"أنا الشعب أنا الشعب ... لا أعرف المستحيلا\\\" ... أغنية وطنية لأم كلثوم. وأغنية \\\"بالأحضان\\\" .. وأغنية \\\"يا أهلا بالمعارك\\\" لعبدالحليم حافظ . أما أغنية \\\"وطني حبيبي وطني الأكبر\\\" .. غناها كبار المطربين آنذاك . وغنت فيروز للاردن \\\" أرن ارض العزم\\\" . وفي سوريا أغنية \\\" سوريا ياحبيبتي\\\" . في لبنان أغنية\\\" يا سراج العرب \\\".

ان هذه الأغاني الوطنية في بعض الدول العربية تعبر عن الحس العربي وصدق الكلمة واللحن والأداء. اما في الأردن فقد عبر المطربون الكبار بأغانيهم الوطنية والعاطفية سابقا .. بما يتناسب مع مستوى الكلمة خصوصا في الأغاني الوطنية التي كانت تعبر عن الدولة ..المكان والزمان.. عن الحس الوطني .. وكانت تترجم باللحن المتقن وبالصوت المتمكن فيرددها الجمهور فيما بعد . وقد كان النشيد الوطني يؤديه طلاب المدارس في طابور الصباح.. انتماء للوطن.

واذا اردنا ان نورد نماذج للأغنية الوطنية على سبيل المثال .. فهناك اغاني تتحدث عن الوطن ولاتخص فئة معينة او مؤسسة بعينها.. مثل أغنية \\\"أنا الأردن \\\" لاسماعيل خضر او اغنية \\\"قود المسيرة ياقايد\\\" لفؤاد حجازي أو اغنية \\\"بلدي عمان\\\" لاسماعيل خضر او أغنية \\\" خيمتنا الهاشمية خيمة كبيرة وعالية\\\" غناها اسماعيل خضر وسميرة توفيق.

وقد انتشرت الأغاني الأردنية في الاردن وفي الدول العربية.. مثل أغنية \\\"بالله تصبوا هالقهوة وزيدوها هيل\\\" بصوت سميرة توفيق وأغنية \\\"يا بو قضاضة بيضا\\\" وأغنية \\\"يا خيال الزرقا ياولد خذني معاك عالزرقا للبلد\\\" للمطربة سميرة توفيق.

يجب ان نقر.. ان الحياة العصرية ومايطرأ عليها من تحديثات وتكنولوجيا ، تهدد الموروث الفني الأردني والعربي وذلك بصعود مايسمى بالأغاني الشبابية .. على الرغم من ان بعض الأغاني التراثية ماتزال تتردد عبر وسائل الاعلام مثل الميجنا ودلعونا والأوف.

لاشك ان الاذاعة الأردنية لها الفضل في جمع وتأطير الأغنية الأردنية حيث كان يحرص على جمعها ورفع مستواها العديد من الأشخاص الذين ساهموا في خلق أغنية اردنية انتشرت داخليا وخارجيا . فقد اهتم وصفي التل الذي كان مديرا للاذاعة الاردنية آنذاك وكانت الاذاعة بمثابة التوجيه الوطني الذي انعكس على الأغنية الأردنية عبر اصوات المطربين الاردنيين والعرب . ولاننسى صلاح ابو زيد الذي اكمل المشوار عندما كان مديرا للاذاعة . اما من قام بجمع الأغاني الاردنية فهو الشيخ رشيد زيد الكيلاني وشاركه ابراز الأغنية الأردنية للجمهور الاردني والعربي كل من: جميل العاص وتوفيق النمري وروحي شاهين وسميرة توفيق وسلوى ومحمد وهيب واسماعيل خضر وعبده موسى وغيرهم من الفنانين الاردنيين والعرب .

وهنا لابد ان نثني على \\\" الفنانين الرواد \\\" الذين تم افساح المجال لهم من قبل أمانة عمان الكبرى باقامة حفلاتهم المجانية للجمهور وامتاعه بالعزف والغناء في مركز الحسين الثقافي .. حيث يقومون اسبوعيا باستقطاب الجمهور لسماع الاغاني التراثية والعاطفية خاصة القديمة منها . ويقود الفرقة الموسيقة الفنان المبدع صخر حتر بصحبة العازفين القدامى ، ويشاركهم عمالقة الفن الاردني : اسماعيل خضر ومحمد وهيب وسلوى العاص وفؤاد حجازي وروحي شاهين وفؤاد راكان ورأفت فؤاد ومحمد سميك وصبحي عبده موسى وحسن الفقير وسمير بغدادي وغيرهم.
ويتجلى اسماعيل خضر بأغانية : ياطير ياطاير..أنا من العقبة .. ياهلا بالضيف.

المطربون الاردنيون في هذه الأيام .. ابتعدوا عن أغاني المطربين القدامى وأصبحوا يؤدون أغان بعضها متدنية المستوى من ناحية الكلمات بشكل خاص .. واحيانا من ناحية اللحن ، مما شجع بعض كتاب الأغنية على كتابة اغاني للمؤسسات والدوائر والثكنات.. فهناك اصبح لدينا اغاني وطنية على مستوى دائرة الجمارك ودائرة الاحوال المدنية واغاني لكل محافظة ومدينة.. واكثر من ذلك كلمات الأغاني التي توحي بأننا في الأردن في حالة حرب .. واغاني تتحدث عن العظام و\\\"طقطقتها\\\" .. فبقي عندنا ان نكمل باقي اعضاء الجسم.. وان نوصف الاسلحة الخفيفة والثقيلة وانواع السيارات مثل \\\"الروفر\\\" . بل اصبحت هذه الأغاني تنتشر في الأعراس خاصة والمناسبات الأخرى. واصبح لدينا \\\"فلتان غنائي\\\" يشترك فيه كاتب الأغنية وملحنها ومؤديها.

واذا لاحظنا ان في البرامج التنافسية الغنائية في الفضائيات الأردنية والعربية نجد ان المشتركين يحاولون جاهدين تأدية اغاني عبدالحليم حافظ وام كلثوم وغيرهم من عمالقة الطرب والفن الرفيع ، كمقياس لمستوى طبقات أصواتهم واثبات مدى تمكنهم من الأداء ، بالاضافة الى ان تلك الأغاني للمطربين الكبار ماتزال تعيش وتعيش .. مقارنة مع اغاني اليوم السريعة والشبابية كما يسميها البعض.

Bassam_Oran@hotmail.com