أبو رُغال وأحفادُه الجدد عَبر فضائية الجزيرة
لقد أصبح الكذب عند كثير من وسائل الإعلام مظهرا جليا من مظاهر قلب الحقائق وتقديمها بصورة مغايرة للواقع، ولعل أول مغالطة أو محاولة لقلب الحقائق قام بها الشيطان عندما رفض الانصياع لأوامر الخالق بالسجود لآدم - عليه السلام - بحجة انه مخلوق من نار، والنار أفضل من الطين، ولا أدري كيف استخلص فكرة أفضلية النار على الطين ؟! وظل قلب الحقائق مستمرا منذ ذلك الزمان إلى الآن , وسيظل حتى قيام الساعة .
وقد تطور هذا الفن في عصرنا الحالي بشكل مذهل , بفضل قناة الجزيرة ومدير مكتبها في عمان المدعو ياسر أبو هلالة لصياغتهم الإخبار بالشقلوب .
شواهدُ كذبِ هؤلاء في تقاريرهم عن المملكة وافتراءاتهم على الوطن والمواطنين تضيق عن الحصر، وامتلأت بها أضابير المهتمين والمتخصصين. المهم أن ندرك أن هؤلاء المراسلين أصبحوا معول هدم للقيم والثوابت... لا أبالغ فعلاً عندما أقول أصبحوا بوقاً ينهق فيه هؤلاء .
إنهم لم يُوجَدُوا حباً لبلادنا أو خدمة لنا ، أو للبحث عن مادة إعلامية موضوعية وصادقة، بل هم يرومون تحقيق غاياتٍ وأهدافٍ محددةٍ , تخدم توجُّهاتٍ شخصيةً، أو مؤسسات فكرية، ، أو لوبيات سياسية ذات أهداف غير نبيلة .
العرب قبل الإسلام , كانت ترى في العمالة خيانة للوطن , وجرما يستحق صاحبه الرجم، وقد جاء في سيرة ابن هشام - رحمه الله - أن أبرهة بنى كنيسة وأراد أن يصرف العرب إليها، ، فعزم أبرهة على هدم الكعبة وسيّر لذلك جيشا وخرج معه بالفيل، حتى وصل الطائف فخرج إليه \"مسعود بن متعب \" فقال له: أيها الملك، إنما نحن عبيدك سامعون لك مطيعون، ونحن نبعث معك من يدُّلك، فبعثوا معه أبا رغال يدلُّه على الطريق إلى مكة، وفي الطريق مات أبو رغال فرجمت العرب قبره. فهو قبره الذي يرجمه الناس بالمغمّس .
فهل يعيد التاريخ نفسه ؟ ! ما أشبه الليلة بالبارحة !
أبو رغال أراد هدم الكعبة و ياسر أبو هلالة أراد حرق عمان إنهما وجهان لعملة واحدة . وصدق الله العظيم إذ يقول : \" فَاسْتَمْتَعْتُمْ بِخَلاقِكُمْ كَمَا اسْتَمْتَعَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ بِخَلاقِهِمْ وَخُضْتُمْ كَالَّذِي خَاضُوا أُولَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ (التوبة 69 (
ولمن يريد أن يستدل عليهم ليقرأ ما كتبه فيهم الشاعر د.عثمان مكانسي في قصيدته \"أبورِغــال\" حيث يقول :
أَلَسْـتَ تدْري ـ يا أخي ـ أنّ أبا رِغالْ
فيما مضى كان فريـداً
لا يُـرى لهُ مثالْ
لم يرضَ \" مُشْـرِكٌ \" سواه أن يكونْ
في زمرةِ التَّهـريجِ والْعبيدِ والأنْذالْ
أنَّى التـفَتَّ لليمينِ للشِّـمالْ
وجدْتَ فينا ـ ويْــحهُم ـ ألفَ أبي رِغالْ
يُدْلـونَ بالرَّأيِ الْعـقيمِ ويدَّعُـونْ حُسْـنَ المقالْ
وكلُّهمْ أبو رِغالْ
فإذا كان التاريخ القديم للعرب لم يعرف سوى أبي رغالين اثنين فإنه ليحزننا أن نرى الآن رغالين كثر! قد تناسخا في ألف ألف أبي رغال كلهم تراهم هناك يرقصون رقصة الشيطان فوق جراحاتنا , وهم في حقيقة حالهم قد ارتهنوا لأسيادهم وصاروا أدوات لهم , يصرفونهم في الإساءة لأوطانهم كيفما شاءوا, ومن ورائهم من يعرض ويحرض , وقد تجلَّوا بعار العمالة وتلبسوا بجرم الجناية . بدءا من محاولة الاعتداء على البيت الحرام قبل ظهور الإسلام متناسخا بعد ظهور الإسلام في مُؤَامَرَةُ ابْنِ العَلْقَمِيِّ الذي تآمر على بغداد فأدخل جيش التتر بغداد ووضعوا السيف في أهلها، وقتلوا الخليفة وابنه قتلة شنيعة، وأفسدوا أشدَّ الفساد. ثم دعا هولاكو بابن العلقمي ليكافئه، فحضر بين يديه، فوبخه على خيانَتِه لسيّده الذي وثِق به، ثم قال: \"لو أعطيناك كلَّ ما نملك ما نرجو منك خيرًا، فما نرى إلا قتلَك\"، فقتِل شرَّ قِتلة، [ وَلاَ يَحِيقُ ٱلْمَكْرُ ٱلسَّيّئ إِلاَّ بِأَهْلِهِ [فاطر: 43
العميل يبقى ذليلا قميئا ولو وضعوا على رأسه كل تيجان العالم، ويبقى صغيرا واطيا مهما نفخوا في أوداجه وجعلوه رئيسا أو مديرا أو وزيرا.... ذات يوم أراد أحدهم أن ينافق نابليون، فنقل إليه أسرارا عسكرية حيوية عن استعدادات جيش بلاده، استقبلها نابليون بسرور بالغ، وقد ساهمت هذه الأسرار فيما بعد في تحقيق الانتصار له في الحرب، وبعد الانتصار، استقبل نابليون ذلك الرجل بجفاء، وأخذ كيسا من المال وألقاه إليه دون أن يترجل عن ظهر حصانه، فقال له المنافق: لا حاجة بي إلى المال، وأمنيتي هي أن أصافح الإمبراطور، فقال له نابليون: من يخون وطنه وينافق أعداءه على حساب مواطنيه له المال فقط، أما يد الإمبراطور فإنها لا تصافح إلا الأشراف المخلصين.
والسؤال الأهم هو: ماذا علينا أن نفعل للحد من هذا الكذب المتعمّد والتشويه المقصود لوطننا وحياتنا الاجتماعية الذي دأب هؤلاء المراسلون على ممارسته في وسائل إعلامهم؟
تتبادر إلى الذهن خطوات عجلى ، أهمها :
1- أن لا نبالغ في الاحتفاء بهم ، أو أن نمنحهم أهمية أكبر مما يستحقونها. لأنهم لا يعملون لخدمتنا، بل لتحقيق مصالحهم، وقد لمست شخصياً أنّ هناك من بالغ في الاحتفاء بهم، وأنزلهم منازل لا يستحقونها، وبالغ في خدمتهم، والتودد لهم , وطلب الصفح منهم , وأظهر لهم مشاعر توحي بنعمتهم علينا، وهي رسالة أوحت لهم بـ (الدونية) التي جعلتهم يكتبون عنا من منطلق معادلة (القوي والضعيف)، وما تحمله من انبهار الضعيف بشخصية القوي، وإعجابه به، وخنوعه له!!
هؤلاء الصغار لا يرعوون عن ذلك إلّا إذا وجدوا أوفياء يقفون في طريقهم ، ويحولون بينهم وبين مآربهم الدنيَئة، وممارساتهم السيِّئة، وأهدافهم الخسيسة. ( ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الأرض ولكنَّ الله ذو فضل على العالمين).
2- - المساءلة القانونية للمراسل إذا نُشر تقريره بطريقة مخالفة للحقيقة . وهذا حق مقدّس عندهم، فلا يجب أن نتردّد في ممارسته كما يفعلون.
4- هناك بعض المراسلين من تكون في جعبتهم حزمة من التهم الجاهزة والأباطيل الكاذبة عن بلدنا ومجتمعنا، فيجب أن لا نقف من ادعاءاتهم موقف المُقرّ بها أو المُبرّر لوجودها، بل يجب اتخاذ موقف المدافع والمفنّد للشبهات والأباطيل .
إن ما يحدث الآن في فضائية الجزيرة والدور الذي يقوم به الآن « ياسر ابو هلالة» هو الدور نفسه الذي كان يقوم به « ابو رغال »، فكم من « ابو رغال » صنعوه ، وكم من \"ابن العلقمي \" ناصروه ؟!
حقا... ما أشبه الليلة بالبارحة !
وفي الختام لا يفوتني أن أسجل اعتراضي ورفضي المطلق أولا : لتصريحات وزير الداخلية واستخدام مفردة إسقاط النظام حيث انه من المعلوم انه لا احد في الاردن يقكر في ذلك مطلفا وثانيا : للمعاملة الخشنة وغير الحضارية التي تعرض لها الصحفيون والمواطنون , والتبريرات غير المسؤولة والمقبولة من أبواق الحكومة , حتى لا يظن متربص أنني مع القمع وحجر الحريات وتقييد الصحافة والبطش بالكلمة الحرة النزيهة .
Montaser1956@hotmail.com
لقد أصبح الكذب عند كثير من وسائل الإعلام مظهرا جليا من مظاهر قلب الحقائق وتقديمها بصورة مغايرة للواقع، ولعل أول مغالطة أو محاولة لقلب الحقائق قام بها الشيطان عندما رفض الانصياع لأوامر الخالق بالسجود لآدم - عليه السلام - بحجة انه مخلوق من نار، والنار أفضل من الطين، ولا أدري كيف استخلص فكرة أفضلية النار على الطين ؟! وظل قلب الحقائق مستمرا منذ ذلك الزمان إلى الآن , وسيظل حتى قيام الساعة .
وقد تطور هذا الفن في عصرنا الحالي بشكل مذهل , بفضل قناة الجزيرة ومدير مكتبها في عمان المدعو ياسر أبو هلالة لصياغتهم الإخبار بالشقلوب .
شواهدُ كذبِ هؤلاء في تقاريرهم عن المملكة وافتراءاتهم على الوطن والمواطنين تضيق عن الحصر، وامتلأت بها أضابير المهتمين والمتخصصين. المهم أن ندرك أن هؤلاء المراسلين أصبحوا معول هدم للقيم والثوابت... لا أبالغ فعلاً عندما أقول أصبحوا بوقاً ينهق فيه هؤلاء .
إنهم لم يُوجَدُوا حباً لبلادنا أو خدمة لنا ، أو للبحث عن مادة إعلامية موضوعية وصادقة، بل هم يرومون تحقيق غاياتٍ وأهدافٍ محددةٍ , تخدم توجُّهاتٍ شخصيةً، أو مؤسسات فكرية، ، أو لوبيات سياسية ذات أهداف غير نبيلة .
العرب قبل الإسلام , كانت ترى في العمالة خيانة للوطن , وجرما يستحق صاحبه الرجم، وقد جاء في سيرة ابن هشام - رحمه الله - أن أبرهة بنى كنيسة وأراد أن يصرف العرب إليها، ، فعزم أبرهة على هدم الكعبة وسيّر لذلك جيشا وخرج معه بالفيل، حتى وصل الطائف فخرج إليه \"مسعود بن متعب \" فقال له: أيها الملك، إنما نحن عبيدك سامعون لك مطيعون، ونحن نبعث معك من يدُّلك، فبعثوا معه أبا رغال يدلُّه على الطريق إلى مكة، وفي الطريق مات أبو رغال فرجمت العرب قبره. فهو قبره الذي يرجمه الناس بالمغمّس .
فهل يعيد التاريخ نفسه ؟ ! ما أشبه الليلة بالبارحة !
أبو رغال أراد هدم الكعبة و ياسر أبو هلالة أراد حرق عمان إنهما وجهان لعملة واحدة . وصدق الله العظيم إذ يقول : \" فَاسْتَمْتَعْتُمْ بِخَلاقِكُمْ كَمَا اسْتَمْتَعَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ بِخَلاقِهِمْ وَخُضْتُمْ كَالَّذِي خَاضُوا أُولَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ (التوبة 69 (
ولمن يريد أن يستدل عليهم ليقرأ ما كتبه فيهم الشاعر د.عثمان مكانسي في قصيدته \"أبورِغــال\" حيث يقول :
أَلَسْـتَ تدْري ـ يا أخي ـ أنّ أبا رِغالْ
فيما مضى كان فريـداً
لا يُـرى لهُ مثالْ
لم يرضَ \" مُشْـرِكٌ \" سواه أن يكونْ
في زمرةِ التَّهـريجِ والْعبيدِ والأنْذالْ
أنَّى التـفَتَّ لليمينِ للشِّـمالْ
وجدْتَ فينا ـ ويْــحهُم ـ ألفَ أبي رِغالْ
يُدْلـونَ بالرَّأيِ الْعـقيمِ ويدَّعُـونْ حُسْـنَ المقالْ
وكلُّهمْ أبو رِغالْ
فإذا كان التاريخ القديم للعرب لم يعرف سوى أبي رغالين اثنين فإنه ليحزننا أن نرى الآن رغالين كثر! قد تناسخا في ألف ألف أبي رغال كلهم تراهم هناك يرقصون رقصة الشيطان فوق جراحاتنا , وهم في حقيقة حالهم قد ارتهنوا لأسيادهم وصاروا أدوات لهم , يصرفونهم في الإساءة لأوطانهم كيفما شاءوا, ومن ورائهم من يعرض ويحرض , وقد تجلَّوا بعار العمالة وتلبسوا بجرم الجناية . بدءا من محاولة الاعتداء على البيت الحرام قبل ظهور الإسلام متناسخا بعد ظهور الإسلام في مُؤَامَرَةُ ابْنِ العَلْقَمِيِّ الذي تآمر على بغداد فأدخل جيش التتر بغداد ووضعوا السيف في أهلها، وقتلوا الخليفة وابنه قتلة شنيعة، وأفسدوا أشدَّ الفساد. ثم دعا هولاكو بابن العلقمي ليكافئه، فحضر بين يديه، فوبخه على خيانَتِه لسيّده الذي وثِق به، ثم قال: \"لو أعطيناك كلَّ ما نملك ما نرجو منك خيرًا، فما نرى إلا قتلَك\"، فقتِل شرَّ قِتلة، [ وَلاَ يَحِيقُ ٱلْمَكْرُ ٱلسَّيّئ إِلاَّ بِأَهْلِهِ [فاطر: 43
العميل يبقى ذليلا قميئا ولو وضعوا على رأسه كل تيجان العالم، ويبقى صغيرا واطيا مهما نفخوا في أوداجه وجعلوه رئيسا أو مديرا أو وزيرا.... ذات يوم أراد أحدهم أن ينافق نابليون، فنقل إليه أسرارا عسكرية حيوية عن استعدادات جيش بلاده، استقبلها نابليون بسرور بالغ، وقد ساهمت هذه الأسرار فيما بعد في تحقيق الانتصار له في الحرب، وبعد الانتصار، استقبل نابليون ذلك الرجل بجفاء، وأخذ كيسا من المال وألقاه إليه دون أن يترجل عن ظهر حصانه، فقال له المنافق: لا حاجة بي إلى المال، وأمنيتي هي أن أصافح الإمبراطور، فقال له نابليون: من يخون وطنه وينافق أعداءه على حساب مواطنيه له المال فقط، أما يد الإمبراطور فإنها لا تصافح إلا الأشراف المخلصين.
والسؤال الأهم هو: ماذا علينا أن نفعل للحد من هذا الكذب المتعمّد والتشويه المقصود لوطننا وحياتنا الاجتماعية الذي دأب هؤلاء المراسلون على ممارسته في وسائل إعلامهم؟
تتبادر إلى الذهن خطوات عجلى ، أهمها :
1- أن لا نبالغ في الاحتفاء بهم ، أو أن نمنحهم أهمية أكبر مما يستحقونها. لأنهم لا يعملون لخدمتنا، بل لتحقيق مصالحهم، وقد لمست شخصياً أنّ هناك من بالغ في الاحتفاء بهم، وأنزلهم منازل لا يستحقونها، وبالغ في خدمتهم، والتودد لهم , وطلب الصفح منهم , وأظهر لهم مشاعر توحي بنعمتهم علينا، وهي رسالة أوحت لهم بـ (الدونية) التي جعلتهم يكتبون عنا من منطلق معادلة (القوي والضعيف)، وما تحمله من انبهار الضعيف بشخصية القوي، وإعجابه به، وخنوعه له!!
هؤلاء الصغار لا يرعوون عن ذلك إلّا إذا وجدوا أوفياء يقفون في طريقهم ، ويحولون بينهم وبين مآربهم الدنيَئة، وممارساتهم السيِّئة، وأهدافهم الخسيسة. ( ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الأرض ولكنَّ الله ذو فضل على العالمين).
2- - المساءلة القانونية للمراسل إذا نُشر تقريره بطريقة مخالفة للحقيقة . وهذا حق مقدّس عندهم، فلا يجب أن نتردّد في ممارسته كما يفعلون.
4- هناك بعض المراسلين من تكون في جعبتهم حزمة من التهم الجاهزة والأباطيل الكاذبة عن بلدنا ومجتمعنا، فيجب أن لا نقف من ادعاءاتهم موقف المُقرّ بها أو المُبرّر لوجودها، بل يجب اتخاذ موقف المدافع والمفنّد للشبهات والأباطيل .
إن ما يحدث الآن في فضائية الجزيرة والدور الذي يقوم به الآن « ياسر ابو هلالة» هو الدور نفسه الذي كان يقوم به « ابو رغال »، فكم من « ابو رغال » صنعوه ، وكم من \"ابن العلقمي \" ناصروه ؟!
حقا... ما أشبه الليلة بالبارحة !
وفي الختام لا يفوتني أن أسجل اعتراضي ورفضي المطلق أولا : لتصريحات وزير الداخلية واستخدام مفردة إسقاط النظام حيث انه من المعلوم انه لا احد في الاردن يقكر في ذلك مطلفا وثانيا : للمعاملة الخشنة وغير الحضارية التي تعرض لها الصحفيون والمواطنون , والتبريرات غير المسؤولة والمقبولة من أبواق الحكومة , حتى لا يظن متربص أنني مع القمع وحجر الحريات وتقييد الصحافة والبطش بالكلمة الحرة النزيهة .
Montaser1956@hotmail.com
تعليقات القراء
أنت تدين الصحفيين الذين وزعت عليهم ستر فسفورية لكي يعرفهم الأمن والدرك ويبدأ بهم، لأنه طالما هناك صحافة، هناك قيود على الفلتان والعنف.
فقمعت الصحافة، وأنت لا تدري ما الذي حدث لمن جاء يدلي برأيه حول ضرورة الإصلاح. هل رأيت بعض المقاطع عن الضرب المبرح على الشاشات؟ أكثر من ذلك بكثير حَدَثَ بعيدا عن أعين الصحفيين وكاميراتهم.
...............
(ياعبادي إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرمًا فلا تظالموا)
(ولا تحسبن الله غافلاً عما يعمل الظالمون إنما يؤخرهم ليوم تشخص فيه الأبصار)
............
و أنا أيضا أعتذر من متابعة التعليق على جراسا و أتهمها بعدم .......
وقد افردت مقالا خاصا عما تعرض له معتصوا 24 اذار في معظم الصحفب بعنوان الوحدة الوطنية بين المطرقة والسندان ارجو من الاخوة قراءة ما كتبب واذالاخوة في جراسا قاموا بنشر المقال فأنا لهم من الشاكرين وهذا نصه :يملؤني الأسى والحزن وأنا اسطر هذه الكلمات فهناك من يصر ان يجعل وجوهنا في الحائط ولا يريد ان يفهم او يسمع طالما أن رأيا مخالف لرأيه حتى ولو كان رأي ملك البلاد . بالأسى واللوعة اسطر لكم ما ينتابني وكل الشرفاء على مساحة هذا الوطن الغالي من الوقائع المؤسفة التي حدثت وهي للأسف تتعلق بتعامل اقل ما يقال انه تعامل غيرمقبول وخارج عن المألوف فتم التعامل مع ثلة من أبنائنا الشباب المعتصمين في ميدان جمال عبد الناصر – دوار الداخلية - والذي يفترض أنهم رموز واعدة للشباب المثقف والواعي بعنف غير مسبوق , يحتاج تدخل ووقفة حتى لا يتكرر هذا المشهد المؤلم مرة أخرى .
لقد حدث تجاوز وانتهاك لكافة حقوق الإنسان نال من هيبة الدولة الأردنية وهز ثوابتها . إنني اضرب على يد من يقول فلنترك النار تأكل بعضها حتى تختفي ... فليس اؤلئك الشباب نارا بل هم بردا وسلاما على الوطن . لقد كانت حجة من قام بهذا المنكر ان بعضا منهم رفع شعارات غير مسبوقة معادية للوطن والملك . ولا ادري لماذا استبعدت فرضية المؤامرة عمن يحملون أجندات مشبوهة للفاسدين والمفسدين ؟وهم من كانوا وراء ذلك من اجل تشويه مسيرة هؤلاء الشباب وإجهاضها وتغييب شمسهم بل وحجبها . لماذا لم يلق القبض على أي منهم ؟ حتى نعرف الجهة التي تقف وراءهم ,همها التخريب والفوضى . لقد حوسبوا بنوايا غيرهم والنوايا لا تدخل في المحاسبة ولا يجب الجزم بما في النفوس فالظن اكذب الحديث .
عن أسامة بن زيد - رضي الله عنهما- قال : بعثنا رسول الله –صلى الله عليه وسلم- الى الحرفة فصبحنا القوم فهزمناهم ولحقت أنا ورجل من الأنصار رجلا منهم فلما غشيناه قال: لااله إلا الله فكف الأنصاري عنه وطعنته برمحي حتى قتلته فلما قدمنا بلغ النبي – صلى الله عليه وسلم – فقال : ( يا أسامة أقتلته بعدما قال لا اله إلا الله قلت كان متعوذا وفي رواية أخرى (قالها خوفا من السلاح ) قال صلى الله عليه وسلم : (أفلا شققت عن قلبه حتى تعلم أقالها أم لا) أي حتى تتأكد من صدق قوله . فما زال يكررها حتى تمنيت اني لم اكن أسلمت قبل ذلك اليوم. اللهم اني ابرأ اليك مما صنع خالد ففي هذا الدعاء لسيدنا رسول الله – صلى الله عليه وسلم – منهج لنا عندما انكرعلى سيدنا خالد بن الوليد – رضي الله عنه – قتله مشركين بعد ان نطقوا بالشهادة وهو يرفع السيف ظنا منه أنهم إنما أعلنوا إسلامهم لدرء القتل مما اغضب النبي – صلى الله عليه وسلم – لما فعله وقال : (اللهم إني ابرأ إليك مما صنع خالد ) بل إن سيدنا محمد – صلى الله عليه وسلم – رغم علمه بالمنافقين فاسدي العقيدة والفكر إلا انه لم يقتلهم بل لم يعاقبهم ولكن عمل على إصلاحهم وكان مرنا عندما تحمل تصرفاتهم مع علاج تداعياتها حتى لايقال ( محمد يقتل أصحابه ). اعتقد ان ما حدث مع أبنائنا على دوار الداخلية من قسوة مفرطة شلا يستحقونها كان نتيجة مباشرة لتراكمات امتدت لعقود سيطرة عليها سياسة القبضة الحديدية على العقول بل الأنفاس فأقول : - لمن بهمه الأمر - ناصحا لاابتغي من وراء ذلك إلا الأجر والثواب من عند الله وأن يبقى وطني الأردن شمسا لاتحجبها العقول المتحجرة المتمترسة خلف كل – القديم – على الحالة الجديدة في البلاد- افتحوا قلوبكم وعقولكم واتقوا الله في أبنائنا فلذات أكبادنا . لقد جاءت هذه الإحداث في الوقت الخطأ مع الأشخاص الخطأ فهناك من الأشخاص من يحتاجون هذا الحسم والقوة والردع في مخالفات أكبر وأهم وهم أهل الفساد , إن تصفية (الجيوب ) ورأب الصدع والعقوبات لايكون بكسر أعناق أبنائنا الشباب فان الخطأ في العفو خير الف مرة من الخطأ في العقوبة والمجال هنا أصلا ليس فيه خطأ يستحق العفو بل هو مطلب أكد عليه ملك البلاد مرارا وتكرارا فيا حماة الديار لاتكونوا عونا للشيطان على فرسان المستقبل فوالله انهم الشامة في جبين هذا الوطن .
كل ما اطلبه أن لايتكرر هذا المشهد مرة أخرى حتى لايشكل نكتة سوداء في تاريخ أردننا المعاصر . ولا انسي ولا يجوز لي ان انسي كلمات ملكنا الشاب عبد الله الثاني – حفظه الله - وهو يدين العنف المفرط بحق أبنائه الشباب ويبرر خروجهم قائلا : انه في غياب الحوار العقلاني والمنطقي يلجأ الناس للشارع ويفتح مجال للتوتر, وقال أيضا خلال لقائه أعضاء لجنة الحوار الوطني الثلاثاء 29/3/2011م : الضرورة تقتضي التواصل مع الشباب والتركيز على قضاياهم بصفتهم السواد الأعظم والفئة الأوسع في المجتمع حيث ان 70% من الاردنين هم تحت سن الثلاثين . ما يعنيه هو عدم تجاهلهم وإقصائهم من المشاركة في صنع مستقبلهم فالتجاهل لم يكن يوما علاجا بل هو آفة الكسالى والضعفاء , يريدهم شامة بين الناس يدلونهم على الجرأة الحقة ونبذ الخوف المتأصل في النفوس حتى لاتشيب رؤوسهم على الجبن , وذلك بالقدوة الحسنة والسلوك المستقيم للمساهمة في مسيرة الإصلاح. وقد دعا جلالة الملك الى تعزيز الوحدة الوطنية بعد التداعيات التي أثرت سلبا بعد أحداث الجمعة المؤسفة ويدعم هذه الوحدة أحياء التراث الأصيل للمجتمع الأردني القائم على ثقافة الارتباط بثوابت الوطن والمواطنة وفقا للتقاليد والأعراف والقيم المتوارثة واعتبار هذا النهج هو محور العمل وأساس النشاط، وفي هذا المجال لا يجوز الاكتفاء بالحوار والتثقيف بل يجب تجاوزه الى ان يكون جزءاً من الحياة اليومية لجميع الطوائف بمختلف مشاربهم بأن الوطن واحد وخدمة المجتمع هي الأساس. وبهذا المنهاج نجد ان الوحدة الوطنية هي السياج الواقي للجميع بأطيافه التي تتصف بالتلاحم والتكامل وتمثل بذلك الطريق الصحيح نحو المستقبل ملتمسين من مسيرة الآباء والأجداد القيم والمبادئ في سلوك دروب الوحدة والوفاق على أسس من التلاحم والمحبة (كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضا...) فهذا السبيل وذلك النهج القويم هو أساس العمل الذي بنيت عليه وقامت عليه الديمقراطية في البلاد واتخذ منه الأردن عصر القوة والتقدم والرفاهية. بهذا النهج ترفرف أعلام البلاد خفاقة بين أعلام الدول على مستوياتها الإقليمية والدولية. هل توجد أزمة بين أبناء الوطن تمثل ظاهرة غريبة على المجتمع؟ يثار بين الجميع تساؤل محير باعتباره امراً خطيرا على المجتمع بكل أطيافه وهو هل ما شاهدته الساحة الأردنية خلال الآونة الأخيرة من بعض المظاهر والممارسات التي تجسدت في المساس بالنسيج الاجتماعي للمواطنين وتعدت بأفعالها وألفاظها الأصول والقيم والأخلاق وتجاوزت بنهجها التراث الحضاري والأدبي الذي عاش عليه وبه المجتمع الأردني يمثل ظاهرة أم مجرد واقعة جاءت لظروفها وانتهت مع نهايتها ؟ الواقع ان ما تناولته وسائل الإعلام المرئية والمسموعة وما نشرته بعض الصحف لا تمثل في مجموعها سوى حالات فردية طارئة. كما أود أن أشير الى ان ما شهدته الساحة وان كان يعد ظاهرة طارئة بأسبابها الا ان أحداثها ليست بجديدة وانما كانت نتيجة مباشرة لتراكمات امتدت خلال السنوات القليلة الماضية، ولعل ما حدث أثناء المباريات والدعاية الانتخابية وغض النظر عن بعض الممارسات غير المنضبطة في الندوات وبعض اللقاءات الجماهيرية التي امتدت الى استخدام وسائل الإعلام المقابلات التلفزيونية على القنوات المختلفة مثلت كلها سحب نذر بالمخاطر، وإشارة تحذير الى ما تخفيه من اتجاهات، وللأسف لم تلق الاهتمام الكافي أو المتابعة الجادة من الجهات المعنية أو بعض جهات المجتمع المدني. لذلك فالمطلوب ألا تكون مؤسسات المجتمع المدني وتشكيلات القوى السياسية هي الوسيلة الوحيدة للتعبير وإبداء الرأي والسعي إلى المصالح الخاصة، بل يجب ان يكون نبراس عملها ومحور اهتمامها هو تكريس وجودها وعضويتها وخدماتها لجميع المواطنين وعلى أساس المساواة والتواصل بغض النظر عن الانتماء الأسري أو القبلي أو الطائفي.
وهذا الموقف يجب ان يشدد على وجود مراعاته مجلس الأمة الذي يغط في غيبوبة منذ ولادته والله أسأل أن يعجل في انقضاء أجله انه ولي ذلك والقادر عليه إن التماسك ونبذ الفرقة والبعد عن بلوى الانقسام وضرورة انعاش القيم الحميدة التي تعتمد على الأخوة الخالصة والجيرة الحسنة والتعاون الصادق والمحبة المجردة، هو الذي يولد الحب بدلاً من الحقد ,والخير بدلاً من الشر , والصفاء بدلا من البغضاء وأن نعمل جميعا بكتاب الله حيث يقول تعالى: (أشداء على الكفار رحماء بينهم ) ويدعم هذا التوجه تكريس ثقافة قبول الرأي والرأي الآخر وعدم المبالغة في التشدد عند الاختلاف فكل رأي له سنده يبين مقدار قيمته وأهميته ولا يجوز أن يكون اختلاف الرأي معول هدم للوحدة والنسيج الاجتماعي. وفي الختام اسأل الله أن يحفظ الأردن وشعبه والحمد لله رب العالمين
أكتب تعليقا
تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه. - يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع |
|
الاسم : | |
البريد الالكتروني : | |
التعليق : | |
(يا ايها الذين آمنوا ان جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا ان تصيبوا قوما بجهاله فتصبحوا على ما فعلتم نادمين)
و قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « إن الصدق بر، وإن البر يهدي إلى الجنة ، وإن العبد ليتحرى الصدق حتى يكتب عند الله صدّيقا ، وإن الكذب فجور ، وإن الفجور يهدي إلى النار ، وإن العبد ليتحرى الكذب حتى يكتب كذابا »
أتريدنا أن نصدق قولك و نكذب أعيننا؟