التناصح لا التشهير


نشاهد في كل صباح أفكاراً تُطرح هنا و هناك من أبناء بلدنا الذين يتَسمَّون بأسماء عشائرنا فنأسف مما نسمع لأنه ليس تعبيراً عن الرأي ؛فالرأي والرأي الأخر و إن تناقضا في الرؤى إلا أن هدف كل منهُما الإصلاح ويكون أصحابها مستعدين لتبني الرأي الأصوب, لأن هدفهم الرقيّ في الأمة .

فهؤلاء الأبناء الذين تسممت أفكارهم من الخارج عندما كانوا يدرسون أو يعملون أو تكهربة في داخل البلد من احتكاكهم بأصحاب المصالح فأصبحوا يرددون بدون وعي منهم ،ودون أدنى تصور للمخاطر التي تتبع ذلك النعيق متوهمين أنهم بذلك يمارسون الديموقراطية وأنهم قادة هذا الحراك أوذاك متباهين في هذه الصورة أو تلك متطاولين على أمن واستقرار بلدهم.

لا تكاد دولة من الدول أو مجتمع يخلو من أشكال الفساد وبعض التصرفات الشاذة إلا أن عملية الإصلاح لا تكون بالتشهير و إثارة الفوضى, بل يسبقها أولاً إصلاح النفس ومن ثم إصلاح الإرادة،قال تعالى :\\\" إن يريدا إصلاحاً..\\\"صدق الله العظيم سورة النساء اية 35، ومن ثم التناصح بالصدق لا التشهير واستباق الأبواب والفضائيات ومن ثم الحوار والمناقشة إن كُنا نريد الإصلاح وأمرنا ملك أيدينا نسعى لأن لانكون أدوات أحدٍ يفعل بنا ما يريد.
قال الله تعالى:\\\"إن الله لا يغير ما بقومٍ حتى يغيروا ما في أنفسهم\\\"سورة الرعد ايه 11 .
نحن بحاجة إلى أن نرجع إلى أنفسنا ونصلح ما بها ونزيل ما قد شابها وأن نحب بعضنا بعضاً ونغار على مصالح بعضنا فقد كنا نحن المسلمون أهل عشرة طيبة مع غيرنا من أصحاب الديانا ت السماوية وكنا مع بعضنا متراحمين كما ورد في حديث النبي عليه الصلاة والسلام :\\\"مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى\\\".

وكان التاجر إذا باع وترزق ونظر إلى أخيه في المهنة وجاره لم يكسب يوجه زبائنه إلى جاره، ما هذه الرحمة؟! أين هي؟
ولماذا فُقدت من بيننا، فلا تكاد تُرى ونحن المسلمون الموحدون أما آن لنا أن نعود إلى الله ؟!.
والله كم فرحت وأنا أقرأ عن تصرف وأخلاق اليابانيين بعد الزلزال الذي أصابهم وعاصفة تسونامي وكيف أنهم هرعوا لمساعدة بعضهم فمنهم من يحمل أخيه في مركبته لتوصيله فترى منهم من ركن دراجته التي لا يملك وسيلة غيرها يستأذن من يحتاج إلى توصيله ولا يخاف ركوب الدراجة فيذهبون إلى المتجرلا يشترون إلا حاجتهم ولا يقوموا بالشراء الزائد عن حاجاتهم بل اقل مما يحتاجون حتى يتركوا لإخوانهم فرصة شراء حاجياتهم أيضاً ، وفي حالة انقطاع التيار الكهربائي وهم في المتجر يتركون مشترياتهم ولا يأخذون شيئاً منها ولقد أكدت الدراسات أنه لم تسجل أي حالة سرقة ـ الله أكبر ـ والله إن هذه هي أخلاق الإسلام ، فلا حول ولا قوة إلا بالله .

خبير إدارة
qasemqoudah@yahoo.com
qasemqoudah@gmail.com



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات