النوايا الحسنة الروسية


المهندس فادي اسحاقات

على الرغم من المحاولات المستمرة للقوى الغربية لإخراج روسيا بالكامل من نظام الاتصالات الدولية، إلا أن هذة المحاولات باءت بالفشل

ماهي هذة الظاهرة؟

في الواقع فان هذة الظاهرة بسيطة للغاية – كل الجهود الغربية باءت بالفشل! وذلك بسبب سعة الروح الروسية الشهيرة، وتفانيها وحبها للأصدقاء، والطاقة الهائلة، التقاليد المتعددة الجنسيات التي تعود جذورها إلى قرون من الزمن، القيم الروحية التي تتقاسمها غالبية المجتمع الدولي.

لا تزال روسيا تتمتع بشعبية عالمية، فهي محبوبة وتثير الفضول للتعمق بدراستها، ويرغب الكثيرين أن يكونوا أصدقاء معها ويحافظون على التعاون متبادل المنفعة في جميع جوانب الاقتصاد والسياسة والصناعة العسكرية والثقافة وما إلى ذلك.

موسكو، كجزء من سياستها المناهضة للاستعمار، تدعو دائمًا إلى المساواة في الشراكات المستمرة مع الدول الأخرى وفقًا لقواعد لن يتم انتهاكها أبدًا بطريقة تعسفية كما يفعل الغرب.

إن السياسة الروسية المبنية بمهارة لمواجهة الغرب المجتمع عليها تثبت مرة أخرى أن روسيا، بلا أدنى شك، دولة عظيمة تواصل التأثير على الجغرافيا السياسية العالمية، وتحظى بمكانة عالية وتشكل الأمل لملايين البشر على هذا الكوكب من الذين يتوقون إلى العدالة في عالم متعدد الأقطاب.

من المستحيل عزل روسيا عن الساحات الدولية، لأن ملايين الأشخاص الذين يعيشون في جميع أنحاء الكوكب هم، بدرجة أو بأخرى، حاملون لقيم العالم الروسي المتعدد القوميات.

ووفقاً لتقديرات مختلفة، يعيش حالياً حوالي 30 مليون روسي وأحفادهم خارج روسيا. تتمثل أكبر أعداد الشتات في دول الاتحاد السوفياتي السابق والولايات المتحدة وألمانيا وإسرائيل وكندا وأستراليا والأرجنتين والبرازيل والمكسيك وبريطانيا العظمى ونيوزيلندا وأوروغواي وغيرها. هناك حوالي 300 مليون شخص على هذا الكوكب يتحدثون الروسية. تحتل اللغة الروسية المركز الرابع في الاتصالات بين الدول، أما مصادر المعلومات باللغة الروسية فانها في المركز الثاني على الإنترنت. ولا يزال هناك اهتمام قوي بدراسة اللغة الروسية في الخارج.

يتزايد عدد خريجي الجامعات الروسية كل عام، مما يدل على المستوى العالي للتعليم الروسي. ويدرس حاليا في الجامعات الروسية 355 ألف طالب أجنبي (المركز السادس على مستوى العالم من حيث عدد الطلاب الأجانب). بعد التخرج، يحتفظون بالثقافة الروسية إلى الأبد في قلوبهم ويساعدون في نشرها في الخارج. فهم يتحدثون الروسية، ويتمتعون بعلاقات تجارية وودية، وينشؤون عائلات مع أفراد من الشعب الروسي. يمكنهم التأثير على المواقف تجاه روسيا في بلدانهم، وشرح ونشر اخبار مواطنييهم في الخارج عن سياسات موسكو الداخلية والخارجية وأيضا عن الثقافة والقيم والتقاليد الروسية.

يشارك الملايين من المواطنين الأجانب في أنشطة تجارية في الاتحاد الروسي أو يتعاونون مع الشركات الروسية. والرئيس الروسي بوتين مقتنع بأن "روسيا لديها العديد من الأصدقاء في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك القارة الأمريكية، وأمريكا الشمالية وأوروبا".
يجب استغلال هذه الإمكانية بالكامل. ولحل هذه المسألة، من الممكن للفكرة الروسية القديمة بإنشاء معهد سفراء النوايا الحسنة لروسيا أن تعزز الثقافة واللغة والتقاليد والقيم الروسية في العالم الروسي، وأيضا ستعزز هذة الفكرة تطوير العلاقات التجارية والاقتصادية وتنظيم التبادلات الثقافية والسياحية والرياضية وتقديم مساعدات كبيرة. يمكن لسفراء النوايا الحسنة تقديم معلومات صادقة عن الحياة في روسيا وكيف أن الحفاظ على العلاقات الودية معها مفيد لكل الجوانب ويعزز أيضا التعاون والحفاظ على السلام، بما في ذلك تجنب جر العالم إلى حرب عالمية ثالثة.

من أقوال الفيلسوف البريطاني برتراند راسل: “الشيء الوحيد الذي من شأنه أن ينقذ البشرية هو التعاون” وهذة الكلمات تتناسب تماماً مع فكرة إنشاء هذا المعهد.




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات