الحياة البرية في الأردن وفرسان إبادتها


جراسا -

في بداية حياتي اعتدت على مشاهدة بيضة نعام تتدلى من سقف غرفة الضيوف بشكل ثريا في بيتنا الكائن في مدينة الكرك ، تلك البيضة كانت موضع استفسار من قبلي للمرحوم الوالد عن مصدرها حيث أكد لي رحمه الله ، إن مصدرها كان من منطقة القطرانه وان طائر النعام كان البعض من أهل الكرك يربونه في بيوتهم في مدينة الكرك مع الدجاج والديك الرومي الى جانب أغنامهم ومواشيهم بما فيها قطعان البقر التي كانت تجوب إرجاء المدينة .
لقد كان النعام جزء من الحياة الطبيعية في الصحراء الأردنية حيث كان يعيش فيها بقر ألمها والغزلان والنمور والأرانب وغيرها من الحيوانات والطيور.
الإبادة لهذه المخلوقات كانت منذ الخمسينات بواسطة المقتدرين على استعمال كافة أنواع الأسلحة والذخائر بما فيها عربات الجيب وامتدت الإبادة للإحياء البرية من حيوانات وطيور لتطال كافة المناطق فما من رادع لجموع الصيادين الهواة والمحترفين والمرخصين وغير المرخصين والمتتبعين لكل ما يدب على الأرض أو يطير في السماء وحتى طالت أذيتهم الأسماك في سيولنا المتواضعة (وادي الموجب) والتي في الغالب (غنيمتهم من الأسماك) تتلف قبل وصولها لبيوتهم ، مطاردة الغزلان وخاصة البدن (الغزال الجبلي) طورد حتى في داخل محمياته وحال الإفراج عنه يواجه بصليات الرصاص ، حيث يترصدون تحركاته الى أن يقضوا عليه ببنادقهم سريعة الطلقات والتي تصل لقتل أكثر من حيوان ويعجزون عن حملها ويتركون ما عجزوا عن حمله لتأكله الحيوانات ، إن عملية الإبادة للحياة البرية في بلادنا وهذا ما هو حاصل في الكرك والطفيلة ومن خلال ما نسمعه من نفس الصيادين المتباهين ببطولاتهم متسلحين بصورهم مع ضحاياهم من الغزال الجبلي الى أطواق تثقل كواهلهم من الحمام والشنار ويتباهون أن غنائمهم تكون أكثر من عشرين كيلو غرام في كل رحلة ، وكما شاهدت العديد من رؤوس الماعز الجبلي المعلقة تزين بيوت الصيادين وبأعداد كبيرة شملت بيوت الأقارب والأصدقاء ،
طائر الشنار الطائر الجميل الذي كان يحيط بنا من كل جهة أصبح نادرا ولقد أكد لي احد الشباب(قبل وقت طويل) انه في يوم واحد استطاع جمع أكثر من خمسمائة بيضة شنار .
أن هذه الحياة والثروة الطبيعية في سبيلها للاندثار والفناء ما دامت جحافل الصيادين تمارس هواية القتل والإبادة على مرأى ومسمع حماة الطبيعة وحراس المحميات .
أتساءل من المسؤول وما هو دور حماية الطبيعة ؟؟؟ اعتقد أن الجمعية عاجزة عن حماية هذه المخلوقات الجميلة من الإبادة وما من حماية لها في ظل الابتعاد عن كل المبادئ والقيم الدينية والإنسانية ، والاستمرار في الصيد على مدار العام ، فلا أشهر حرم ولا مواسم تكاثر، ولا قوانين رادعة مع زيادة حمل الأسلحة بكافة أنواعها وسهولة التواصل بين الصيادين بواسطة الهواتف الخلوية لسهولة تتبع ومطاردة طرا ئدهم ، في غياب للقانون والردع من قبل السلطات والهيئات الرسمية والشعبية . وما دام الحال على هذا الحال فاقرءا على حياتنا البرية السلام.



تعليقات القراء

محمد خلف
لماذا اغفل اسم الكاتب
03-07-2011 12:15 PM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات