جراسا - امان السائح ونيفين عبد الهادي - قال وزير التعليم العالي والبحث العلمي الدكتور وجيه عويس إن الهم الاكبر لدى الوزارة هو مصلحة الطلبة الاردنيين أينما كانوا لا سيما في المناطق العربية التي تشهد أزمات في الفترة الحالية.

وأكد انه في حال لم تهدأ الاوضاع في المنطقة وتعذر على أي طالب التوجه لجامعته في ليبيا أو اليمن أو سوريا، فان الجامعات الاردنية مفتوحة لهم جميعا ضمن ترتيب سيتم إجراؤه مطلع الفصل الجامعي الاول المقبل.

وقال عويس ان الوزارة تتابع مع المستشارين الثقافيين في كل من سوريا واليمن وتطمئن على مصلحة الطلبة هناك، مشيرا الى ان هنالك نحو 300 طالب اردني يدرسون بالجامعات اليمينة وما يزالون على مقاعد الدراسة، من اصل 926 طالبا، كاشفا عن اعدادهم التي تتوزع بين 640 طالبا في الطب البشري وطالب واحد في الطب البيطري و62 طب اسنان و16 موزعين على تخصصات مختلفة و203 طلاب يدرسون الهندسة.

وأشار إلى أن المعلومات حول تهدئة الاوضاع وترتيب أمور الطلبة الاردنيين بالجامعات اليمنية جاءت من خلال تطمينات وزير التعليم العالي اليمني لدى زيارته للاردن، وأن الوزارة ستبقى على تواصل مع كافة المعنيين لمتابعة اوضاع الطلبة الاردنيين قبل بدء العام الجامعي.

واوضح ان الوزارة معنية بكل طالب وستتخذ اجراءاتها النهائية قبل بدء العام الجامعي المقبل لترتيب امورها، إما بالعودة الى أماكن دراستهم او الدراسة بالجامعات الاردنية.

وحول طلبة الجامعات الليبية قال عويس ان وضعهم اصبح الان ظاهرا ولا مجال لعودتهم الى جامعاتهم وسيتم حل مشكلتهم للالتحاق بالجامعات الاردنية مطلع العام الجامعي المقبل، اما طلبة الجامعات السورية فأشار عويس الى أن عددهم الاجمالي 3000 طالب وطالبة 200 طالب منهم فقط سجلوا لدى الوزارة بأنهم موجودون في الاردن ولم يطلبوا الالتحاق بالجامعات الاردنية، حيث ان دراستهم بالجامعات السورية كما تبدو الامور شبه مستقرة.

على الصعيد ذاته، يبدأ الطلبة الاردنيون الدارسون في الجامعات اليمنية صباح اليوم تنفيذ اعتصام مفتوح أمام الديوان الملكي، احتجاجا على قرار وزارة التعليم العالي بعودتهم لإكمال دراستهم في الجامعات اليمنية في (15/9) المقبل، رغم الظروف الأمنية السيئة هناك.

الطالب محمد (سنة سادسة طب) أكد لــ"الدستور" أن الطلبة لن يقبلوا بهذا القرار، وأنه يجب الالتزام بما وعدت به الوزارة قبل اشهر بالحاقهم بالدراسة في الجامعات الاردنية الرسمية، مشيرا الى أن الطلبة سيستمرون في اعتصامهم الى حين حل قضيتهم بقبولهم في الجامعات الاردنية.

والد الطالب علاء قال إن السفارة الاردنية في اليمن أكدت له أنه لا دوام في معظم الجامعات اليمنية، كما أن الجامعات التي التزمت بالدوام بقيت كليات الطب بها مغلقة، معتبرا أن الطلبة ليس أمامهم سوى الاعتصام المفتوح الذي سيبقى مستمرا الى حين نيل مطالبهم بدراسة آمنة.

الى ذلك، ناشد أهالي الطلبة رئيس الوزراء الدكتور معروف البخيت النظر في وضع أبنائهم، وتمكينهم من إكمال دراستهم الجامعية في الجامعات الاردنية الرسمية، رافضين إرسالهم الى اليمن نظرا لسوء الاوضاع الامنية هناك.

ورفض الاهالي والطلبة في مذكرة رفعوها الى رئيس الوزراء قرار وزارة التعليم العالي الالتحاق بجامعاتهم في اليمن، لافتين الى أن الاوضاع سيئة جدا ولا يوجد أي تحسن وفق ما أفادت به الوزارة.

وأكدوا أن الاوضاع في تدهور مستمر، وانه لا يوجد أي طالب من الطلبة الدارسين في اليمن سيلتحق بجامعته هناك بالمطلق.

وطالب الاهالي وزير التعليم العالي في مذكرتهم بالالتزام بما اعلن عنه قبل اسابيع بانه سيتم قبول الطلبة جميعهم في الجامعات الاردنية، مستنكرين التراجع عن القرار والطلب منهم العودة لليمن، رغم ما يراه الجميع من سوء في الاوضاع الامنية والسياسية وحتى التعليمية، وقالوا "ان عودة الطلبة تعني الزج بهم الى تهلكة لن يقبل بها أي ولي أمر".

ورأى الاهالي أن وضع الطلبة في اليمن يجب أن يكون له أولوية على أجندة وزارة التعليم العالي، لأن وضعهم الحالي أكثر خطورة من وضع الطلبة الدارسين في أي دولة من الدول التي تشهد اضطرابات أمنية، لا سيما أن وعودا جادة قدمت لهم بأنه سيتم معادلة شهاداتهم وقبولهم بالجامعات الرسمية، وعلى الوزارة الالتزام بهذه الوعود.

وأشار الأهالي في حديثهم لـ"الدستور" الى أنهم أبدوا استعدادهم في أن يلتحق أبناؤهم بالجامعات الاردنية ولو كان على نظام "الموازي" وبكلفة تعليمية مرتفعة، لكن مبدأ عودتهم الى اليمن مرفوض جملة وتفصيلا.

فايز المعايطة والد الطالب عروة، طالب الطب سنة أولى، رفض بالمطلق عودة ابنه الى اليمن، واعتبر الامر أقرب الى المستحيل، مضيفا "اليمنيون أنفسهم أصبحوا يهربون الآن من بلدهم لسوء الاوضاع الامنية بها، فكيف لنا أن نرسل أبناءنا الى هناك؟".

وتعجب المعايطة من قرار وزارة التعليم العالي الذي طلب من الطلبة الالتحاق بجامعاتهم في اليمن، "وكأن الوزارة تعيش في جزيرة معزولة لا ترى او حتى تسمع بما يحدث في الاراضي اليمنية، ووجود (75) ألف لاجئ هرب من اليمن مؤخرا حتى لا يتعرض للقتل".

واتفق والد الطالب علاء المحسيري مع المعايطة برفضه القاطع ارسال ابنه لليمن، مناشدا جميع الجهات الرسمية النظر بعين الرحمة لابنائهم، والاسراع بحل مشكلتهم مع قرب تقديم الطلبات الجامعية، حتى لو كان القبول سيكون في "الموازي".

واعتبر المحسيري أن القرار غير منصف ويجب التراجع عنه، لا سيما أن الطلبة كانوا قد تلقوا وعودا مؤكدة بأنه سيتم قبولهم في الجامعات الرسمية، وذلك مطلع ايلول، ليفاجؤوا بأن الامر لم يتحقق بل على العكس ازداد تعقيدا عندما طلبت الوزارة عودة الطلبة الى اليمن.

وشدد المحسيري على انه لن يكون هناك التزام بالمطلق من اي طالب بقرار التعليم العالي، وسيصر الطلبة على حقهم في اكمال دراستهم بالجامعات الرسمية الاردنية، ذلك ان الاوضاع في تدهور مستمر باليمن.
(الدستور)