محاولة لفهم سر التخلي العربي والإسلامي عن غزة!


جراسا -

محرر الشؤون العربية والدولية -

أسقطت المذابح الدموية التي يرتكبها جيش الاحتلال الصهيوني في قطاع غزة، الأمتين العربية والإسلامية، في أرذل مواضع التخلي والتخاذل، وكشفت وضاعة موقفيها الشعبي والرسمي، وتخاذلهما غير المسبوق في تاريخ الحضارات والأمم، بتخليهما المطلق عن الشعب الفلسطيني الذي يتعرض لحرب إبادة على يد أقذر مخلوقات الله منذ بدء الخليقة.

حالة الصمت العربي والإسلامي على مجازر أهلنا في قطاع غزة، التي تبث على الفضائيات ووسائل الإعلام ومواقع التواصل على مدار الساعة، تحتاج إلى تحاليل ودراسات سيكولوجية معمقة لفهم العقلية العربية والإسلامية التي وصلت إلى ما وصلت إليه من عقم ورداءة لم تعرفه الأجناس البشرية من قبلهم ولا بعدهم.

كيف يمكن تحليل واقع الشارع العربي والإسلامي الذي يقترب من ملياري إنسان، يشاهدون في كل لحظة قطاع غزة الذي تحول الى مسلخ بشري، تذبح فيه الأطفال، وتعدم فيه الشيوخ والنساء، وتهدم فيه المساجد والمعابد، وتدمر فيه المدارس والمستشفيات، ولم يسلم فيه حتى الحيوانات، من أشر خلق الله وأنجسهم، ولا نكاد نرى مسيرة أو تظاهرة تندد وتستنكر باجرام كيان الإحتلال، ولا نسمع أو نرى أي حراك يذكر، وكأن هذه الأمة قد ماتت وتم تشييع جثمانها إلى الرفيق الأعلى!؟

أين النقابات العربية التي اختفت تماما؟

أين أحزاب الأمة التي لا ترى بالعين المجردة؟

أين مواقف البرلمانات ومؤسسات المجتمع المدني والقوى السياسية على امتداد خارطة العالم الاسلامي، من جرائم الاحتلال ومذابحه؟

أين الشعوب والقبائل العربية التي ما كانت ترتضي الضيم يوماً لأهلها؟

إن تخلي الدول العربية والإسلامية عن فلسطين اليوم، يعيد إلى أذهاننا تخليها سابقاً عنها في الأعوام 48 و67 حينما تركت تواجه مصيرها وحدها، وتواطأ عليها من تواطأ، وتم عرضها في سوق النخاسة.

لقد ألقت الأمة العربية أهل غزة في غياهب البئر كما ألقى أبناء يعقوب أخاهم يوسف، وخذلت من أقرب المقربين إليها، وحوصرت من القريب قبل الغريب، فيما وقفت دول متصهينة مع الكيان الإسرائيلي علانية، دون أن نعلم ما سر هذا الخذلان الذي تعرض له الشعب الفلسطيني من أبناء جلدته.

ربما هي مشيئة الله بأن أراد اصطفاء أهلنا في غزة وحدهم، ومعاقبة أمتهم على مواقفها المخجلة المخزية التي ستسأل عنها بين يديه سبحانه!

نافلة القول: إن غزة التي تواجه اليوم أعتى حرب في التاريخ، وتصمد للشهر الرابع على التوالي، وتذيق مقاومتها الباسلة كل يوم طعم الهزيمة والخسارة لجيش الاحتلال الصهيوني، ستصبح النموذج الذي سيقود هذه الأمة التي استيأس اليأس منها ومن شعوبها، وهي التي ستعيد النبض لشريانها بعد أن فاضت روحها، وبلغت قلوب الأحرار فيها إلى الحناجر!




 



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات