ما بين حكومات الظل والطابور الخامس اين الوطن؟


دورة استثنائية لمجلس النواب وعلى مكاتبها ملف الكازينو وحكايات حكومية أخرى ، ماذا ينتظر الشارع الاردني من الدورة الاستثنائية ؟ ، في نهاية المطاف سيعيد دولة الرئيس كلامه ويقول انه كان غائب طوشه في قضية الكازينو كما كانت الحكومة غائبة طوشة في قضية خالد شاهين ، وهكذا دواليك في كل الملفات الخاصة بالدورة الاستثنائية ، والدورة الاستثنائية التي ستتبعها .
اذا هي حكومة غائبة طوشه وينتظرها صيف بارد ، وجلسات نقاش ستعيدنا للمربع الأول في كل قضايا الفساد الوطني ، وستستمر الحياة الاردنية المعتاده وكأن شيء لم يكن .
لماذا لاتقر الحكومة بأنها أخذت على غفلة في الايام الاولى من توليها للسلطة وتم تمرير كل الملفات المتعلقة بالفساد من بين يديها ، إذا سؤالنا كيف تدار امور حكوماتنا في مراحلها الانتقالية وفي أول ايام عمرها القصير ؟ ، ومن هو صاحب الحق بإتخاذ القرار في تلك اللحظة الفاصلة ما بين حلف اليمين وتسلم مفاتيح المكاتب ؟ .
حسب معرفتنا البسيطة في الهيكل التنظيمي للوزارات الحكومية أنه دائما هناك اشخاص يسيرون الامور مستندين الى قانون وضع بكل ذكاء وحنكة بحيث جعل هؤلاء الاشخاص في الخفاء دائما ، وباقون ابدا في مقاعدهم ، ويلعبون كما يشاؤون دون رقيب أو حسيب .
وللبحث عن هؤلاء الاشخاص علينا أن نعيد رسم النموذج الخاص بطرق إتخاذ القرار في هذه الوزارات والمؤسسات ، ومستخدمين الاقلام الملونة وعلى لوح كبير يعرض في الساحات العامة ، وكبداية للبحث في عناصر هذا النموذج علينا أن لانلتفت لأول الاشخاص الذين يتم تعيينهم مباشرة بعد تعيين الوزير فهولاء هم أول الراحلين معه ، وعلينا أن نركز على من بقوا بعد رحيل الوزير ولازالت مناصبهم كما هي وصلاحياتهم كما هي ، اذا هؤلاء هم من نبحث عنهم وهؤلاء هم حكومة الظل في حكوماتنا المتعاقبة ؟.
وفي حكاية الطابور الخامس نجده يتمثل في كل من يتمنع عن التفكير بأن هناك فرصة للتغيير والاصلاح ، ويقنع نفسه أن بهذا التغيير والاصلاح سوف تنتفي مصلحته الخاصة ويخسر كل مكتسباته الغير مشروعة والتي أخذت في مرحلة ما من عمر الوطن ، عندما كانت بها الحكومات تنتقل ما بين حلف اليمين واستلام مفاتيح مكاتبها .
والطابور الخامس هم المزاودين بالوطنية لحد التطرف وعدم السماح للأخر بالوجود ، وكأنهم هم وحدهم من يملكون الحق بالبقاء في جغرافيا الوطن متناسين أن الجغرافيا دائما وابدا باقية والمتغير هنا هو الانسان ، وأن الترحال لازال قائم في المجتمعات ولكنه اليوم ليس على ظهور الجمال أو البغال أو الحمير .
لهؤلاء نقول ، أعيدوا قراءت التاريخ كما كتبه الناس أنفسهم بعيدا عن كتابات كتبة السلاطين والمشايخ ، وبعيدا عن رقاع التدوين الليلية في مجالسكم ، لأن التاريخ لايكتبه إلا المنتصر ، وهو دائما الشعوب .
ونحن في الاردن عانينا الامرين طوال سنوات عدة من وجود حكومات الظل والطابور الخامس ، ومع ذلك لانزال نقنع انفسنا أننا نملك من الحق التاريخي ما يجعلنا نتميز عن الاخرين لحد التطرف .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات