صحوت من غفلتي , ما هذه الأصوات ؟ ضوضاء قرقعة طناجر وأواني مياه فارغة قلبت يمين ثم عدت شمال وعدت للنوم ثانية ثم تكررت نفس الأصوات , ما الذي يحدث الساعة الثانية صباحاً ؟ هل هو السحور لقد نمت وأنا متأكد بأنه ما يزال هناك أربعة أيام عن رمضان أم أنني نمت في سبات عميق , على كلاً لقد تناولت زجاجة من الماء وشربت حتى ارتويت احترازياً ليكون صيامي صحيحاً قبل أن أعرف ما الموضوع إذا كان فعلاً قد بداء شهر الصيام وتسألت ما سبب هذه الضوضاء , أصوات تعلو البيوت في الحي , الكل أفاق من نومه كبيراً وصغيراً , فتح خزانات المياه وإعادة إغلاقها بعصبية, رسائل على الهاتف النقال ( افتحي المسج شوفي شو فيه , اصحوا المية جاية ) أزحت الحرام بسرعة ونهضت كالمغمى عليه , لقد جاءت المياه بعد انحباس شهر وصعدت إلى أعلى الدرج جسمي يسبق رجليّ وفتحت خزانات المياه بسرعة لأجد أنه لم تصلني قطرة ماء ونظرت إلى جاري الذي يقف أيضاً على سطح منزله وقد طأطأ رأسه وكأنه فقد عزيزاً عليه وينتظرني لأقول لهً يسلم راسك العمر إلك , لم تصلنا وجيراني ولو قطرة ماء كوننا نسكن في منطقة مرتفعة نوعاً ما عن باقي الجيران وهناك من هم في أدنى الحي لهذا تأتيهم المياه قبلنا كونها تضخ انسيابياً وننتظرهم حتى يسقوا ويملؤوا كل إناء في البيت بعد امتلاء خزانات المياه والبئر وسقاية حديقة المنزل ...الخ ومنهم من يبيع المياه للموزعين بعد أن امتلأ بئره ونبقى ننتظر الفرج بعد أن يأخذ هؤلاء حاجتهم من المياه , ونتغذى بالمياه بالوقت الضائع ولا نتمكن من التعبئة بالشكل المطلوب مما يضطرنا لشراء المياه من الموزعين بواسطة التنكات الخاصة , ما هو الحل ؟ والأيام القادمة أصعب وهنالك نقص في المياه وزيادة في عدد السكان , هل هنالك خطط للحكومة لحل مشكلة مهمة جداً لا يستطيع أحداً الاستغناء عنها وان هنالك أبعاد إستراتيجية لهذا الموضوع , هل فكرت الحكومة ماذا سيحصل بعد خمسين عاماً ؟ سؤال نضعه أمام وزارة المياه والري والمختصين في هندسة المياه والبيئة , أرجو الإجابة عليه.