في يوم المدينه


ضياء الدين محمد عبدربه العكايله
صباح الخير يا عمان يا حنا على حنا، كلمات مبدع أردني ، تلامس وترا حساسا في النفس حين نصغي إليها على تردادات إذاعتنا الأردنية وقهوة الصباح مع ولادة يوم أردني جديد. إنها عمان التي تغزّل بها الشعراء وغنى لها العرب ولحن لها فارس عوض حين أشدا بصوته وهو يردد ... عمان يا دار المعزة والفخر ... يا حرة ما دنست أثوابها. عمان التي غنت لها نجاة الصغيرة ... وقالت يا فرسا لا تثنيها الريح سلمتي لعيني خيالك ما أجمل الصباح حين يكون معطرا بحب الوطن ، وما أجمل الغزل حين يكون بعمان ولعمان التي نعشقها عشقا جما ، فهي الأقرب إلى القلب دون سواها ، فعمان مدينة تستفز وتشاكس وتغوي كل من اقترب منها، ليصبح هناك عشقاً مترسخاً بين هذه المدينة وأهلها أو القادمون إليها وزائروها. كم هو رائع صباح الشيح والزعتر في عمان التي تقف بكل شموخ لتحدثنا عن تاريخها الممتد والمتناغم بين حضارتين ،حضارة خلفتها أمم غابرة تركوا آثارهم هنا وهناك مليئة بزهو الماضي،وصروح حديثة تتسابق ارتفاعا من بناء أبناءها الأوفياء مليئة باشراقة المستقبل . عمان متعددة في فضاءاتها ورائعة بسحرها قد تقضي فيها عمرا دون أن تتعرف على كل معالمها ،فهي القادرة على منحك شعورا غريبا بالغموض الذي يكتنفها فتجعلك في حيرة شديدة من أمرك ولا يسعك سوى الوقوف مذهولاً لعظمة و جمال ما حققته من تناقضات في أرجائها الواسعة من مواقع أثريه خالدة يشهد عليها التاريخ نستمتع ونحن نستنشق رائحة هذه الحضارات المتألقة التي طوى صفحاتها الزمن، وفي ذات الوقت تجد عمان مدينة متجددة الشباب في أوج عظمتها وانفتاحها. عمان اليوم جديدة متجددة ، ولهذا الجديد جماليته كما ولقديمها خصوصيته كل يأتيها بإحساسه وكل يفهمها ويعيشها على طريقته وكل يذهب باحثا بخطواته عما يعنيه فمن أحب أن يعيش الحداثة والتطور وجدها بكل سهوله في عمان الغربية. ومن أحب أن يعيش جنون غرام اللحظة ذهب إلى السيل المسقوف فلا يوجد مدينة في العالم تجد لسيلها سقف إلا في عمان او ذهب إلى شوارع الساحة الهاشمية التي تعج بالحركة الدائمة وكأنها في كرنفال واحتفال دائمين. ومن بحث عن ليل ساحر بعد نهار قانع بالبياض وجده في شوارع البلد القديمة عندما تتشابك إيقاعات الساعة مع نبضات القلوب ووقع الأقدام ,ورائحة القهوة السادة المعطرة برائحة الهيل الممزوجة بدخان الفحم، وموسيقى سيارات " الكيا غير الهاموريه".. كل معلم من معالم عمان يستحق الزيارة وكل من يزورها سيجد لها مكانا دائما في ذاكرته ولن يكون بمقدوره نسيانها أبدا ،وربما هذا يفسر ولع السياح القادمين من مدن الثلج والبرد القارس بالتجوال في ممرات عمان القديمة الضيقة واللذين يبدون وكأنهم يسابقون الزمن للتمتع بشمسها. سيضل عشقك متجدد يا عمان وسأبقى العاشق المغرم والمفتون وسيبقى عشقي يسري على أوراقي لأن هواك أعذب وأنت تهدينا سيره وحكمة وشجاعة وسيضل بينينا وبينك عشق يجتاح أرواحنا و يزداد كلما اقتربتنا منك



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات