هل تريدون الاصلاح ام تدمر الاردن بحجة الاصلاح


كل جمعة تطالعنا المواقع الالكترونية و الاحزاب و سائل الاعلام بالمسيرات التي تنطلق بعد صلاة الجمعة من المساجد الكبيرة و التي تقع في العادة في الاماكن التجارية الرئيسية تطالب بالاصلاح و مكحاربة الفساد و غيرها من الشعرات الرنانة.
الاصلاح ليس بانتشار المسيرات و لا ببناء بيوت الاعتصامات التي اصبحت اكثر من بيوت الافراح و الاتراح و التي اخذت تشوه شوارعنا و مداخل مؤسساتنا و تعطل السير في شوارعنا و الاصلاح لا تكون بتلقيد الاخرين اللذين دمروا اوطانهم و نشروا الفوضي و عدم الطمنئنة و انتشر فيها الخوف بل الامن و الامان و الاصلاح لا يكون بتجاهل الاغلبية و لا بفرض الراي بقوة الصراخ و الاعتداء و اغتصاب حرمة الطرق و الشوارع و الساحات العامة التي هي حق لكل مواطن و ليس لفئة على حساب الاخرين و راحتهم و الاصلاح لا يكون بتعطيل القانون و المؤسسات من خلال المطالبات غير الشرعية و الا اذا كانت شرعية فلماذا لا يكون عنوان المطالبين بها المحاكم الاردنية التي يشهد الكل بعدالتها ونزاهة قضاتها. والاصلاح و محاربة الفساد لا يكون في الصراخ في الشوارع و اتهام الناس و اغتيال الشخصيات، والاصلاح لا يكون بالسير وراء اهواه فئة قليلة يعرفها الشعب الاردني منذ بدايات القرن الماضي.
فالاصلاح يبدأ بالنفس و ترويضها و خلق انسان واع منتم يعرف معنى الوطن و المواطنة و يعرف حقوق الاخرين قبل معرفة حقوقه يحترم الاخرين قبل ان يطلب من الاخرين احترامه يحترم و يقدر راي الاخرين قبل ان يدلي برايه و يقدر افعال الاخرين قبل ان يطلب من الاخرين تقدير افعاله و يحسن الظن بها قد ان يطلب من الاخرين حسن الظن بافعاله. فلاصلاح و مكافحة الفساد لا يعنى اطلاق التهم جزافا بل يكون من خلال الحوارات و التوعية و الندوات لتحديد مفهوم الفساد و الاصلاح يتحدث فيها المختصون و الخبراء من ارباب العلم و جمع الادلة الدامغة فالقاعدة الفقهية الشرعية البينة على من ادعا و اليمن على من انكر و لا ان يترك الامر الى الصراخ في الشوارع ان اتهام اي شخص بغير دليل يعتبر قذفا للمحصنين و المحصنات و قد في ديننا له عقوبة الا وهي الجلد امام الناس.
و التعبير عن الذات و المطلبة بالاصلاح لا يكون بتعطيل مصالح الناس و الاضرار بمصالحهم فالديانات السماوية حرمت الاضرار بالناس، و لا يكون بنتهاك حرمة يوم الجمعة و اداب صلاة الجمعة وهو الانتشار في الارض و ليس التظاهر و الاضرار في مصالح الناس، و فرض رايكم الذي لا تتفقون معه مع قرارة انفسكم على الاغلبية التي تكاد تصل الى 99.5 بالمئة، فالصراخ في الشوارع ليس اسلوبا حضاريا لتعبير عن الرأي الذي له وسائل حضارية من خلال وسائل الاعلام و التلفاز والمواقع الالكترونية و المؤسسات الحزبية.
و التعبير عن الراي له الياته و وسائله فاذا كنتم يا محركي هذه المسيرات همكم الوطن و الاصلاح و ليس اي شئ غيره و لم تكونوا منتمين للاحزاب فكما تمكنتم من جمع العشرات عبر الانترنت فيمكنكم تاسيس حزب و ترخيص حزب في الاردن اسهل من ترخيص سوبر ماركت و بعدها مارسوا الحياة السياسية من خلال الوسائل التي تتبعها الاحزاب في دول العالم الاخرى و التي لها تجارب في هذا المجال، لابل تحصلون على مبالغ من اموال الشعب للقيام بالنشاط الحزبي، و شاركوا في الانتخابات و غيروا اذا حصلتم على اغلبية مثل ما تريدون.
اما اذا كنتم حزبيون فالمصيبة اعظم فلقد شاركتم و تشاركون في مجلس النواب و بلجنة الحوار و عبرتم عن رايكم فيها و لديكم صحف و مواقع الالكترونية و تاخذ من اموال الشعب سنويا مبالغ طائلة يمكن استغلالها في انشاء المواقع الالكترونية (بالمناسبة هذه مجانية و لا تكلف شئيا) و الصحف واقامة المناقشات و الندوات حتى و انشاء محطة تلفزيزنية و غيرها من الوسائل الاخرى المتاحة و بث افكاركم ((الا اذا كانت تلك الاموال تستغل في اغراض اخرى وهو الاغلب؟؟؟؟؟؟)) و التعبير عن رايكم فيها واذا اقتنع الشعب بها انتخبكم لمجلس النواب بالاغلبية و غيروه هنالك و عدم اللجوء الى الصراخ في الشوارع و الاماكن العام و انتهاك حرمة الجمعة المقدسه و حرمة الاماكن العامة التي حث ديننا الحنيف على احترامها و عدم الاضرار بمصالح الناس اللذين ينتظرون يوم الجمعة بفارغ الصبر لكسب رزقهم.

ان الصراخ في الشوارع يعنى شيئا واحدا انه ليس لديكم القدرة على اقناع الاخرين برايكم و انكم لا تمكون الحجة و لا الدليل على ما تقولون و ان الشعب يرفض الافكار التي تنادون بها، و انكم لا تستطعيون جمع المئات في الاوقات الطبيعة و تلجون الاستغلال الاخرين لتحقيق اهدافهم الشخصية و الظهور امام كميرات التلفزة العالمية.
فالتعبير عن الراي يكون من خلال الوسائل الاعلامية و التثقيفية و التوعوية و الصحف و المجالات والندوات و غيرها من الوسائل الحضارية التي ليس فيها ضرر و لا ضرار للناس ولا انتهاك للحرمات العامة و الدينية، ويكون من خلال مؤسسات المجتمع المدني و من خلال مجالس النواب، لا من خلال الصراخ في الشوارع و تعطيل مصالح الناس و تدمير اقتصاد البلد، فاسلوب الصراخ في الشوارع مرفوض دينيا و اخلاقيا و سياسيا لان له هدف واحد الا وهو تدمير البلد اقتصاديا و معنويا وتمرير مخططات العدو في تصدير مشاكله السياسية و تمكين العدو الصهيوني منه و من ثباته على الحق في المطالبة بالحقوق العربية و الاسلامية في فلسطين و التي نذر نفسه لها منذ اليوم الاول لتاسيسه في العصر الحديث.

rahahlehm@yahoo.com



تعليقات القراء

دكتوراه
يا مسكين يا هالشعب شو بدك تتحمل.

...............
16-07-2011 03:28 PM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات