إلى أمـي الحنون مع كامل الإعتذار


إلى الملاك الذي أعطاني كل شيء لأكون ... إلى الشمعة التي ضحت وما زالت تعطي بصمت وسكون... لسيدة نساء الكون أمي الحنون ... أقول لك يا من قلبك أصفى من الندى وأنقى من مياه المطر وأوسع من المحيطات وأرق من النسيم ... إليك يا شمس حياتي وقمرها وياسمينها وأريجها الفواح، أمد الله في عمرك حتى تغدقي علي بالدفء والحنان وتعطري حياتي يا شهد الزمان ... أمي أنا حرمت السعادة في غربتي لأني لا أراك كل يوم ... مع أني أراك في كل شيء جميل حولي ... أراك في أبنائي وأقدر عندها كم كنت قاسيا وأعرف مقدار الحب الجارف الذي كنت تكنينه لي ... أمي يا شجرة لا تمل العطاء حتى وإن لم يهتم بها أو يقدر جهدها أحد ... أمي يا كل شيء جميل في حياتي ... عطاؤك ليس له حدود وحبك ليس له مثيل لأنك تحبيننا لا لشيء إلا لتلك العاطفة الربانية الجارفة فيك ... أمي يا مرآة السعادة يا من تملأين الدنيا حب ومعاني نقية وصافيه وتعلمينا العطاء وحب والوطن وتحرضينا على الجد والمثابرة ... وتلمّينا من حولك كأفراخ طائر ترتعش وتبحث عن الدفء تحت ظل جناحيك الحنونين ... وهن عظمك باكرا يا سنديانة عمري بسببنا جراء سهر الليالي الطويلة على رعايتنا وتفكيرك الذي لا يفتر للحظات فينا ... آه يا بلسم عمري وهاي ضحكة مبسمي لو أن الجهد يثمن يا أمي لرجح كف عطاءك بكل موازين الدنيا ... أمي تعودت السؤال عنك كلما دخلت البيت لأنك أداة الحياة فيه وأنت روحه وقلبه النابض ... وها أنا اليوم أعرف في غربتي القاسية أنك أخفيت عني أنك كنت متعبة منذ أشهر ولكنني أقسم أنني عرفت دون أن يخبرني أحد شعرت بتعبك من قلقلي ومن سهري وكان قلبي يشاطرك الألم يا أملي فوجعك أثر فيّ وأنا تفصلني عنك آلاف الأمتار ... عافاك الله يا قمري ... خذي من عمري ومن نبضي وخذي إن شئت عمودي الفقري وخذي نخاعي الشوكي ... لأنني لا شيء دونك يا حبي الأصدق والأطهر من كل أنواع العشق والهوى ... سلامتك حياة لجميع من حولك ووجودي ليس له كثير الأثر يا قلبي ... أحبك غاليتي وأتوق لرؤيتك لتمسحي بيدكي المخضبتان بتعب السنين، آلام البعد والفراق ... ولتأخذيني طفلا نادما على أخطائه وتقصيره، في أحضائك الدافئة ... أريد أن أبكي بين يديك حتى أغسل كل ذنوبي ولن أوصيك بأن تقومي بالدعاء لي فأنت لست بحاجة للتذكير بمهامهك اليومية، أقول لك أنا أتأسف على كل لحظة أغضبتك أو أزعجتك بها سواء أكنت قاصدا أو غير قاصد ... عذرا يا أمي على كل شيء وعذرا لتقصيري بالإعتذار وتأخري به ولكنك تعرفين جيدا أنه ليس ذنبي أنني لا أحب الخطأ ولا الفساد ولا المفسدين فهذا ما ربيتني عليه أنت ووالدي أعانني الله على بركما وأطال الله في عمركما وأدام وأسبل عليكما نعمة الصحة والعافية ... عذرا يا أمي على بساطة الكلمات فالحروف تتوه من فمي وتتبعثر كل المعاني والعبر عندما يكون الحديث عنك يا أسمى بني البشر ... ولكني أختصر كل الكلمات وأقول لك إن الشوق أعياني وأتعبني ولا أطلب من الله العلي القدير شيئا هذه الأيام إلا رؤيتك لتأويني ...فأنا محتاج جدا أن تضميني وتضميني وتضميني ... وتشيحي بوجهك عني مداعبة لشعوري الطفولي لأنك تعرفين أنني أحب هذه الحركة منك ... حفظ الله أمي وأبي وجميع آباء وأمهات من يقرأ هذه الكلمات إنه ولي ذلك والقادر عليه.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات