زيد الرفاعي .. عندما يَستَحيلُ الرثاءُ!


جراسا -

محرر جراسا

مَتى يَستَحيلُ الرثاءُ؟
ربّما هيَ جُملة تَفرضُ نَفسها على القريحةِ حينَ يكونُ الفقدُ أكبر من حجمِ الكلمات والمعاني!

تمامًا مثلما يحاولُ القلم - مَهما اجتهد - بلوغ الوصف، ومحاولة الارتقاء لرجلٍ بحجم كوكب!، ونَخلَة أردنية سامقة، شاءَت الأقدارُ أن ترحلَ بالأمس، لكنَ جُذورها تَأبى إلا أن تظلَ ضاربةً في ثَرى الوطن الطهور، وسعافها تظلُّ تظلّل الأردن جيلًا بعد جيل، بعد جيل!

كيفَ يُرثى رجل بحجمِ زيد الرفاعي يا ترى؟ والرثاءُ لا يفي المخلصين لاوطانهم حقهموا، ولا تطاوعُ القصيدة الرثاء!

هل يُرثى نهرٌ من العطاء؟ هل يُرثى الولاءُ للأردن، وهل يُرثى الوفاء والانتماءُ؟

خَيّم الحزنُ على حبيبتكَ عَمانُّ بعد رحيلكَ يا أبا سمير.. وسالت مدامع الأردنُ عليكَ وكيف؟ من قالَ أنّ الأوطان لا تبكي حينَ يرحلُ عنها المخلصونَ الأوفياءُ؟!

شَيّعكَ الأردنُّ يا فقيدَ الأردن الكبير، ولكَ عندهُ عهدٌ، ألا ينساكَ فيه الوطنيونَ الشرفاءُ!

كان أبا الحسين، بشموخهِ الذي يَنحني لهُ الشموخُ تواضعًا؛ يقفُ على ضريحكَ والدمعُ يُغرغرُ في عينيهِ حُزنًا عليك..

وكانَ الحُسينُ، نَصلًا هاشميًا ممشوقًا حول أبيه!
يَتلوان عَليكَ سورةَ الفاتحة، يدعوانِ لكَ يا فقيدَ الأردن بالرحمةِ والمغفرة، يستودعانك أمانة في الثرى الذي عشقت، واشتاقَ اليك.. فالتقيتما، وتعانقتما، وسَجاك فيه، فَثرى الأردن يعرفُ رجاله الأوفياء جيدًا يا أبا سمير!

أيعدد القلم المناقِب فيكَ وأنتَ المناقب؟ أم يَسترسل في تدوين تاريخك مع الأردن، وأنتما، أعرف بِبعضكما من بوح المداد والأقلام والكتابة والخواطر!

يا من نَذرت نَفسكَ فدوى للأردن، وللهواشمِ الغرّ طوعًا وحبًا، ونذرتَ نسلك خلفكَ لهموا؛ وهل أعظم من هذا نذرا؟

سَيبقى اسمك خالدًا في تاريخ الأردن أيها الراحل الكبير، ولن تغيب شمسك عن سماء بلادنا،
ولا حُروف مدادنا، ولن نفيكَ حقك مهما أسعفتنا القريحة.

عزاؤنا فيك.. إرثًا وطنيًا كبيرًا تركته لنا، لننهل منه خلفك، وبَوصلة رِفاعية، لم تَحد يومًا عن هوى الأردن، ولن تَحيد..

و‏"عَزاؤنـا أنَّها دُنيـا نُوَدِّعُهَا.. وَكُلُّ مَن سَارَ فَوقَ الأَرضِ مُرتَحِلُ"..

عزاؤنا بزيد، في أبي زيد ..
فالذي أنجب مثله، محال أن يموت!



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات