مخاطر وآثار المخدرات الرقمية .. وماذا تعرف عنها؟
جراسا - قمر قعدان
تتصاعد التوجهات التكنولوجية لمراحل متطورة في شتى ميادين الحياة، تستهدف هذه التطورات الجيل الصاعد بهدف بناء مجتمع قائم على أساس التطور التكنولوجي، وتظهر تحديات عدة على المنهجية السليمة في تنشئة وبناء هذا المجتمع، إذ برزت من أعماق التطورات التكنولوجية مصطلح المخدرات الرقمية وهي عبارة عن ملف صوتي يتم إرساله إلى أشخاص يدمنون نوع معين من الموسيقى.
وبحسب دراسات سابقة أكد عدد من الخبراء والأطباء أن ظاهرة المخدرات الرقمية تؤثر في الحواس وتسيطر على الدماغ، ويتعرض الطفل أو المراهق المستمع لها لتشوش ذهني وفقدان في التركيز، ولها عدة مؤثرات سلبية على حياته الاجتماعية وتحصيله العلمي وصحته الجسدية والنفسية.
وعلى ضوء ما سبق بيانه، لوحظَ أهمية التعرف على تفاصيل الاجراءات القانونية لمدمن المخدرات الرقمية في الأردن، وكان لابد من اللجوء إلى الخبير الأمني العميد المتقاعد الدكتور عمار القضاة، الذي بيّن أن المخدرات الرقمية ليست مُجرَّمة بالقانون وبالتالي تأثيرها لا يشابه تأثير المخدرات التقليدية بمؤثراتها العقلية، إذ يشترط القانون دخول مادة مخدرة على جسم الانسان من خلال الشم أو الفم أو حقن الإبر.
وأوضح القضاة أن المخدرات الرقمية هي ملفات صوتية يتم إرسالها لمجموعة من الأشخاص وتعتمد في تأثيرها على اختلاف الذبذبات السمعية بين الأذن اليمنى والأذن اليسرى وتعتبر هذه الملفات الصوتية نوع معين من الموسيقى وقرع الطبول وأصوات غريبة يدخل الدماغ أثناء سماعها إلى حالة من محاولة التوازن السَمَعي فيصبح هناك إرهاق على الدماغ مؤثراً على الخلايا العصبية فيدخل حينها الدماغ في حالة من الهدوء والسكينة.
وأضاف القضاة أن موردوا الملفات الصوتية التي تحمل التأثيرات المذكورة سابقاً يهدفون إلى الترويج والكسب المادي من خلال بيع هذه الملفات لذلك أطلقوا عليها مُسمى المخدرات الرقمية ليستهدفون تحت هذا المُسمى أكبر شريحة ممكنة من المجتمع.
وأوضح القضاة أن تأثير هذا النوع من الإدمان يطابق تأثير إدمان الألعاب الرقمية كالببجي، ولا تحمل أي خطر مباشر على المُدمن إلا إذا استمر السلوك على المدى البعيد من الممكن أن تُحدث أمراض واضطرابات نفسية ولكن لا تؤدي بالمدمن إلى ارتكاب جريمة قتل.
وفيما يتعلق بتفاصيل التأثيرات النفسية على مُدمن المخدرات الرقمية أوضح الاستشاري في الطب النفسي والإدمان الدكتور عمر أسعد أن كل البشر لديهم ترددات صوتية معينة يستطيعون سماعها في الأوضاع الطبيعية وكل تردد صوتي يتجاوز أو يقل عن المقدار المعين من الهيرتز -أي وحدة قياس التردد - لا يستطيع الانسان أن يسمعها، مشيراً إلى أن هناك بعض هذه الترددات التي تؤثر على الناقل العصبي المسؤول عن مقدار إفراز مادة الدوبامين، يتم استعمال هذا التردد لاستخراج أغنية موسيقية تؤثر على إفراز هرمون الدوبامين بشكل مرتفع، تحمل هذه الأغنية تأثير المخدرات التقليدية.
أما عن الأضرار النفسية التي تلحق بمدمن المخدرات الرقمية أوضح أسعد أن أي ارتفاع بهرمون الدوبامين من الممكن أن يسبب الهلاوس والأوهام ومع استمرارية تعاطي هذه الجرعات المخدرة يدخل المدمن في حالة نفسية تُسمى بالذُهان وهو مرض الفِصام العقلي، فيصبح المدمن بهذه الحالة يتوهم أحداث غير حقيقية تؤثر على سلوكه الاجرامي ويصبح شخص عدائي على من حوله.
وأكد أسعد أن المخدرات الرقمية تختلف درجة تأثيرها باختلاف مدة استعمالها ونوعها، فهناك أنواع من الممكن تداولها على المواقع الالكترونية العادية، تأثيرها كجرعة أولية بسيط، بالمقابل يوجد أنواع لا يتم تداولها الا في الانترنت المظلم تحمل ذات تأثير المخدرات التقليدية ومن الممكن أنه من الجرعة الأولى لهذه المادة المخدرة أن تزيد من الضغط في الدم وتسبب تشنجات ودرجة إدمان عالية.
وأضاف أسعد أن المخدرات الرقمية التي يتم تداولها عبر المواقع الالكترونية في الانترنت المظلم تحمل ذات التأثيرات والمخاطر التي تحملها المخدرات التقليدية حتى وان كانت جرعة واحدة.
وذكر أسعد إحدى الحالات التي قام بعلاجها من إدمان المخدرات الرقمية وكانت الحالة لفتاة أدمنت المخدرات الرقمية عبر الانترنت المظلم إذ أقدمت على العلاج بعد أن دفعت مبالغ طائلة على إدمان هذه الأغاني وتعرضها للعديد من المشكلات كالابتزاز والتشهير بصورها والاستغلال، مٌضيفاً أن طبيعة العلاج كان من خلال أدوية علاجية معينة وإعادة تأهيل سلوكيات المٌدمن.
وبحسب موضع قضية المخدرات الرقمية على مستوى دولي، فإنه لم يتم إصدار قوانين رسمية تُجرم تداول أو إدمان المخدرات الرقمية بشكل رسمي، ولكن قامت دولتي الامارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية، باتخاذ بعض الاجراءات التي من شأنها توعية المجتمع حول مخاطر المخدرات الرقمية، وكان ذلك من خلال استعراض ورقة عمل تناولت الاستراتيجية الوطنية لمكافحة المخدرات الرقمية بدولة الامارات.
أما في السعودية أصدرت اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات عدة تحذيرات بشأن المخدرات الرقمية لما لها من مؤثرات نفسية خطيرة، واعتبرت السلطات السعودية أن أي نشاط يروج للمخدرات الرقمية يمكن أن يخضع للعقوبات المنصوص عليها في قوانين مكافحة المخدرات وذلك بموجب المادة (6) من نظام مكافحة الجرائم المعلوماتية والتي تنص على أن كل من ينشر للاتجار بالمخدرات، أو المؤثرات العقلية أو ترويجها أو طرق تعاطيها أو تسهيل التعامل معها، يعاقب بالسجن مدة لا تزيد على خمس سنوات وبغرامة لا تزيد على ثلاثة ملايين ريال.
أقرّت الأردن مجموعة من القوانين والأنظمة التي من شأنها حماية المواطن من مخاطر شبكة الانترنت والتطور التكنولوجي، وعلى الرغم من التطور التكنولوجي المستمر إلا أنه يتوجب على المُشرع الأردني تجريم أي موّرد للمخدرات الرقمية نظراً للأضرار الوخيمة التي تظهره على المُدمن.
وفيما يتعلق بعدم تسجيل أي جريمة قتل أو عنف تحت مُسمى المخدرات الرقمية، إلا أنه ليس سبباً كافياً لعدم تجريمه في القانون فمن الممكن أن يكون مُدمن المخدرات الرقمية قد أصيب بالأمراض النفسية التي ذكرها الخبير النفسي سابقاً مما يجعله سبباً كافياً لارتكاب جريمة عنف أو قتل تحت مسمى مرض الذُهان أو الفِصام العقلي وهو بالأساس يعود سبب المرض لإدمان المخدرات الرقمية.
قمر قعدان
تتصاعد التوجهات التكنولوجية لمراحل متطورة في شتى ميادين الحياة، تستهدف هذه التطورات الجيل الصاعد بهدف بناء مجتمع قائم على أساس التطور التكنولوجي، وتظهر تحديات عدة على المنهجية السليمة في تنشئة وبناء هذا المجتمع، إذ برزت من أعماق التطورات التكنولوجية مصطلح المخدرات الرقمية وهي عبارة عن ملف صوتي يتم إرساله إلى أشخاص يدمنون نوع معين من الموسيقى.
وبحسب دراسات سابقة أكد عدد من الخبراء والأطباء أن ظاهرة المخدرات الرقمية تؤثر في الحواس وتسيطر على الدماغ، ويتعرض الطفل أو المراهق المستمع لها لتشوش ذهني وفقدان في التركيز، ولها عدة مؤثرات سلبية على حياته الاجتماعية وتحصيله العلمي وصحته الجسدية والنفسية.
وعلى ضوء ما سبق بيانه، لوحظَ أهمية التعرف على تفاصيل الاجراءات القانونية لمدمن المخدرات الرقمية في الأردن، وكان لابد من اللجوء إلى الخبير الأمني العميد المتقاعد الدكتور عمار القضاة، الذي بيّن أن المخدرات الرقمية ليست مُجرَّمة بالقانون وبالتالي تأثيرها لا يشابه تأثير المخدرات التقليدية بمؤثراتها العقلية، إذ يشترط القانون دخول مادة مخدرة على جسم الانسان من خلال الشم أو الفم أو حقن الإبر.
وأوضح القضاة أن المخدرات الرقمية هي ملفات صوتية يتم إرسالها لمجموعة من الأشخاص وتعتمد في تأثيرها على اختلاف الذبذبات السمعية بين الأذن اليمنى والأذن اليسرى وتعتبر هذه الملفات الصوتية نوع معين من الموسيقى وقرع الطبول وأصوات غريبة يدخل الدماغ أثناء سماعها إلى حالة من محاولة التوازن السَمَعي فيصبح هناك إرهاق على الدماغ مؤثراً على الخلايا العصبية فيدخل حينها الدماغ في حالة من الهدوء والسكينة.
وأضاف القضاة أن موردوا الملفات الصوتية التي تحمل التأثيرات المذكورة سابقاً يهدفون إلى الترويج والكسب المادي من خلال بيع هذه الملفات لذلك أطلقوا عليها مُسمى المخدرات الرقمية ليستهدفون تحت هذا المُسمى أكبر شريحة ممكنة من المجتمع.
وأوضح القضاة أن تأثير هذا النوع من الإدمان يطابق تأثير إدمان الألعاب الرقمية كالببجي، ولا تحمل أي خطر مباشر على المُدمن إلا إذا استمر السلوك على المدى البعيد من الممكن أن تُحدث أمراض واضطرابات نفسية ولكن لا تؤدي بالمدمن إلى ارتكاب جريمة قتل.
وفيما يتعلق بتفاصيل التأثيرات النفسية على مُدمن المخدرات الرقمية أوضح الاستشاري في الطب النفسي والإدمان الدكتور عمر أسعد أن كل البشر لديهم ترددات صوتية معينة يستطيعون سماعها في الأوضاع الطبيعية وكل تردد صوتي يتجاوز أو يقل عن المقدار المعين من الهيرتز -أي وحدة قياس التردد - لا يستطيع الانسان أن يسمعها، مشيراً إلى أن هناك بعض هذه الترددات التي تؤثر على الناقل العصبي المسؤول عن مقدار إفراز مادة الدوبامين، يتم استعمال هذا التردد لاستخراج أغنية موسيقية تؤثر على إفراز هرمون الدوبامين بشكل مرتفع، تحمل هذه الأغنية تأثير المخدرات التقليدية.
أما عن الأضرار النفسية التي تلحق بمدمن المخدرات الرقمية أوضح أسعد أن أي ارتفاع بهرمون الدوبامين من الممكن أن يسبب الهلاوس والأوهام ومع استمرارية تعاطي هذه الجرعات المخدرة يدخل المدمن في حالة نفسية تُسمى بالذُهان وهو مرض الفِصام العقلي، فيصبح المدمن بهذه الحالة يتوهم أحداث غير حقيقية تؤثر على سلوكه الاجرامي ويصبح شخص عدائي على من حوله.
وأكد أسعد أن المخدرات الرقمية تختلف درجة تأثيرها باختلاف مدة استعمالها ونوعها، فهناك أنواع من الممكن تداولها على المواقع الالكترونية العادية، تأثيرها كجرعة أولية بسيط، بالمقابل يوجد أنواع لا يتم تداولها الا في الانترنت المظلم تحمل ذات تأثير المخدرات التقليدية ومن الممكن أنه من الجرعة الأولى لهذه المادة المخدرة أن تزيد من الضغط في الدم وتسبب تشنجات ودرجة إدمان عالية.
وأضاف أسعد أن المخدرات الرقمية التي يتم تداولها عبر المواقع الالكترونية في الانترنت المظلم تحمل ذات التأثيرات والمخاطر التي تحملها المخدرات التقليدية حتى وان كانت جرعة واحدة.
وذكر أسعد إحدى الحالات التي قام بعلاجها من إدمان المخدرات الرقمية وكانت الحالة لفتاة أدمنت المخدرات الرقمية عبر الانترنت المظلم إذ أقدمت على العلاج بعد أن دفعت مبالغ طائلة على إدمان هذه الأغاني وتعرضها للعديد من المشكلات كالابتزاز والتشهير بصورها والاستغلال، مٌضيفاً أن طبيعة العلاج كان من خلال أدوية علاجية معينة وإعادة تأهيل سلوكيات المٌدمن.
وبحسب موضع قضية المخدرات الرقمية على مستوى دولي، فإنه لم يتم إصدار قوانين رسمية تُجرم تداول أو إدمان المخدرات الرقمية بشكل رسمي، ولكن قامت دولتي الامارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية، باتخاذ بعض الاجراءات التي من شأنها توعية المجتمع حول مخاطر المخدرات الرقمية، وكان ذلك من خلال استعراض ورقة عمل تناولت الاستراتيجية الوطنية لمكافحة المخدرات الرقمية بدولة الامارات.
أما في السعودية أصدرت اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات عدة تحذيرات بشأن المخدرات الرقمية لما لها من مؤثرات نفسية خطيرة، واعتبرت السلطات السعودية أن أي نشاط يروج للمخدرات الرقمية يمكن أن يخضع للعقوبات المنصوص عليها في قوانين مكافحة المخدرات وذلك بموجب المادة (6) من نظام مكافحة الجرائم المعلوماتية والتي تنص على أن كل من ينشر للاتجار بالمخدرات، أو المؤثرات العقلية أو ترويجها أو طرق تعاطيها أو تسهيل التعامل معها، يعاقب بالسجن مدة لا تزيد على خمس سنوات وبغرامة لا تزيد على ثلاثة ملايين ريال.
أقرّت الأردن مجموعة من القوانين والأنظمة التي من شأنها حماية المواطن من مخاطر شبكة الانترنت والتطور التكنولوجي، وعلى الرغم من التطور التكنولوجي المستمر إلا أنه يتوجب على المُشرع الأردني تجريم أي موّرد للمخدرات الرقمية نظراً للأضرار الوخيمة التي تظهره على المُدمن.
وفيما يتعلق بعدم تسجيل أي جريمة قتل أو عنف تحت مُسمى المخدرات الرقمية، إلا أنه ليس سبباً كافياً لعدم تجريمه في القانون فمن الممكن أن يكون مُدمن المخدرات الرقمية قد أصيب بالأمراض النفسية التي ذكرها الخبير النفسي سابقاً مما يجعله سبباً كافياً لارتكاب جريمة عنف أو قتل تحت مسمى مرض الذُهان أو الفِصام العقلي وهو بالأساس يعود سبب المرض لإدمان المخدرات الرقمية.
تعليقات القراء
أكتب تعليقا
تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه. - يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع |
|
الاسم : | |
البريد الالكتروني : | |
التعليق : | |