الزير والمقطف والكيلة القيشاني !!


كنا نتوجه في فرصة للغداء إلى الدور في ذلك الزمن البعيد من أزمنة الطفيلة. الزير المترع بزيت الزيتون يجثم على اليمين وعلى "فرعته" صحن توتياء يحمل كيلة قيشاني.
أمّا "مقطف" القش الملون، المشغول من قصب القمح ذات حصيدة، الذي يكنز أرغفة خبز الطابون الطازج الساخن، فعلى يسار العابر إلى البيت.
كنا نتناول غداءنا الشهي على الواقف.
"ندبّ" كيلةَ القيشاني في الزير، فنغرف منه زيتاً أخضر ثقيلاً زُلالاً سلسبيلاً، ونظل "نمرش" من أرغفة الطابون المُحمر المُقمر الساخن، ونشرب مع كل قضمة، "شَفّةً" من الزيت المعطر الفواح.
هذه هي "وجبة" الغداء التي كانت مرفوقة بحبات من البندورة او الفلوس او الجوز أو الزبيب أو القطين، أحياناً قليلة !!
كانت وجبة الغداء تستغرق دقيقة واحدة وان طالت فدقيقتين، ننفلت بعدها إلى اللعب الذي هو أشبه بالمصارع على كرة قدم بالإسم فقط، لا من حيث الشكل ولا من حيث المضمون، المصنوعة من شرائط القماش الملفوفة بشدة. وعندما تتيسر كرة قدم ذات استدارة، وملمس مثل ملمس يد فتاة عفوي، يكون فرح وجظع يشبه المظاهرة المرحبة بقدوم الملك او المحافظ.
أما العشاء فكان تشكيلة من الاطباق الايطالية أبرزها الستيك والسباغيتي والدجاج الكاشياتوري والمكرونه البشاميل واللازانيا
الرول !!
وبدون هزار، فالعشاء من نفس الزير ومن نفس الكيلة ومن نفس المقطف.
هكذا أدمنت زيت الزيتون الذي يردني من الطفيلة او الكفارات، بكرا حُراً عطِراُ فواحاً.
أما خبز القمح، على هيأتيه: الشراك والطابون، فهو الذي "تشمره" أمي وجدتي، والذي ما زلت مخلصاً له.
تغييرات طفيفة وإضافات بسيطة أجريتها على وجبة الغداء تلك. أصبحت عشاء على القاعد. وأدخلت عليها البندورة والفلفل الحار بعدما قرأت عن فوائدهما المهمة. فالأولى حديد صاف، والثاني المعروف منذ 7500 سنة، فهو مقاوم للخلايا إياها ومطهر للأمعاء.
وأسألوا الأطباء: هل يوجد أكثر فائدة من زيت الزيتون وخبز القمح والبندورة والزبيب والقطين والجوز واللوز .... ؟!
لقد ورد ذكر أكثرها في القران الكريم فأكثِروا من الزيت وخبز القمح يا رعاكم الله.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات