جميل هذا الحراك النيابي .. ولكن ..


جميل هذا الحراك النيابي في المتابعة والبحث عن نقاط ضعف هنا وأخرى لتسجيل بعض الأهداف المشروعة إذا خضعت اللعبة للقواعد الأساسية للعمل النيابي، بيد أن الملاحظ على الحراك أن البعض يريد له أن يسير وفق سيناريوهات من شأنها الـتأزيم ووضع العربة أمام الحصان، ولعل الامر يحتاج الى قراءة جديدة بعيدة عن الاستنفار والاستفزاز اللذين لن يوصلا إلا الى المزيد من التشنج، ليس في وسط النواب، بل في الشارع الذي يتشكل على أصول وأهواء ليست لها علاقة بالاداء النيابي فيما يحدث، بقدر ما هي نتاج لحالة احتقان وشد تعاني منها البلاد طوال فترة زمنية ليست قصيرة، تتغذى بعضها على الوضع الداخلي الذي تسهم العديد من الاطراف الحزبية السياسية في تأجيجه، والبعض الآخر من الأجواء الاقليمية المشدودة نحو تداعيات أمنية خطيرة بانت ملامحها فيما يجري على الأرض في المنطقة بشكل عام. وهذا لا يعني دفن الرؤوس في الرمال وتناسي الوضع المشدود وكأن البُساط أحمدي، بل ثمة واجبات على القوى الفاعلة سياسيا، ليست بالضرورة من داخل قبة المجلس النيابي، رغم أهميتها، والتي عليها أن تتخذ خطوات تنزع من خلالها هذا الفتيل لكي لا يشتعل، كما يحتاج الأمر أيضا لإعادة قراءة للواقع من الطرف الرسمي الذي يشكّل أداؤه نسبة مهمة من الأزمة القائمة.
وبصرف النظر عن الظروف التي أحاطت مجلس النواب إثر الجلسة الأولى من الدورة الاستثنائية الحالية، فإن الأردنيين مرتاحون الى عودة الحياة البرلمانية، كما أن اللعبة الديمقراطية والحوار والمناقشة تحت قبة المجلس، وإن تجاوزت بعض الحدود، هي لعبة مثلها مثل كل لعبة، لها أصول وقواعد ترسّخها في النفوس الممارسة والاختبارات المتكررة، ولا يجوز الخروج عليها باستعراضات لا تفيد في شيء، ولا تحقق الأغراض التي خُصصت الدورة لأجلها، فما هو منتظراً منّا نحن النواب هو مناقشة ملفات هامة وحساسة، تنطوي على برامج لإصلاح الوضع الذي خلّفته الحكومات المتعاقبة، ونأمل تحكيم العقل والتشمير عن السواعد والعمل وفق شعار \"كلنا للوطن، كلنا للعمل\"، فالعمل النيابي مشروع يسعى الى تطوير البلد عبر تشكيل قوة اقتراحية لإيجاد بدائل للخروج من الأزمات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والثقافية.
عموماً، وكما يُقال: \"رب ضارة نافعة\"، فالحياة علمتنا أن المصائب والكوارث لا تخلو من فوائد ودروس وعبر، وما حدث كشف أن الأردن وطن خير وثقافة وعراقة وعزّة، فالوقت وقت جد، لا مكان فيه لصراعات الذين يحترفون استغلال الشعارات البراقة ويجيدون ارتداء الأردية الفضفاضة ويستعينون بأمر الشياطين القابعين بعيدا أو قريبا من حدودنا، ووضع الخطوط الفاصلة بين من يزايدون عليه بالوطنية وبالكلمة غير المسؤولة، دون تقدير المخاطر والعواقب، وبين من ينتمون بصدق لتراب هذا الوطن ويذودون عنه بالغالي والنفيس.



تعليقات القراء

جمال الطرمان
كلام جميل يدل على الوعي للمرحلة الحالية ولتسير الى الامام دون النظر للوراء ولنجعل مصلحة الوطن والمواطن فوق كل شيء
12-07-2011 12:51 AM
المحامي فؤاد البيايضة
للامام والله الموفق ونرجوا ان تكون كما عهدناك وعهدنا من قبلك المرحوم باذن الله والدك صاب كلمة وراي صادق دون نفاق
12-07-2011 03:22 PM
محمد الشوابكة
هذا كلام ممتاز انت شاب واعي ومدرك ماتقول وسير على هذا وجعل مصلحة المواطن فوق كل شى
22-09-2011 10:29 PM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات