة في الجامعات الرسمية الأردنية قد اتخذ في وقت سابق, بيد أن القرار السياسي في مجلس الوزراء هو الذي يعطل مسألة قبولهم, وهو ما يطرح تساؤلات عديدة عن أسباب تأخر صدور القرار خاصة مع اقتراب الموعد المقرر على بداية العام الجامعي الجديد.

ولم تعلن وزارة التعليم العالي حتى الآن عن اية قرارات واضحة تجاه التحاق الطلبة لدى الجامعات الاردنية حيث ان جميعها اتجهت ومنذ بداية الازمة الى ان الوزارة ستنتظر الى حين ظهور امور جامعات الطلبة في مناطق الازمات لتقرر فيما اذا كان من الممكن التحاق الطالب في الجامعات الاردنية لاستكمال دراسته بالتخصص الذي يدرس به, مكتفية بأنها قامت في وقت سابق باستدعاء الطلبة الدارسين في الجامعات السورية او أي من اولياء امورهم للتسجيل اما لدى الوزارة او لدى أي من المستشارين الثقافيين في الجامعات القريبة من سكناهم من اجل حصر الاعداد والبدء بترتيب امورهم وفقا لاستيعاب الجامعات الاردنية بداية الفصل الجامعي المقبل.

وفيما يستغرب الطلبة وأهاليهم من حالة التردد التي تسيطر على الحكومة بشأن قبولهم, نجد أن هناك دولا عربية مثل الكويت والسعودية قررت قبل أسابيع عودة طلبتها الى جامعاتها حفاظا على حياتهم ومستقبلهم الدراسي وهو ما بخلت به الحكومة هنا مؤكدين أن جامعات سورية أغلقت ابوابها أمامهم خلال الشهور الماضية بعد تعذر الوصول اليها وتزايد حالة الفراغ الأمني التي تهدد حياتهم, فيما يؤكد وزير التعليم العالي الدكتور وجيه عويس في تصريحات سابقة انه في حال لم تهدأ الاوضاع في المنطقة وتعذر على أي طالب التوجه لجامعته في ليبيا أو اليمن أو سورية, فان الجامعات الاردنية مفتوحة لهم جميعا ضمن ترتيب سيتم إجراؤه مطلع الفصل الجامعي الاول المقبل.

وقال عويس ان الوزارة تتابع مع المستشارين الثقافيين في كل من سورية واليمن وتطمئن على مصلحة الطلبة هناك, مشيرا الى ان هناك نحو 300 طالب اردني يدرسون بالجامعات اليمينة وما يزالون على مقاعد الدراسة, من اصل 926 طالبا, كاشفا ان اعدادهم تتوزع بين 640 طالبا في الطب البشري وطالب واحد في الطب البيطري و62 طب اسنان و16 موزعين على تخصصات مختلفة و203 طلاب يدرسون الهندسة.

واوضح ان الوزارة معنية بكل طالب وستتخذ اجراءاتها النهائية قبل بدء العام الجامعي المقبل لترتيب امورها, إما بالعودة الى أماكن دراستهم او الدراسة بالجامعات الاردنية.

ويهدد الطلبة بالإعتصام أمام رئاسة الوزراء الأسبوع المقبل وليس أمام وزارة التعليم العالي كما فعل زملاؤهم في الجامعات اليمينة قبل ايام للضغط على الحكومة لإيجاد حل سريع لمشكلتهم, ومع ذلك لا تجد توسلاتهم آذانا صاغية, وعلى العكس هناك اصرار شديد على المماطلة والتسويف وهذا يتضح من تباين الصريحات الرسمية, ففي الوقت الذي أبلغ فيه أمين عام وزارة التعليم العالي أهالي الطلبة بانه لا مانع من قبول أبنائهم في الجامعات الأردنية الا أن مجلس الوزراء لم يتخذ قرارا بشأنهم حتى الآن.

(العرب اليوم)