الطريق الآخر


الإنسان خلق في كبد، كما قال رب العالمين، وخلال الحياة يعيش الفرد في مجتمع تنسج علاقاته بناء على العقيدة، والقيم العليا، والمبادئ الإنسانية الراقية، وانسجاماً مع العادات والتقاليد والأعراف الطيبة، ورب العالمين يرينا الإعجاز في كل تفاصيل صور الحياة المختلفة فالشخصية البشرية في الشكل والمظهر والجوهر والروح والعاطفة، تعتبر وجهاً من أوجه الإعجاز الإلهي، وحتى لا يظلم الإنسان على وجه الأرض أعطى خاصيّة الاختيار، فهو حر الإرادة، طليق التفكير، واسع الأفق، راشد العقل، يرسم مستقبله باجتهاده، وعمله وتفانيه، وتخطيطه الشخصي، وإن كان هناك خيط دقيق يحتاجه الإنسان دائماً هو التوفيق والفلاح.

وقد يختار الإنسان طريق الخير والإيمان والصدق والنزاهة وطهر التفكير وفضائل العادات الحميدة ويصبح يذلك شجرة مثمرة ذات ظلال وارفة ورائحة زكية تمد الوطن بعوامل الانتاج وحسن الطبيعة. وبذلك تعم الطمأنينة والرضا والقناعة، فتصبح العلاقات الإنسانية ذات قدسية أخلاقية اجتماعية متضامنة ومتحابة ومتعاونة وبعيدة كل البعد عن مجتمع الكراهية والحقد والبغضاء والتشاحن والتناحر.

وفي الكفة الأخرى من الميزان، قد تجد من يختار الطريق الآخر، وهذا الآخر رمادي اللون، انسيابي الشكل، أصفر التفكير، كروي المظهر، هو كالماء يأخذ شكل الإناء الذي يوضع فيه، ونادراً ما يكون له موقف ثابت أو رأي يدافع عنه، تراه ذليلاً وحملاً وديعاً أمام الأقوياء، ماكراً في الخفاء، متآمراً خلف الأبواب المغلقة، يتظاهر بالحرص على مصالح الآخرين أمام الملأ يحمل كبرياء زائفة، ويمارس أمراضاً اجتماعية، وينحدر في عادات مرفوضة، قد يبدو ماهراً في التنظير، ساحراً في الأفكار، مبدعاً في الإنجاز، يجعل الليل نهاراً، ويزرع البحر، يقلد الحكماء ليدس السم في طعام القوي الأمين، همسه جراثيم ولمسه أمراض، تفوح منه رائحة نافخ الكير، ظاهره ناعم أليف، وباطنه غش مخيف، هذا الصنف إذا صافحته وجب عليك الوضوء سبع مرات، وإذا قابلته وجب عليك صوم ثلاثة أيام، هو الوجه الدائم للحقد والجانب الآخر للبغضاء والمستنقع القديم للاغتيال والخبير المخضرم للانتفاع.

أمراض العصر، وآفة الحضارة الاجتماعية في الطريق الآخر، هي نماذج مطورة من الوشاية، وأجيال حديثة من الشخصنة، وحرب خاطفة من الكيدية، وكمائن مدبرة للصيد في المياه العكرة، وتبادل للمواقع والمنافع، وتحالف مع المصالح الخاصة، وحرمان من الحقوق، ومنعاً لتكافئ الفرص، وتجاوز أخلاقيات المهنة، وتعطيل للتسلسل الأبجدي، ورعاية للزواحف، وإعدام للصقور، ولقد قيل قديماً من استشار الجاهل ندم.

الأمل المطلق، والملاذ الآمن، وعامل الطمأنينة الأكيد، والمرجع الثقة، والمظلة الحاضنة لكل الأردنيين، ومحكمة الأمة العادلة، وسر وجود الدولة، هذه القيادة الهاشمية الذكية القوية الحازمة القادرة على اذابة الثلج لتكشف مطبات الطريق الآخر.



تعليقات القراء

Someone
To be honest, I did not understand anything from this article. This article could be written in a better way.
30-12-2008 04:47 PM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات