طالعتنا الصحف اليومية الصادرة يوم الثلاثاء 12 تموز 2011 بأن السفارة الأمريكية الموقرة تنوي إقامة حفل راقص في وسط مدينة العقبة، يوم الجمعة القادم 15 تموز، حيث ستستضيف السفارة اثنين من راقصي (الهيب هوب) الأمريكي لتعليم الشباب في مختلف أنحاء الأردن رقص (الهيب هوب)، وتقنيات رقص \"البريك دانس\" وذلك كجزء من البرنامج السنوي للتبادل الثقافي (والنعم)، وحسب الخبر فإن الراقصين سيقومون (مشكورين) بتدريب راقصين من جميع أنحاء المملكة للتحضير للحفل المجاني (كثَّر الله خيرهم) الذي سيقام في إحدى ساحات مدينة العقبة، ويضيف الخبر بأن الراقص (المعجزة) نيت كانو والراقصة (اللهلوبة واللولبية) ريك كامارغو من فرقة هافيكورو اللذين قدما خصيصا من ولاية تكساس الأمريكية لتعليم الرقص للشباب من جميع المستويات، ولفئات عمرية تتراوح من الأطفال إلى الراقصين المحترفين في عمان والعقبة، وسيقوم البرنامج (طيب الذكر) بصقل مهارات راقصي (الهيب هوب) الأردنيين، وتعريف الطلاب الجدد على نمط الرقص الذي نشأ في الولايات المتحدة الموقرة. انتهى الخبر.
لفت نظري أن هذا الحدث العظيم يتزامن مع ليلة النصف من شعبان، وهي المناسبة التي يبدأ فيها المواطنون بالتحضير لشهر رمضان المبارك الذي أوله رحمة، وأوسطه مغفرة، وآخره عتق من النار، وتصفد فيه الشياطين، وفكرت هل حُلّت جميع مشكلاتنا، ولم يبق الا رقصة (الهيب هوب) لنتعلمها، ونشد الرحال إلى العقبة لحضور الحفل، وتعلمها على أيدي الخبراء في هذا المجال، وتساءلت هل ستتكفل السفارة الكريمة بنفقات السفر، والإقامة، والإعاشة في ثغر الأردن الباسم، خلال فترة الحدث العظيم، وبما أن الفرصة متاحة للصغار والكبار لتعلم هذا العلم فلماذا لا أذهب انا وزوجتي وأطفالي وأفراد عشيرتي، وكل اصدقائي، ومعارفي إلى العقبة شريطة توفير التمويل المناسب، وأن يدفعوا لنا مياومات تكفينا التسوق من أسواق العقبة، وفرصة نسبح في البحر الأحمر، ونشتري كاشو وبندق وفستق حلبي ولوز من محمص الشعب، ونشتري بعض الألبسة لعيد الفطر، والأدوات الكهربائية، مستفيدين من فرق السعر بين عمان والعقبة.
وبهذه المناسبة وكمواطن في هذا البلد أناشد معالي وزير المالية، وعطوفة مدير الجمارك، أن يسهلوا عملية دخول المواطنين، وخروجهم من العقبة دون تفتيش، أو إخضاع ما يحملون للرسوم الجمركية، لنستفيد أكبر فائدة من هذا الحدث العظيم، وفرصة نزور العقبة، ونتسوق، وبدون جمارك، ونغير جو، كما أناشد السادة الوزراء والمديرين العامين، ورؤساء الجامعات بالسماح للمواطنين، والموظفين، والطلبة بالتعطيل في اليومين السابقين للحدث، واعتبار غيابهم مبررا فهم مشاركون في حدث عالمي، وذاهبون لتلقي العلم برقصة (الهيب هوب) على أمل أن تحل محل الدبكة والدحية والعتابا فهي رقصات عفا عليها الزمن، وعلينا أن نواكب الحدث، وليس أفضل من (الهيب هوب)، فشبابنا وشاباتنا أحوج ما يكونون لتعلم هذه الرقصة، وإذا ما أتقنوها وقد تعهد الراقصون المبجلون بذلك عندها سنستغني عن الراقصين والراقصات المستوردين، ونوفر عملة صعبة على البلد، ونحل مشكلة البطالة، على أمل أن لا يتسبب ذلك في توتر العلاقات مع الدول الشقيقة والصديقة المصدرة للفنانين والفنانات في هذا المجال، ولكن هذا حال السوق: عرض وطلب، وسنخرج بعد صلاة يوم الجمعة الأولى من شهر رمضان المبارك في مظاهرة مليونية نطالب فيها بإقامة الكازينو، وإقالة النواب المعارضين لإقامته، كونه أصبح مصلحة وطنية عليا، فقد تعلمنا رقصة (الهيب هوب)، ولم يبق لنا إلا تفريغ هذه الطاقات والمواهب.
اعذروني على أسلوبي الساخر، لكنها مسخرة، وهيك مضبطة تحتاج إلى هكذا ختم، وكل عام وأنتم بخير، ورمضان كريم، وتقبل الله طاعاتكم.